137 قتيلا وجريحا في موجة عنف جديدة بين الرزيقات والمعاليا وانسحاب القوات الحكومية
الضعين 20 اغسطس 2014 – تجددت المعارك الدامية بين قبيلتي الرزيقات والمعاليا بشرق دارفور الاربعاء مما اوقع 137 شخصا بين قتيل وجريح من الطرفين ولم تفلح محاولات الحكومة المحلية للسيطرة على الاوضاع برغم نشرها قوات عسكرية فاصلة بين القبيلتين لتتجدد هجمات وصفت بانها الاعنف منذ بدء القتال بين الطرفين الاسبوع الماضي.
ووقعت اشتباكات بين القوات العسكرية و أهالي المعاليا الاثنين بعد نشر القوات الحكومية في (ام راكوبة) بسبب اتهام المعاليا القوات الحكومية بأنها قوات تابعة للرزيقات وتعمل كعيون لها مما خلف مقتل (4) من القوات العسكرية الحكومية بجانب خمس قتلي من المعاليا الامر الذي أدى الي انسحاب القوات الحكومية من المنطقة.
وهاجمت قبيلة الرزيقات منطقة ام راكوبة التي يقطنها قبيلة المعاليا للمرة الثانية، بعد ان اغارت عليها قبل ايام واوقع النزاع حينها 113قتيلا وجريحا من الجانبين.
وقال شهود عيان من مستشفى محلية عديلة المحسوبة للمعاليا لـ(سودان تربيون) ان المستشفي استقبل اكثر من (27) قتيل و(26) جريح من المعاليا في حصيلة لم تكن الاخيرة بينما أفاد شهود عيان من محلية ابو جابرة التي يقطن الرزيقات غالبية سكانها ان مستشفى البلدة استقبل ما لا يقل عن (48) جريحا من الرزيقات الى جانب (36) قتيلا، وقالت مصادر متطابقة ان ارقام الضحايا مرشحة لارتفاع كبير.
واندلعت شرارة المعارك بين القبيلتين منذ الأحد الماضي في صراع قبلي هو الأطول عمرا في اقليم دارفور المضطرب أمنيا منذ (2003) بسبب صراع حول الحاكورة (ملكية ارض) تدعي الرزيقات ملكيتها في الوقت الذي تتمسك المعاليا أيضاً بها.
وازدادت المعارك بين القبيلتين ضراوة في السنين الاخيرة بعد اكتشاف البترول في المناطق التي يقطنها المعاليا.
واتهمت المعاليا الرزيقات باستخدام آليات عسكرية تابعة للدولة في القتال الدائر بينهم وأفاد شاهد عياد (سودان تربيون ) ان (3) من السيارات ذات الدفع الرباعي تحمل لوحات عسكرية دمرت، ولم يتيسر الحصول على تعليق من مسؤول رسمى بالولاية
وتظاهر منسوبون لقبيلة المعاليا ـ أغلبهم من الطلاب ـ بالخرطوم أمام البرلمان، الأحد الماضي، احتجاجا على ما اسموه الاعتداءات المميتة والمتكررة التي تتعرض لها القبيلة على يد الزريقات في ولاية شرق دارفور، وعزوا تجدد القتال بين الطرفين إلى سرقة “حمار وجمل”. فيما برز اتجاه قوى لاستدعاء وزير الداخلية ومساءلته عن تفاقم الصراع القبلي بشرق دارفور.
ورفع المتظاهرون لافتات تطالب الحكومة بسحب السلاح والآليات الثقيلة من قبيلة الرزيقات، كما رفعوا مذكرة لرئاسة البرلمان، وسمحت سلطات البرلمان للمتظاهرين بالدخول وطرح قضيتهم داخل باحة المجلس الوطني، وخاطبهم رئيس لجنة العمل الهادي محمد علي، بتوجيه من رئيس البرلمان.
وقال الهادي عقب تسلمه المذكرة، إن البرلمان سيستدعي الوزير المختص لاستفساره حول الأحداث والتداعيات الأمنية، كما أنه سيستفسر أية جهة ذات صلة أو يثبت تقصيرها.
وكشف عضو البرلمان حمدان تيراب ـ أحد أبناء القبيلة ـ عن تقدمه بمسألة مستعجلة لاستدعاء وزير الداخلية واستفساره حول معلومات بشأن مشاركة رجال من الشرطة ينتسبون للرزيقات في القتال.
وحذر متظاهر من مآلات استخدام الرزيقات ابنائهم في الأجهزة الامنية والشرطية في القتال ضد المعاليا لأنه اسلوب يمكن أن ينتهجه أبناء المعاليا في ذات الأجهزة.
وفشل مؤتمر الصلح بين القبيلتين الذي انعقد بمحلية الفولة عاصمة ولاية غرب كرد فان الشهر الماضي.
واستدعت رئاسة الجمهورية والي شرق دارفور ونائبي نظارة القبيلتين بعد فشل مؤتمر الصلح بينهما في الفولة لوضع حد للصراع الذي اقعد الولاية منذ تأسيسها من التنمية.
وتعيش ولاية شرق دارفور فراغا دستوريا لأكثر من عام كامل وبعد فشل الوالى في تشكيل حكومته بسبب الصراعات القبلية المتصلة.