“يوناميد” ترفض إتهامات الحكومة وتؤكد أن جنودها ردوا على هجوم متكافئ
الفاشر 25 أبريل 2015– تصاعدت الأزمة الناشبة بين الحكومة السودانية وبعثة حفظ السلام في دارفور، إثر إتهام الحكومة للبعثة بقتل مدنيين عزل في مدينة كأس بولاية جنوب دارفور، وسارع المسؤول الأول في القوات المشتركة بين الأمم المتحدة والإتحاد الإفريقي “يوناميد” الى رفض تلك الإتهامات ، وقطع بأن جنود البعثة تعاملوا بنحو مناسب ومتكافئ دفاعا عن النفس،وعد إتهامات الحكومة ليوناميد باستهداف مدنيين، خلاصة رؤية خاطئة لاتعبر عن حقيقة ما وقع من أحداث وإتهم الجهات التي روجتها بالسعي لتضليل الحكومة والراى العام السوداني.
ووقعت الأحداث العنيفة مثار الأزمة، الخميس، بعد مقتل وإصابة عدة أشخاص من قبيلة “الزغاوة أم كملتي” بنيران دورية تابعة لبعثة “يوناميد”، على الطريق الرابط بين كأس وشنقيطة، وتتمسك القبيلة بأن جنود الدورية ظنوا أن مسلحيهم نهابين استهدفوا سيارة الدورية، بينما كانوا في فزع.
وقال بيان ليوناميد أن الحادث نجم عن إطلاق نار متبادل وادى لمصرع ما لا يقل عن أربعة مسلحين وإصابة ستة من جنود حفظ السلام إضافة إلى مسلحٍ آخرَ أصِيب بجراح.
وأعلنت “يوناميد”، الجمعة، عن تجدد المواجهات بين قواتها ومسلحين قبليين قرب بلدة “كاس”، وأكدت أن اشتباكات، الخميس، التي أسفرت عن مقتل مدنيين كانت دفاعا عن النفس، لكن والي جنوب دارفور دحض هذه الرواية، واتهم جنود يوناميد بتصفية 7 مدنيين داخل معسكر كاس.
وأضاف في تصريح له أن “دم القتلى العزل لن يروح هدراً”، مشيرا إلى تحقيق فوري من الجهات الرسمية والإدارة الأهلية مع البعثة لتدارك الموقف، وقال إن الأمر الآن بالمنطقة تحت السيطرة.
وأكد الوالي إخطار مسؤولي البعثة، ليلة الخميس، بعدم التحرك لكاس بدون علم السلطات، لكن تحركت تعزيزات من يوناميد لمدينة كاس وأطلقت النار على المواطنين بحضور معتمد المحلية ولجنة أمن الولاية.
وسارع الممثل الخاص المشترك ورئيس بعثة اليوناميد المُكَلَّف لبعثة الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة في دارفور عبدون باشوا، السبت للرد على تلك الاتهامات الحكومية بالتأكيد على أن الحادث وقع دفاعا عن النفس.
وأضاف” أن كل ما فعله أفراد قوة حفظ السلام أن ردوا على هجمات ابتدرها رجال مسلحون في محلية كاس خلال يومي 23 و 24 أبريل 2015″ ، نافيا بشدة مأ أسماه التقارير الإعلامية المغلوطة عن ملابسات هاتين الحادثتين.
وشدد باشوا في تعميمه على أن ’’قوات اليوناميد في كِلا الحادثين لم تفعل سوى الرَّدُ على إطلاق النار عليها ولم تُبادِئ قطّ بإطلاق النار؛ فلم تفعل القوات سوى أن دافعت عن نفسها.‘‘
و أعرب رئيس البعثة عن عميق حزنه حيال من فقدوا حياتهم جراء هذين الحادثين، ولكنه أضاف أن رد فعل قوات حفظ السلام كان ردا متكافئا ومنضبطا ومتناسبا مع طبيعة الهجومين.
