قوى معارضة بالسودان تحذر من تجاوزها في ملتقى أديس (التحضيري)
الخرطوم 9 ديسمبر 2015- تمسكت أحزاب معارضة في السودان،- تؤيد الحوار- بحتمية مشاركتها في الملتقى التحضيري، الذي ترتب لعقده آلية الوساطة الأفريقية بقيادة تابو مبيكي، و حذرت من تجاوزها، كما شددت على أنها لن ترضخ لمحاولات الإقصاء التي يتبناها حزب المؤتمر الوطني الحاكم ،وقوى أخرى تشارك في الحوار الوطني الحالي، وعدت نفسها صاحبة الحق الأصيل في الملتقى التحضيري بتوقيع بعض ممثليها على اتفاق سبتمبر 2014 بأديس أبابا.
وقال رئيس حركة (الإصلاح الآن) غازي صلاح الدين، أنهم ترفعوا طوال الفترة الماضية عن الحديث حول المشاركة بالمؤتمر التحضيري، واعتبر الخوض في الأمر من (الصغائر) وقال ” نقارب العامين على انطلاق الحوار، والآن نتجادل في من يسافر ومن يشارك وهي أشياء تبدو، بدائية ، وصغائر وليست من عظائم الأمور التي يجب التصدي لها من خلال الحوار الوطني”.
وأضاف “ما رأيت رجالا صغارا قدموا حلولا لمشاكل البلاد .. مشاكل البلاد المعقدة تحتاج رجالا كبار ، نحن نحاول تقديم أطروحة متجددة فيها مبادرة وفيها حلول وهو ما دأبنا عليه حتى حدث ما حدث.”
وتعد حركة (الإصلاح الآن) من بين القوى السياسية التي أيدت الحوار الوطني في بداياته وشاركت الى جانب تيارات اخرى بينها (منبر السلام العادل) وحزب الامة، وآخرين في انطلاقة المؤتمر خلال يناير من العام 2014، لكنها انسحبت لاحقا بعد خلافات، حول اجراء الانتخابات وتعديل الدستور وقضايا اخرى ذات صلة بالحريات.
ولفت غازي، في مؤتمر صحفي عقد الأربعاء بمقر حركته في الخرطوم، الى أن خطاب الوثبة الذي أطلق فكرة الحوار مر عليه 681 يوما تجلت خلالها للقوى السياسية حقائق كثيرة.
وأضاف ” نحن احتضنا فكرة الحوار، ورحبنا بها واجتهدنا في إعطاء مصداقية، ومقترحات جديدة وشجعنا الآلية الإفريقية في التعامل مع هذه الفرصة، كنا نعتقد أن هذا التعامل يكفينا التدخل الخارجي، ونحن ضده بالأساس ” .
ولفت الى أنه أثناء بدايات الحوار ظهرت هوة فكرية عميقة فيما يخص المفهومية الفكرية التي من اجلها تمت الدعوة.
وتابع ” كنا نرى فيه وسيلة حقيقة لإجماع وطني جديد ومشروع سياسي وطني متجدد من خلال توافق شامل” ، واعتبر تناقص أعداد المؤيدين والمشاركين في مؤتمر الحوار نتاج لـ “تآكل المصداقية”.
وحذر القيادي بتحالف قوى الشعب العاملة أحمد ابو القاسم من المحاولات الرامية لعزل القوى السياسية المعارضة عن الملتقى التحضيري المرتقب، مؤكدا أنها لن تثمر سوى استمرار المشكلة. ودعا لأن يتم الإيفاء بخارطة الطريق التي تواثقت عليها قوى الحوار.
وأبدى أبو القاسم دهشته من تصريحات منسوبي المؤتمرين الوطني والشعبي المشددة على عدم السماح للأحزاب في الداخل بالمشاركة في اجتماع أديس ، وقال ” المؤتمر الوطني حزب مسجل في الداخل من أعطاه الحق للذهاب والحديث في منبر خارجي، وكذلك الشعبي من أين له بالمشروعية التي تحرم غيره”.
ولفت إلى أن الاتحاد الأفريقي يواجه مشكلة حقيقية في تعريف الكتل السياسية المختلفة في السودان، منوها إلى أنهم لن يرتضوا أي مساعي لتجزئة الحل بعقد المؤتمر التحضيري بمسارين داخل السودان وخارجه.
وكانت تسريبات صحفية تحدثت عن اعتزام الآلية الأفريقية عقد ملتقى تحضيري في أديس أبابا بمشاركة الحركات المسلحة،والحكومة ورئيس حزب الأمة، على أن يعقد في الخرطوم ملتقى آخر يضم الحكومة إلى القوى السياسية المؤيدة للحوار الوطني.
