الخرطوم عازمة على ملاحقة قادة حركات دارفورية بالانتربول
الخرطوم 23 اكتوبر 2011 – أغلق رئيس مكتب متابعة تنفيذ سلام دارفور وزير رئاسة الجمهورية أمين حسن عمر، الباب أمام الحركات المسلحة التي لم توقع على اتفاقية الدوحة، قاطعاً بعدم فتح الوثيقة للتفاوض ثانيةً، وقال: لن يكون هنالك تفاوض حول الوثيقة، وهذا قول نهائي، وأضاف: “هذه الوثيقة أغلقت ومن يظن أننا يمكن أن نفتحها ثانيةً في أي بند من بنودها واهمٌ”
وقال أمين في برنامج مؤتمر إذاعي أمس، إن الفرصة أمام الحركات لتقلع عن حديث اسقاط النظام، وأشار لإمكانية أن تتحدث الحكومة مع الحركات المسلحة في الأمور التي تخص الأخيرة، وكيفية استيعابها في الأطر السياسية قبل الانتخابات المقبلة على أن تدخل العملية حركات سياسية، إضافةً لإجراء الترتيبات الأمنية.
وكشف عن اتجاه الحكومة لملاحقة أفراد من الحركات المتمردة عبر الإنتربول حال لم تنشط اللجنة المختصة داخل الأمم المتحدة لمحاسبة الحركات التي قال إنها في نظر الحكومة تعتبر إرهابية وغير شرعية حسب القانون الدولي.
وطالب المجتمع الدولي بالتعامل مع الحركات على هذا الأساس، وقال: إذا لم تنشط لجنة الأمم المتحدة سنعمل مع الإنتربول الذي نجحت فكرته من قبل، والجامعة العربية، والاتحاد الأفريقي، وأكد أن المنظمتين الأخيرتين ستكون قراراتهما حاسمة بشأن عدم حماية الدول التي تأوي الحركات ودعمها.
واعلن عزم الحكومة التقدم لمجلس الأمن والسلم الأفريقي بوثائق تؤكد تورط دول في دعم وإيواء الحركات ليتم توجيه تلك الدول من قبل المجلس بعدم إيواء الحركات ودعمها.
إلى ذلك، قال د. أمين تعليقاً على مقتل العقيد معمر القذافي في ليبيا أمس الأول وعلاقاته بالسودان، قال: (نحن رابحون) في كل الأحوال إما بتقليل العبء علينا، أو بتحويل المحنة إلى منحة، وتوقع أن تتحول المحنة إلى منحة بسبب علاقات بلاده مع الأطراف الليبية، والمناخ الإيجابي الذي ساد المنطقة.
ووصف عمر مقتل القذافي بالنهاية الدرامية للنظام الذي سبق وأن انتهى قبل موت القذافي في إشارة لاستيلاء الثوار على العاصمة طرابلس في شهر أغسطس. وقال: مهما انتهى عليه النظام في ليبيا إلى نظام يسيئ للعلاقات لن يكون مثل ما أساء لها نظام القذافي.
وفي سياق آخر، وصف د. أمين حديث أمريكا عن تخفيف العقوبات على السودان بأنها نصف خطوة غير كافية، وقال: (هي نصف خطوة، كخطوة العروس في السباتة)، وأشار إلى أن رفع الحظر لا يعني أمريكا فقط، وإنما أيضاً دولاً أوروبية أخرى تخاف على مصالحها مع أمريكا. وقال: إننا نغفل التصريحات الإيجابية من الإدارة الأمريكية بسبب احباطنا منها، وكشف أن أمريكا وقعت مع (يونميد) اتفاقاً للدعم والمساهمة والتنمية.
وفي السياق، أكد د. أمين اداء التجاني السيسي رئيس حركة التحرير والعدالة القَسَم اليوم أمام رئيس الجمهورية بالقصر الجمهوري، بجانب مراسم تكريم أحمد بن عبد الله وزير الدولة بالخارجية القطري. ونفى د. أمين أن تكون هنالك أية إشكالية تسببت في تأخير وصول السيسي للخرطوم. وقال إن الحكومة ستستقبله استقبالاً رسمياً باعتباره الرجل الرابع بعد نواب الرئيس وقبل المساعدين، بجانب استقبال شعبي بحي الانقاذ جنوبي الخرطوم، وأشار إلى أن الحكومة طلبت من ولاية الخرطوم إعفاء رسوم الميادين التي يتم استقبال السيسي فيها، وأشار إلى أن المؤتمر الوطني يجب أن يسهم في نفقات الاستقبال الشعبي.
من جانبه، أكد أحمد فضل عبد الله الناطق الرسمي باسم حركة التحرير والعدالة، أن عودة د. التجاني السيسي رئيس الحركة للخرطوم تعني البداية الفعلية من جانب الحركة لاتفاق سلام دارفور، والانتقال من حركة ثورية مسلحة إلى حركة سياسية. وتوقع فضل أن تعترض طريق الاتفاقية بعض العقبات والمطبات التي قال إن الشريكين احتاطا لحلها عبر الحوار. ودعا الحركات الرافضة للسلام بالتوقيع على وثيقة الدوحة، وأوضح أن نصيبها من السلطة موجود على مستويات السلطة الانتقالية وحكومات الولايات، وأضاف: متى ما وقعت على الاتفاقية ستجد حظها من السلطة.