الخرطوم تحتضن مؤتمرا حول (الإرهاب) وتتعامل مع 260 عنصر متطرف
الخرطوم 18 أغسطس 2016 ـ قال النائب الأول للرئيس السوداني بكري حسن صالح أمام الملتقى العربي لظاهرة الإرهاب بالخرطوم الخميس، إن كثرة “التنظير” عن ظاهرة الإرهاب وسبل مكافحته لم ينتج إلا المزيد من الموت، بينما كشفت احدى الأوراق المقدمة أن السودان يتعامل حاليا مع 260 عنصرا متطرفا عبر الحوار والمناصحة.
وبدأت في الخرطوم الخميس جلسات الملتقى العربي لظاهرة الإرهاب، الذي تنظمه الجامعة العربية بالتعاون مع وزارة الإعلام السودانية.
والمعروف ان الولايات المتحدة الاميركية تصر منذ العام 1997 على وضع السودان في قائمتها السوداء باعتباره واحدا من عدة دول ترعى الإرهاب وتسهل عبور مئات العناصر المتشددة الى بعض الدول المتاخمة التي تشهد حالة من عدم الاستقرار الأمني ونشاطا لافتا لعناصر متطرفة.
واعتبر النائب الأول للرئيس، لدي مخاطبته فاتحة الجلسات، مواجهة الظاهرة تتطلب من الجميع القيام بمسؤولياتهم، وقال إن تركيز الورشة على دور الإعلام في مكافحة الإرهاب يمثل إشارة بليغة وأن دوره له من الأهمية ما يوازي سطوة الإرهاب وهيمنته على أجواء النشاط الإنساني وإجباره المجتمع الدولي على توجيه الكثير من الموارد لمواجهته في حرب طويلة.
ودعا صالح المنظمات ومراكز البحوث والدراسات لمنح قضية الارهاب ما تستحقه ووضع تعريف شامل للارهاب تجنبا للمزايدات، وقال ان بلاده تنطلق برؤية واعية وواضحة تجاه الحد من استفحال الظاهرة، وأشار إلى ان قصور في الرسالة الاعلامية العربية تجاه تناول ظاهرة الارهاب.
من جانبه، قال نائب الأمين العام للجامعة العربية أحمد بن حلي، إن الملتقى العربي يشكل فرصة مهمة لوضع الرؤى والتدابير والإجراءات لمواجهة ظاهرة الإرهاب والتطرف والغلو.
وأكد أن مواجهة الإرهاب تتطلب تجفيف مستنقعاته الفكرية والمادية ووضع الأزمات والنزاعات على طريق الحل السياسي والحوار الوطني.
وأعرب بن حلي عن أمله بأن يخرج الملتقى بتوصيات مهمة تركز على التدابير والإجراءات لوضع الأطر العربية محل التطبيق والتنفيذ من أجل اجتثاث آفة الإرهاب الهدامة التي أصبحت تهدد أسس الدولة الوطنية وتسيء إلى النسيج الاجتماعي العربي.
في السياق ذاته قال رئيس مجمع الفقة الإسلامي عصام أحمد البشير خلال مخاطبته فاتحة أعمال المؤتمر، إن الإرهاب الحقيقي هو الذي تمارسه إسرائيل على الشعب الفلسطيني.
وتابع “ما يقع في اليمن وسوريا والعراق من بعض الفئات الباغية”، ودعا إلى تبني تعريف مجمع الفقه الإسلامي العالمي للإرهاب بأنه العدوان الذي تمارسه الجماعات والأفراد والدول على الإنسان في عرضه ونفسه ودينه وماله، ورأى أن أسباب الإرهاب تتمثل في الفهم الخاطئ للمفاهيم الشرعية والانحراف، مشيراً إلى أهمية فهم الدين على الوسطية.
وحث البشير جامعة الدول العربية على إصدار قانون دولي يجرم الإساءة إلى الرموز والإسلام، داعياً الشيوخ إلى الاقتراب من الشباب وفهم إشكالياتهم وتصحيح المفاهيم الخاطئة لديهم.
وأوردت ورقة “جهود السودان في مكافحة الارهاب” في ورشة دور الاعلام العربي في التصدي لظاهرة الارهاب، إحصائية باعداد العناصر التي تم حوارها حتى يناير 2016.
وقالت إن 82 عائدا من سجن غوانتنامو تم دمجهم في المجتمع، وأن 20 مشاركا في بؤر الصراعات بالخارج، و113 من العناصر إجريت معهم حوارات خارج المعتقل، و20 لا يزالون معتقلين وجاري حوارهم، بجانب 15 من العناصر النشطة تم إطلاق سراحهم بعد الحوار، بينما توفي 10 آخرين ووصلت جملة العناصر في الورقة الى 260 شخص.
بدوره قال وزير الاعلام السوداني أحمد بلال عثمان ان السودان انتهج خطا فكريا حواريا للتصدي للارهاب من خلال مقاربات فكرية، وجلسات حوارية، ولفت الي ان معالجة ظاهرة الارهاب لا يمكن ان تتم بالطرق الامنية والعسكرية فقط، وقال ان السودان انشأ مجلسا للتحصين الفكري يترأسه الرئيس عمر البشير.