السودان: لا تراجع عن طرد موظفي الأمم المتحدة ومجلس الأمن لن يفعل شيئا
الخرطوم 28 ديسمبر 2014 – قطع وزير الخارجية السوداني علي كرتي بعدم تراجع بلاده عن قرارها القاضي بطرد مسؤولين دوليين رفيعي المستوى، وأبدى ثقته في عدم قدرة الأمم المتحدة ومجلس الأمن على إتخاذ أي خطوات في مواجهة قرار الحكومة الذي عده حقا سياديا يكفله الميثاق الأممي قائلا إن الحكومة تعمل على تطبيقه في مواجهة أي موظف يتجاوز التفويض.
وتجئ تصريحات الوزير السوداني في اعقاب مطالية الأمين العام للأمم المتحدة الخرطوم بالعدول عن قرار طرد كل من ممثل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية علي الزعتري والمدير القطري لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي ايفون هيل، كما طالبت بريطانيا أيضا السودان بالتراجع.
وقال كرتي في تصريحات، الأحد، بالخرطوم “التراجع عن طرد الموظفين الأمميين غير وارد إطلاقا، ومجلس الأمن لن يستطيع ان يفعل أي شئ ونحن نتصرف وفق ميثاق الأمم المتحدة”. وأضاف “نحن سنتعامل بما يقتضيه دور المنظمة في التعامل مع السودان وما تقتضيه السيادة”.
وأشار الى ان المدير القطري لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي ايفون هيل قامت بأعمال تضر بالعلاقة مع الأمم المتحدة وتضر بحقوق السودان في المنظمة الدولية، وتابع “هذه حقائق لن يستطيع الأمين العام أن ينكرها”.
ونقلت صحيفة “اليوم التالي”، الصادرة في الخرطوم، الأحد، عن مصادر أن ايفون هيل أوقفت خلال العام الحالي دون استشارة الجهات ذات الصلة، مشروع تبادل الخبرات والمعارف “tok ten”، والذي يستقطب الخبرات السودانية في الخارج لرفد المشروعات التنموية في كافة المجالات وتشكيل قاعدة معلومات للخبراء.
كما ان المسؤولة الأممية، طبقا للمصادر، أعادت في بعض الولايات هيكلة المشروعات الى برامج على حساب ولايات أخرى بدون الاستماع لنصائح الجهات السودانية المختصة، كما اوقفت ايضا الدعم وانسحبت من مشروع ادارة المصروفات العامة والتخطيط في ولاية البحر الاحمر شمال دارفور، وأبدت عدم الحماس لمشروعات تنمية وتنسيق العون الاجنبي في السودان وعارضت تزويده بأي معلومات عن العون الخارجي، وتتهم هيل أيضا بإجهاض دور الكوادر الوطنية العاملة في برنام الامم المتحدة الانمائي واحلالها بكوادر أجنبية.
وقال علي كرتي “سيكون أيضا من حق السودان مراجعة الأموال المرصودة لبرنامج الـ (UNDP) ما هي، وكم تبلغ، وأين تذهب.. سنتابع هذه الأموال.. أن تبنى بها مباني وتصرف في غير محلها وأن يستقطب بها موظفون دوليون لإرضاء دول بعينها، هذا لن يحدث في المستقبل”.
واستبعد الوزير تأثير خطوة الطرد على المشاريع التنموية بالسودان وإعاقتها، وعدها مخاوف في غير محلها وأردف بقوله “لن يحدث، الأمم المتحدة لن تستطيع أن تفعل شيئا، ولن تعرقل، إذا كان هناك موظفين سودانيين خائفين من أن تطردهم الأمم المتحدة.. أيضا هذا لن يحدث”.
كما استبعد أن يؤدى تصرف السودان تجاه موظفي الأمم المتحدة الى خلق حالة من العزلة الدولية، وأضاف “لن تكون هناك عزلة، نحن نتصرف بثقة و(رجولة).. السودان لن يكون حقه ثابتا إلا بهذه الخطوات القوية لأننا كلما رضينا بالذل سنذل أكثر”.
وتشير “سودان تربيون” الى ان مجلس الأمن الدولي سيعقد جلسة خاصة لمناقشة قرار السودان بطرد المسؤولين الدوليين الثلاثاء المقبل، وتعليقا على ذلك قال وزير الخارجية السوداني “لا أقول أننا غير مكترثين، لكن هذا حقنا ولن نتنازل عنه”.
ونوه الى ان مجلس الأمن اتخذ من قبل عدة قرارات ضد السودان وأحيانا معه، كما أنه طبقا للوزير جنح الى قرارات وسطى بين السودان وأطراف أخرى.
وتابع “نسعى الى ان يتخذ المجلس فرار لا يظلمنا.. لدينا حقائق أرسلناها للبعثة ستعرض لمجلس الأمن وعرضت للأصدقاء والآخرين أيضا”.
وبشأن إحتمال تجديد تفويض بعثة الأمم المتحدة والاتحاد الافريقي بدارفور “يوناميد”، قال كرتي إن التجديد سيكون “أمرا طبيعيا” بالنظر الى عدم وجود قرار بخروجها من السودان، واستدرك بالقول “لكن ما هو متفق عليه أنه بعد أعياد الكريسماس ستأتي بعثة التقييم مرة أخرى لمناقشة كيفية خروج البعثة ووضع استراتيجية الخروج”.
وفي مطلع ديسمبر الجاري أكد السفير السوداني في الأمم المتحدة رحمة الله محمد عثمان أن الخرطوم ترغب في وضع “إستراتيجية خروج” لبعثة حفظ السلام المشتركة بين المنظمة الدولية والاتحاد الأفريقي بدارفور (يوناميد).
وأوضح رحمة الله للصحفيين في نيويورك عدم تحديد موعد للخطوة، قائلا إنهم سيدرسون العديد من الخيارات، وأضاف أنهم ينتظرون أن يروا السلام يعم قريبا في دارفور، ويجب أن يتم الاستعداد لذلك.
وقال رئيس عمليات يوناميد هيرفي لادسوس إن الأمر لا يتعلق بالرحيل غدا وإنما بالاتفاق على إستراتيجية.