Sunday , 28 April - 2024

سودان تربيون

أخبار السودان وتقارير حصرية لحظة بلحظة

الموت يغيب عميد الصحافة السودانية بعد 7 عقود في بلاط صاحبة الجلالة

فقيد الصحافة محجوب محمد صالح

القاهرة 13 فبراير 2024 – أغمض الأستاذ محجوب محمد صالح عميد الصحافة السودانية وصاحب جريدة “الأيام” احدى أعرق الصحف في السودان، عينيه للمرة الأخيرة بالقاهرة، الثلاثاء، عن عمر ناهز الـ 96 عاما.

ويعتبر صالح أحد أبرز الصحفيين المخضرمين الذين شكلوا المشهد السياسي والصحفي في السودان وظل حاضرا بقوة حتى اندلاع الحرب في منتصف أبريل 2023 ليضطر بعدها للجوء إلى مصر حيث سيوارى الثرى غدا الأربعاء بمقابر السيدة عائشة في القاهرة.

وولد صالح في 12 أبريل من 1928م، في مدينة الخرطوم بحري، حيث تلقى فيها مراحل تعليمه الأولية والمتوسطة والتحق بكلية الخرطوم الجامعية في 1947، وكان يشغل منصب سكرتير اتحاد الطلاب وقتها.

وأسس الأستاذ كما يحلو لتلامذته مناداته، مع زميليه بشير محمد سعيد ومحجوب عثمان صحيفة الأيام التي صدر أول عدد لها في الثالث من أكتوبر 1953، وقبلها بدأ مسيرته العملية بصحيفة سودان ستار الناطقة باللغة الإنجليزية في العام 1949 وعمل أيضاً لفترة وجيزة بصحيفة السودان الجديد.

ورأس صالح أيضاً مركز الأيام للدراسات الثقافية والتنمية، وأشتهر بعموده “أصوات وأصداء” الذي كان يتناول تحليل الوضع السياسي السوداني والمشاكل التي تواجه السودانيين.

ولمحجوب محمد صالح العديد من المؤلفات أبرزها تاريخ الصحافة السودانية في نصف قرن، وأضواء على قضية الجنوب، ومستقبل الديمقراطية في السودان، والعدالة الاجتماعية في السودان.

ونال الراحل العديد من الجوائز منها جائزة القلم الذهبي من منبر رؤساء التحرير العالمي والاتحاد العالمي للصحف (سيول 2005) لنضاله من أجل حرية الصحافة طوال نصف قرن، ومنح جائزة مؤسَّسة فريدرش إيبرت لحقوق الإنسان ببرلين مناصفة مع أبل ألير، وجائزة المنظمة العربية لحريَّة الصحافة (درع الدفاع عن حرية الرأى) وفي عام 2017 أسست مجموعة دال جائزة باسمه استمرت حتى انفجار النزاع في 15 أبريل 2023، بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.

تلقى الفقيد دورات تدريبية في الصحافة في لندن (1952) والقاهرة (1954) وبيروت (1954) وفي نيويورك (1959/1960) عبر زمالة داج همرشولد التي أنشأتها الأمم المتحدة.

كما تولى سكرتارية اتحاد الصحافة السودانية (1951- 1955)، وظل عضواً بالمكتب التنفيذي للاتحاد حتى تم حله من قبل قادة انقلاب الجنرال عبود في 17 نوفمبر 1959، حيث شغل فيه عضو لجنة الحريات التي تكونت للدفاع عن الحريات والحقوق مطلع خمسينات القرن العشرين.

ونعت نقابة الصحفيين السودانيين الأستاذ محجوب محمد صالح، قائلة إنه “أحد المساهمين في تأسيس نقابة الصحفيين، وظل من الداعمين لعودتها بعد ثورة ديسمير منذ أن كانت حلما وعمل عبر مبادرته للإصلاح بين الأجسام المختلفة، كما سلم النقابة المنتخبة أرشيفاً يضم محاضر تاريخية للنقابة ويعد الأرشيف إرثاً للأجيال السابقة والحالية واللاحقة للصحفيين والصحفيات”.

وأكدت النقابة في بيان أن الفقيد كان شخصية بارزة في وسائل الإعلام السودانية وساهم في إعداد أجيال من الصحفيين بنزاهته ومهنيته وتفانيه والتزامه الثابت بالحقيقة، مشيرة إلى أن “صالح كان مدافعا شرسا عن السلام والديمقراطية وحقوق الإنسان، واستخدم منصته لفضح الظلم وإعطاء صوت لمن لا صوت لهم”.

ونعى رئيس وأعضاء مجلس السيادة الراحل محجوب محمد صالح ووصفوه في بيان بأنه من الشخصيات الرائدة التي نهضت بمسيرة الصحافة السودانية وعمقت ارتباطها بالراي العام مؤسساً للصحف تارة ورئيساً لتحريرها وظل قلمه في كل تلك المحطات ملتزماً ومنحازاً للوطن وهموم المواطن لم يجف مداده الا برحيله.

وأضاف “مجلس السيادة إذ ينعاه ، إنما ينعى للشعب السوداني كاتباً وصحفياً لا يشق له غبار .حيث يعد فقيد الصحافة والوطن أحد المراجع الموثقة لتاريخ الصحافة السودانية وشاهداً على عصور نهضتها وتطورها منذ فجر الحركة الوطنية” .

كما نعاه كل من الحزب الاتحادي و حزب الأمة القومي.