Thursday , 28 March - 2024

سودان تربيون

أخبار السودان وتقارير حصرية لحظة بلحظة

الرئيس السودانى يتوقع ان تنشط المحكمة الجنائية الدولية ضده بعد الانفصال

الخرطوم في 8 يناير 2011 — قال الرئيس السوداني عمر حسن البشير في مقابلة امس الجمعة ان شمال السودان وجنوبه يمكن ان يشكلا اتحادا على نمط الاتحاد الاوروبي اذا اختار الجنوبيون الانفصال في الاستفتاء المقرر غدا الاحد .

وقطع البشير بتسريح كل الموظفين الجنوبيين من الخدمة، مع دفع حقوقهم كاملة في حال اختيار الانفصال، مبررا ذلك بأنهم كانوا يشغلون نسبة من الوظائف مخصصة للجنوب لا بد أن يتم إلغاؤها بانفصاله .

وخلص إلى أن الجنوبيين في الشمال سيصبحون أجانب مع بعض الامتيازات في الشمال ، وقال إنهم سيكونون آمنين على ممتلكاتهم وأنفسهم، مستبعدا فكرة ازدواجية الجنسية .

وتمثل هذه احدث التصريحات التصالحية من جانب البشير قبل يومين من بدء الاستفتاء بشأن تقرير مصير الجنوب من الوحدة .

وقال البشير مقابلة مع قناة “الجزيرة” الفضائية امس انه لا يتحدث عن اتفاقية للدفاع المشترك وان المناقشات تدور بين الجانبين بشأن “قيام اتحاد بين الشمال والجنوب لرعاية المصالح المشتركة امنية كانت او سياسية او اقتصادية. وفي هذا الصدد نضرب مثلا بالاتحاد الاوروبي” .

ولم يحدد الرئيس السوداني المشاركين في المناقشات . لكن قادة الشمال والجنوب يخوضون مفاوضات متأزمة بشأن كيفية اقتسام عائدات النفط والديون وتنظيم موضوعات أخرى في حالة تصويت الجنوبيين بالموافقة على الانفصال عن السودان كما يتوقع كثيرون .

وقال ان هناك حاجة للاتفاق بشأن “الحريات الاربع” في اشارة الى اتفاق قائم يمنح المصريين حقوقا في السودان ومن بينها حق الاقامة والعمل والدخول بدون تأشيرة وحق التملك والتجارة .

ولم يبد البشير اهتماما كثيرا بمسألة تقاسم الديون، واعتبر أن المهم إسقاط الديون لأنها في حال بقائها ستكون عائقا للتنمية سواء تحملها الجنوب أو الشمال أو تقاسماها .

واكد الرئيس السوداني التزام حكومته بما جاء في الاتفاق الخاص بمنطقة ابيى المتنازع عليها بين الشمال و الجنوب ، وذكر بأن الاتفاقية تعلو على كل القوانين وحتى الدستور، وحذر من أي إجراء أحادي يقوم به أحد الطرفين .

وقال إن خيار تقسيم أبيي بين المسيرية ودنكا نوك هو الذي تم الاتفاق عليه، وقال “نحن قبلنا به، ولكن الحركة لها خيار آخر، والحوار مستمر” .

ورفض البشير أي وجود لقوات أجنبية في أبيي ، وحذر من إمكانية وقوع حرب في حال إعلان دينكا نقوك أبيي قسما من الجنوب بقرار أحادي .

ودخل الرئيس من باب أبيي إلى مسألة ترسيم الحدود، فقال إن هناك اتفاقا بترسيم ما تم الاتفاق عليه وترك ما هو موضوع خلاف حتى يتم الاتفاق عليه، منبها إلى أن الحوار سيستمر فترة طويلة بعد الانفصال .

واكد الرئيس السوداني إن حكومته اوفت بالتزاماتها فيما يتعلق باتفاقية السلام الشامل ، ولكن الحركة الشعبية هي التي دعت إلى الانفصال في آخر أيامها رغم أن الاتفاقية تلزم الطرفين بالعمل من أجل الوحدة .

