الخرطوم مستعدة لتوقيع اتفاق وقف عدائيات وامبيكي يصلها بمقترحات جديدة
الخرطوم: 19 سبتمبر 2016 ـ أعلنت الحكومة السودانية استعدادها التوقيع على اتفاق وقف عدائيات مع الحركة الشعبية ـ شمال، بدون شروط مسبقة، وجددت رفضها لإدخال المساعدات الأنسانية عبر الحدود، بينما أفاد عضو في وفد الحكومة المفاوض أن الوسيط الأفريقي ثابو امبيكي سيصل الخرطوم بعد أيام لعرض مقترحات جديدة.
وعلقت الوساطة الأفريقية في أغسطس الماضي جولة التفاوض بين الحكومة السودانية ومعارضيها المسلحين في مساري دارفور والمنطقتين بأديس أبابا.
وقال رئيس الوفد الحكومي المفاوض عضو آلية (7+7) ابراهيم محمود في تصريحات صحفية يوم الأثنين “إن دعوة الحركة الشعبية لإدخال المساعدات الإنسانية عبر الحدود دعوة لاستمرار الحرب وتمزيق السودان ومحاولة لتنازل الدولة عن سيادتها بالمنطقتين لصالح الحركة”، وتابع “الحركة ما تزال جزءا من الحركة الشعبية في دولة جنوب السودان”.
وجدد في تصريحات صحفية بالمركز الإعلامي للحوار الوطني بقاعة الصداقة عقب اجتماع آلية (7+7) رفض الحكومة القاطع لأية شروط مسبقة بشأن وقف العدائيات، مشيرا الى أن الاجتماع ناقش موقف الحركة الشعبية ـ شمال وحركات دارفور عقب توقيع خارطة الطريق.
من جانبها قالت الحركة الشعبية ـ شمال، إن الحكومة لا تتفاوض رغبة منها ولكنها مجبرة، وفق قرارات إقليمية ودولية، واتهمت في بيان ردا على افادات أدلى بها كبير مفاوضي الحكومة إبراهيم محمود، حكومة الخرطوم بمحاولة شراء الوقت.
وكان محمود قد قال لدى مخاطبته مجلس شؤون الأحزاب بمدينة كسلا هذا الأسبوع إنه لن يكون هنالك تفاوض بعد إنعقاد المؤتمر العام للحوار الوطني في 10 أكتوبر المقبل.
وأكد المتحدث باسم الحركة الشعبية مبارك أردول، في بيان أصدره، الإثنين، أن الحركة لم تستجدي التفاوض في أي وقت من الأوقات مع الحكومة، وأشار إلى أن الحوار المتكافئ والسلام العادل خيار إستراتيجي للحركة الشعبية وقوى “نداء السودان”.
وتابع “نحن مع الحوار المتكافئ الذي يوقف الحرب ويوفر الحريات ويفضي للتغيير، وحوار الوثبة قد شبع موتاً، وعلى إبراهيم محمود أن يلتزم بتصريحاته ويختتم حواره في 10 أكتوبر القادم غير مأسوفاً عليه، فهو مضيعة للمال والوقت، ورفضته كل القوى الوطنية وحتى الذين راهنوا عليه بحسن نية إتضح لهم عدم جدية إبراهيم محمود وحزبه وحكومته”.
من جهته قال عضو آلية (7+7) فضل السيد شعيب، إن مخرجات المؤتمر العام للحوار الوطني ستؤدي إلى وفاق في السودان وإقرار وثيقة وطنية تمهد لدستور جديد واصلاح سياسي يقود الى اسقرار البلاد.
وأضاف أن اجتماع الآلية آمن على استمرار الترتيبات الجارية لقيام المؤتمر العام في العاشر من أكتوبر المقبل، لافتاً الى أن الآلية حددت يوم الخميس المقبل كآخر موعد للجان التحضيرية لرفع تقاريرها.
ودعا شعيب الممانعين الي الانضمام للحوار والمشاركة فيما أسماه “الملحمة الوطنية” في العاشر من أكتوبر المقبل، وأكد أن الاجتماع ناقش تقرير الأمانة العامة للحوار وتقارير اللجان التحضيرية التي تشمل لجنة الوثيقة الوطنية والقضايا الخلافية والتبويب.
إلى ذلك من المقرر، ووفقا لعضو في وفد الحكومة المفاوض، أن يزور رئيس الآلية الأفريقية الرفيعة ثامبو أمبيكي الخرطوم خلال الأيام القادمة قبل استئناف جولة المفاوضات لعرض مقترحاته الجديدة على الحكومة.
وتوقع عضو وفد التفاوض الحكومي حسين كرشوم استئناف المفاوضات حول دارفور والمنطقتين بأديس أبابا خلال الأيام القادمة في وقت أكد فيه حرصهم على اكتمال حلقات السلام بالبلاد.
وذكر زعيم حركة العدل والمساواة جبريل إبراهيم الجمعة، أن الحركات المسلحة أبلغت الوساطة الأفريقية أنها لن تلبي أي دعوة لجولة جديدة من المفاوضات مع الحكومة السودانية ما لم يتم التحضير الجيد المفضي إلى نتائج.
وقال كرشوم للمركز السوداني للخدمات الصحفية إن الجولة القادمة من المتوقع أن تحظى بنجاحات أقلها توقيع وقف العدائيات بين الحكومة والقوى المعارضة بحسب المؤشرات والمراسلات غير الرسمية الجارية بين الحكومة والاتحاد الأفريقي والدول المهتمة بالسلام في السودان.
وأبان أن النقاش سيظل قائماً حول الملف الإنساني وصولاً لحل يرضي جميع الأطراف باعتباره القاسم المشترك بين بقية ملفات التفاوض.