وشدد أبو القاسم خلال المؤتمر الصحفي، على أن القوى المنضوية تحت ثلاث تنظيمات وتبلغ حوالي 40 حزبا،لن تشارك في حوار داخلي نهائيا ولن تقبل أيضا بتجزئة الملتقى التحضيري ، وأضاف ” لن نذعن لرأى الحكومة .. نحن ضد تجزئة الأمور.. ويجب أن يكون الملتقى بحضور كل الأطراف”.
من جهته اتهم رئيس منبر السلام العادل، الطيب مصطفى، المؤتمر الوطني بالتعنت و المكابرة، وشدد على أن ممثلي الأحزاب السياسية الذين ارتضوا ووضعوا خارطة الطريق هم محل ثقة رئيس آلية الوساطة، وبالتالي يعتبرون الأجدر بالمشاركة في الملتقى التحضيري.
وانتقد حديث الحكومة عن مشاركة 30 حركة مسلحة بدارفور في الحوار الدائر حاليا، وقال أن جميعها غير معترف بها في وثائق الاتحاد الأفريقي، ولا يعرفها تابو امبيكي.
ولفت الطيب إلى أن الوضع الاقتصادي الخانق الذي تمر به الحكومة حاليا ينبغي أن يدفعها لتقديم الكثير من التنازلات وإنجاح مبادرة الحوار الوطني.
وأكد الأمين العام للحزب الاشتراكي الناصري مصطفى محمود، أن الوقائع تشير لاعتزام الحكومة بالاتفاق مع آلية الوساطة عقد الملتقى التحضيري في مساري أديس أبابا والخرطوم، مؤكدا رفضهم القاطع لذلك الاتجاه.
وأوضح أن تحالف القوى الوطنية قبل ابتداء بالمشاركة في الحوار الوطني، ووقع ممثليه على اتفاقية أديس ابابا في سبتمبر 2014.
وأشار الى خرق واضح طال بنود خارطة طريق الحوار، التي تدعو وتقر حتمية المشاركة الكاملة للأحزاب في المؤتمر، علاوة على إتاحة الحريات العامة والحزبية.
وقال “الحوار الآن يعبر عن صوت واحد .. الحكومة ومشايعيها ،ولا توجد معارضة حقيقية تشارك فيه”.
من جهته قال ممثل أحزاب الوحدة الوطنية عبد القادر إبراهيم، أن الحوار الدائر حاليا لن يؤدي الى حل للأزمة السودانية، وأكد رفضهم أي استثناءات للأحزاب فيما يخص المشاركة في التحضيري ، وأضاف ” الوطني يريد الانتقاء من هنا وهناك وسد الطريق أمام المعارضة الحقيقية التي تضم 40 حزبا”
موقف موحد لثلاث تحالفات
وقال كل من تحالف القوى الوطنية،والقوى الوطنية للتغيير(قوت)،وتحالف أحزاب الوحدة الوطنية،في بيان صحفي مشترك بالخرطوم ،الأربعاء، أنهم يتمسكون بالحق في حضور الملتقى التحضيري ،حسب قرار مجلس السلم والأمن الإفريقي 539 والذي نص على شمولية الحوار ومشاركة جميع الأطراف فيه .
وأفادت في بيان أن حق المشاركة بات حقاً مكتسباً ، بعد حر ممثلين لتلك الأحزاب المؤتمر التحضيري الذي فشل لعدم حضور ممثلي الحكومة الى أديس أبابا ، كما تمت المشاركة في اللقاء التفاكري الذي دعا له الرئيس ثابو مبيكي .
وأورد البيان ” نحن الذين قمنا بوضع خارطة الطريق مع الجانب الحكومي ووقعنا عليها، ومن ضمن الستة الذين وقعوا عن المعارضة، أربعة منهم ينتمون إلى مجموعتنا”.
وأشار الى أن اتفاق أديس أبابا وقع فيه عن المعارضة غازي صلاح الدين وهو من بين قوى التحالف.
وشدد الموقعون في البيان على أن السبعة التي تدّعي أنها تمثل المعارضة لا تمثل إلا نفسها، ولم يتم إنتخابها من كلية معارضة، و”لا تمثلنا ولا تمثل المعارضة الداخلية والخارجية والمسلحة، ولذلك فنحن نتمسك في حقنا في تمثيل أنفسنا وما ينبغي السماح لها بالحضور ممثلة للمعارضة “.
طالع النص في القسم الخاص بالبيانات الصحفية