طائرات عسكرية ألمانية تجلي الرعايا الأوربيين من جوبا وسط هدوء حذر
جوبا 13 يوليو 2016- أعلنت وزارة الخارجية الألمانية عن إرسال طائرات عسكرية ألمانية لإجلاء الرعايا الألمان والأوروبيين من جنوب السودان الذي شهد في الأيام الأخيرة مواجهة دامية بين القوات الحكومية والمتمردين السابقين في العاصمة جوبا، تحول الأربعاء الى هدوء مشوب بالحذر، فيما أعلن المتحدث باسم نائب رئيس جنوب السودان ريك مشار أن الأخير انسحب مع قواته خارج العاصمة جوبا.
وأفادت متحدثة باسم الوزارة الألمانية سوسن شبلي أن “خلية الأزمة في الحكومة الألمانية قررت إجلاء الرعايا الألمان ومن الاتحاد الأوروبي ودول أخرى من العالم، وأن عمليات الإجلاء جارية وتتم جوا بواسطة طائرات لسلاح الجو الألماني”.
وأعلنت وزيرة الخارجية الإيطالية من جهتها إجلاء 30 من رعاياها من العاصمة جوبا بواسطة طائرة عسكرية إيطالية.
وقال المتحدث باسم نائب رئيس جنوب السودان جيمس قاديت داك الأربعاء إن مشار انسحب مع قواته خارج العاصمة جوبا لكنه لا يخطط لخوض حرب. وأضاف “كان علينا الانسحاب من قاعدتنا (في جوبا) لتجنب مزيد من المواجهة.”
ولم يتضح سبب النزاع الأخير بين كير ومشار اللذين تنافسا على السلطة حتى قبل استقلال جنوب السودان عن السودان في 2011.
ودار قتال في الشوارع بين قوات المتنافسين كير ومشار استمر لمدة خمسة أيام ثم جرى التوصل لوقف إطلاق النار يوم الاثنين.
وصمد وقف إطلاق النار في مدينة جوبا لليوم الثاني على التوالي الأربعاء بعد الاشتباكات العنيفة التي أدت الى مقتل المئات وأجبرت عشرات الآلاف على الفرار من منازلهم.
ولم تسمع طلقات الرشاشات او المدافع ، كما تمكنت طائرات تجلي الأجانب من المغادرة من المطار الدولي رغم عدم استئناف الرحلات التجارية بعد.
وقال احد سكان المدينة طلب عدم الكشف عن اسمه لفرانس برس “لم اسمع أي طلقات نارية اليوم. ولم أشاهد اي دبابة او مروحية (..) ولكن هناك الكثير من الجنود ورجال الشرطة في الشوارع”.
وخرج العديد من الناس من منازلهم الا أن آخرين توخوا الحذر بعد أربعة أيام من القتال العنيف الذي اندلع مساء الجمعة وتوقف لفترة وجيزة السبت في الذكرى الخامسة لاستقلال البلاد، واستؤنف الأحد والاثنين.
ولم يعرف تحديدا عدد القتلى في معارك يومي الأحد والاثنين، إلا أن نحو 300 شخص قتلوا خلال ساعات قليلة الجمعة.
وذكر أداما دينغ مستشار الامم المتحدة الخاص حول منع الإبادة، ان بعض المدنيين” استهدفوا بناء على أصولهم الاتنية”.
واعتبرت رئيسة مفوضية الاتحاد الأفريقي نكوسازانا دلاميني زوما الأربعاء ان الوضع في جنوب السودان “غير مقبول اطلاقا”، منددة بشدة بقادة هذا البلد.
وقالت الأمم المتحدة ان نحو 36 ألف شخص فروا من منازلهم ولجأوا الى قواعد الأمم المتحدة والكنائس ومباني منظمة إغاثة.
وقتل جنديان صينيان تابعان لقوات حفظ السلام وجرح آخرون.
وتركز القتال على منطقة (جبل) غرب المدينة حيث كانت تتواجد قاعدة عسكرية للمتمردين السابقين بالقرب من معسكر للامم المتحدة للنازحين بسبب الحرب الاهلية في البلاد.
والثلاثاء قالت ارثرين كازين، المديرة التنفيذية لبرنامج الغذاء العالمي، في عمان خلال مقابلة مع وكالة فرانس برس ان “ثلاثة ارباع سكان جنوب السودان يحتاجون مساعدات انسانية”.
وحذرت من ان “المواجهات الأخيرة ستدفع الكثير من الأشخاص الى الجوع واليأس”.
وذكرت وكالات إغاثة في جوبا ان الوضع الإنساني يتدهور بسبب نقص المياه والغذاء وارتفاع ثمنه.
وقال بيتر وولش مدير عمليات منظمة “انقذوا الاطفال” في جنوب السودان “تتوزع الجثث في الشوارع، والمتاجر نهبت، والاسواق اغلقت، والناس يصطفون للحصول على الطعام، العائلات تحاول يائسة مغادرة المدينة”.
بدوره قال يان ايغلاند الامين العام لمنظمة “مجلس اللاجئين النروجي” انه “اذا لم يصمد وقف اطلاق النار فان الوضع الانساني المتدهور حالياً سيصبح اسوأ على الارجح”.
واضاف “لا يمكننا ان نساعد جنوب السودان اذا لم يكن زعماء البلد مستعدين للعمل معا لبناء بلدهم”.
واشار الى ان منظمته اجبرت على “وقف” اعمال الاغاثة بسبب انعدام الامن، بينما بدأت منظمات اغاثة اخرى في اجلاء موظفيها ما يزيد من عرقلة عمليات الاغاثة.