وأوضح أن الحكومة قامت بأكثر مما هي مطالبة به لتشجيع الوحدة، مشيرا إلى أن الحركة الشعبية هي التي لم تلتزم بوعدها ، وبدأت تدعو إلى الانفصال بعد مؤتمر نيويورك .

وقال البشير إن ما جعل الجنوبيين ينساقون وراء إغراء الانفصال هو معاناتهم الطويلة جراء الحرب وما عانوه من حرمان، مشيرا إلى أن الحركة لم تلتزم بالتنمية لتخفيف آثار تلك المعاناة .

وأكد البشير أن هناك مؤامرات لتفتيت السودان قد لا تتوقف عند انفصال الجنوب ، مذكرا بأن السودان كان موحدا في الظاهر مقسما في الحقيقة منذ قانون المناطق المغلقة والذي فرضه المستعمر البريطاني .

ونبه الرئيس السوداني إلى أن الجنوب يعاني من مشاكل كثيرة ويفتقر إلى مقومات دولة ، مما يعني أنه يحتاج إلى مساعدة من الجميع، بما فيه حكومة الشمال .

وأبدى البشير عدم اهتمامه بما قد يقيمه الجنوب من علاقات مع إسرائيل، إلا إذا كانت تلك العلاقات ستوجه ضد الشمال، وقاسها على دول أخرى جارة للسودان تقيم علاقات مع إسرائيل .

وعلق البشير على الدور العربي، وقال إنه لم يكن بالمستوى المطلوب، وفسر إحجام العرب عن لعب دور في قضايا السودان بحساسيتهم من أن يحسب دورهم على أنه انحياز إلى جانب حكومة الشمال .

أوضح البشير أنهم لا يثقون في وعود الولايات المتحدة التي رأى أنها لن تعدو ان تكون كلاما، حتى إذا تأكد انفصال الجنوب عادوا إلى ما كانوا عليه. وضرب مثالا بتعهدات اميريكية ماضية .

وقال إن المحكمة الجنائية الدولية سياسية وإنه لا يتوقع تغيير الغربيين لموقفهم منها، وتوقع أن يتحركوا بها من جديد بعد انفصال الجنوب، ولكن عزاءه أن الأفارقة يدعمونه بشأنها ويرون أنها ضدهم .

ولم ير الرئيس السوداني داعيا لتغيير مهم فى شمال السودان بعد الانفصال واعتبر أن الدستور هو الحكم بينه وبين المعارضة التي تعتبر أن الانفصال سينزع عن حكمه الشرعية .

وأكد أن تعديل الدستور سيكون ضروريا، معتبرا أن ما يتعلق منه بالجنوب سيسقط، بالإضافة إلى إضافة نصوص تثبت أن الإسلام هو الدين الرسمي للدولة وأن اللغة العربية هي لغتها الرسمية، إلى غير ذلك .

ونفى أن تكون في السودان تيارات لها نفوذ، وتمسك بتطبيق الشريعة دون حرج، معلقا على الفتاة التي تم جلدها بأن من شهر بها هو من سجل الشريط وبثه .

وشدد البشير على أن الحكومة استنفدت سقف المفاوضات مع الحركات المتمردة فى دارفور ، منبها إلى أن من يمثل أهل الاقليم هم المنتخبون هناك ومنظمات المجتمع المدني و تابع : “سننقل الحوار إلى داخل دارفور” .

واقر أعضاء بارزون في حزب المؤتمر الوطني الحاكم الذي يتزعمه البشير بأن الجنوبيين أقرب الى التصويت لصالح الانفصال في الاستفتاء الذي يستمر أسبوعا من المقرر أن يبدأ غدا الاحد .

وسيجرى هذا الاستفتاء بموجب اتفاقية السلام الشامل الموقعة بين الشمال والجنوب في عام 2005 والتي انهت عقودا من الحرب الاهلية بين الجانبين اودت بحياة ما يقدر بمليوني شخص واجبرت اربعة ملايين على الفرار من ديارهم .

Leave a Reply

Your email address will not be published.