وقطع بأن البعثة تتوافر لديها أدلة مادية على أن مهاجميها الذين يمتطون الخُيول والهِجن كانوا مسلحين برشاشات الكلاشنكوف ذات السمة العدائية الهجومية و بادروا الى فتح نيرانها على جنود البعثة من حفظة السلام.
و أعلن رئيس بعثة يوناميد أيضا أسفه حيال “خروج رواية خاطئة لا تُعَبِّر عن حقيقة ما وَقع في هذين الحادثين لا سيَّما أن هذه الرواية المغلوطة تَستهدِف تضليلَ الرأي العام وحكومة السودان عن حقيقة ما حدث.”
وقال أن قيادة البعثة تواصل الاتصال بحكومة السودان والاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة بغرض تخفيف حدة التوتر وإعادة الأجواء لنصابها الطبيعي بمحلية كاس.
الحكومة تطالب بالدية والبعثة تدعو للتريث
وفي وقت سابق من يوم السبت، إعترف والي ولاية جنوب دارفور أدم محمود جارالنبي بتعدد روايات أحداث كأس والتي راح ضحيتها مواطنون وجنود من البعثة تعرضوا لاصابات متفاوتة.
ونقل الوالي في إجتماع ضمه الى قائد البعثة بجنوب دارفور، بول ميلا السبت، إلي أن فك شفرة الروايات العديدة، لن يتأتى الا بتكوين لجنة تحقيق مشتركة من الطرفين.
وأشار الى تجمع أعداد كبيرة من المواطنين من أهالى القتلى في كأس بمعية سكان المحليات المختلفة، معترفا بعدم القدرة على التحكم في المواطنين المتجمهرين .
وقالل أنهم أمهلوا اليوناميد 24 ساعة لدفع الديات والأضرار، مشددا على ضرورة الالتزام بدفع الالتزامات حتي لاتكون مصداقية الحكومة على المحك.
لكن قائد القوات المشتركة بنيالا بول ميلا نوه الى أن تلبية مطالب المواطنين في الديات ودفع الخسائر يتطلب تحليل تلك الطلبات والصبر عليها، لجهة أن الأمر يتطلب إجراء روتيني وتسلسل طبيعي بذهاب الخطاب إلي نيويورك للمناقشة ومن ثم إنتظار الرد.
ودعا الوالي الى مواصلة مساعي تهدئة الاهالي حتي وصول الرد من نيويورك.
وأستدرك بالقول “للاسف هناك تقريران إحداهما من الحكومة والآخر من اليوناميد في كأس ومعلومات متضاربة من الطرفين” مطالباً بتشكيل لجنة محايدة للنظر في المشكلة، مشيراً الى وجود جنود مصابون في كاس لم يتم إخلائهم حتي الآن.
وكان الهجوم الأول وقع في حوالي الساعة السادسة من مساء الخميس، عندما أطلق حوالي 40 مسلحا يمتطون الجياد والإبل النار على مجموعة من حفظة السلام النيجيريين كانوا يقومون بحراسة إحدى آبار المياه.
وحاول المسلحون الفرار بإحدى مركبات اليوناميد بعد إطلاق النار على السائق. ومن ثم قامت قوات البعثة بمطارداهم واسترداد المركبة.
وأثناء تبادل النيران قُتل أربعة من المهاجمين وجرح اثنين من حفظة السلام إضافة إلى واحد من المهاجمين. و سلَّمَت البعثة جثث القتلى الأربعة والمسلح الجريح إلى شرطة حكومة السودان. وتم إجلاء جريحيّ البعثة إلى نيالا لتلقي العلاج.
وفي صباح الجمعة وقع هجوم آخر على إحدى دوريات اليوناميد القادمة من نيالا قرب مقر البعثة في محلية كاس. وأسفر تبادل النيران أثناء هذا الهجوم عن جرح أربعة من جنود البعثة.