الأمن يستدعي صحفية بسبب مادة عن نشاط (داعش) في السودان
الخرطوم 15 أكتوبر 2015 ـ استدعى، جهاز الأمن والمخابرات السوداني صحفية وحقق معها بشأن مادة حررتها في احدى الصحف السياسية، عن نشاط تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” في السودان.
وكشفت وزارة الداخلية السودانية، الاثنين الماضي، أن نحو 70 سودانيا، من الجنسين، ألتحقوا بتنظيم الدولة الاسلامية “داعش” في ليبيا وسوريا، وعاد منهم الى البلاد إثنين فقط.
وجرى التحقيق مع الصحفية بصحيفة “السياسي” منال عبد الله، في مباني إدارة الإعلام بجهاز الأمن، بحي (الخرطوم 2)، يوم الإثنين الماضي منذ الساعة الثالثة ظهرا وحتى السادسة والنصف مساءا.
وطبقا لمنظمة صحفيون لحقوق الإنسان “جهر” فإن منال تلقّت اتصالا، ظهر الإثنين، أمرها بالمثول لدى جهاز الأمن، وكانت حينها في عمل رسمي، متعلق بتغطية المنتدى الدوري لمجلس الوزراء، المخصص للتقرير الجنائي لوزارة الداخلية.
وقالت “جهر”: “توالت عليها الاتصالات الأمنية تأمرها بالمثول الفوري لدى جهاز الأمن، مما سبَّب لها كثير من الإزعاج والتشويش حال دون تركيزها في مهمتها الرسمية”.
وأشارت إلى أنه جرى التحقيق معها بواسطة ضابطين أمنيين، أحدهما المسؤول عن ملف الإرهاب، وأمرها المحققان الأمنيان بالكشف عن مصادرها الصحفية، وتركَّز التحقيق الأمني لمعرفة مصادرها الصحفية.
وتابعت المنظمة المعنية بالحريات الصحفية في السودان وجنوب السودان في بيان تلقته “سودان تربيون”، الخميس: “تعرَّضت (منال) لتهديدات أمنية غير مُباشرة”.
وكان جهاز الأمن قد صادر عددي الإثنين 29 يونيو الماضي من صحيفتي (الجريدة) و(التيار)، ورجحت مصادر صحفيَّة أن السبب موادا صحفية تناولت سفر وانضمام ومشاركة طلاب وطالبات جامعيين سودانيين، يدرسون في جامعة العلوم الطبية ـ من بينهم أبناء وبنات قيادات معروفة في النظام ـ في الأنشطة التي ينفذها تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام.
وغادرت 4 فتيات سودانيات في 30 أغسطس الماضي بينهن توأم، للإلتحاق بداعش، في ثالث تفويج، بعد أن غادر 18 طالبا الى تركيا للإنضمام إلى التنظيم بينهم ابنة مسؤول رفيع في الخارجية، وفي مارس الماضي توجه 9 طلاب يحملون جوازات بريطانية، من أسر سودانية مرموقة ويدرسون بجامعة العلوم الطبية والتكنلوجيا بالخرطوم الى سوريا عبر تركيا للعمل بمستشفيات في مناطق خاضعة لـ “داعش”.
وفي أغسطس الماضي لقي “عبد الإله” نجل الرئيس العام السابق لجماعة أنصار السنة الراحل أبو زيد محمد حمزة حتفه في مواجهات مسلحة وقعت بسرت الليبية، معقل تنظيم “داعش”، وقبلها بأسبوع فجر سودانيا يكنى بـ “أبو جعفر السوداني” نفسه بسيارة في درنة الليبية، ما أدى إلى مقتل 9 أشخاص.
ونعى تنظيم الدولة الإسلامية، في يونيو الماضي، سودانيا كنيته “أبو الفداء السوداني”، وقال إنه “استشهد” في الرقة السورية، كما قتل الطالب السوداني مصطفى عثمان فقيري المنتمي لتنظيم “داعش”، في يوليو المنصرم، عندما فجر نفسه بعبوة ناسفة في الرقة بسوريا.