مظاهرات فى شرق النيل والسلطات تخلي قرى خوفا من فيضانات عارمة

الخرطوم 28 أغسطس 2013 – تظاهر المئات من مواطنى منطقة المرابيع بشرق النيل احتجاجا على ما اسموه اهمالا متعمدا من السلطات السودانية اعانتهم فى اعقاب تضررهم من السيول والفيضانات التى اجتاحت مناطق واسعة وتسببت فى تشريد المئات بعد تدمير منازلهم وغرق ممتلكاتهم بشكل كامل.

وخرج السكان فى احتجاجات غاضبة واغلقوا الطرقات امام حركة المرور وطالبوا بحضور والى الخرطوم عبد الرحمن الخضر الى المنطقة لسماع شكواهم منوهين الى ان الاعانات التى ارسلت من جهات خارجية لم تصلهم وان الواقع يؤكد تسربها الى الاسواق بينما يعانى المتضررين من ظروف بالغة التعقيد.

واعتدى السكان الغاضبين على مسؤول شرطى حاول التدخل لتهدئة الموقف واحرقوا دراجته النارية ، وطبقا لمصادر موثوقة فان سكان منطقة الكرياب المتضررة ايضا يرتبون للخروج فى احتجاجات مماثلة اليوم .

الى ذلك أجلت السلطات السودانية في عدد من الولايات قرى خوفاً من سيول اجتاحت بعض البلدات بولاية النيل الأبيض التي شهدت وفاة 10 أشخاص بالصواعق. وسجل منسوب النيل ليوم الثلاثاء زيادات ملحوظة في جميع محطات الولاية الشمالية.

وأعلنت ولاية النيل الأبيض محاصرة المياة والسيول القادمة من شمال كردفان لقرى بمحلية قلي تشمل “الشوافة، الكواهلة، الدبيبة، القناطير والسنيط”، وغمرت السيول تلك القرى بنسبة 90% ما صعب الوصول إليها تماما وأدت لانهيار أكثر من 2382 منزلاً منها 1186 انهياراً كلياً.

وأكد وزير الشؤون الاجتماعية والثقافية والرياضية بالولاية اللواء الطيب محمد أحمد الجزار في مؤتمر صحفي أن الأمطار والسيول غمرت مساحات زراعية تقدر بـ 3 آلاف فدان وأسفرت عن وفاة عشرة أشخاص نتيجة للصواعق، مؤكداً حاجة مواطني هذه المناطق لمساعدات عاجلة.

وأكد أن السيول والأمطار تسببت في مصرع 22 شخصاً فضلاً عن نفوق 278 رأساً من الضأن و131 من الأبقار، وأفاد بأن حكومة الولاية وعدد من منظمات المجتمع المدني قدمت مواد إيواء وغذاء وأدوية صحية للمتأثرين في ربك والجبلين والدويم.

وأضاف أن هناك مخزون من مواد الإيواء والغذاء بمخازن اللجنة العليا للطوارئ بالولاية، لكنه لا يكفي حاجة المتضررين سيما وأن الولاية تتوقع مزيداً من السيول والأمطار في الفترة القادمة حسب توقعات الهيئة القومية للإرصاد الجوي.

وفي ولاية شمال كردفان أعلن معتمد محلية شيكان فتح الرحمن عوض الكريم، طبقا لقناة “الشروق”، عن وضع المحلية في حالة تأهب قصوى لجميع أجهزة المحلية المختصة لأي سيول أو آثار تترتب على الهطول المتواصل للأمطار خاصة على مدينة الأبيض.

وسجل منسوب النيل الثلاثاء زيادات ملحوظة في جميع محطات الولاية الشمالية، وسجلت محطة دنقلا 15 متر و12 سم بزيادة سبعة سنتمترات عن يوم الإثنين والذي بلغ 15 متراً و5 سم، وسجلت محطة مروي 17 متراً و91 سم بزيادة 34 سم عن الإثنين، بينما سجلت محطة الحامداب 13 متراً و70 سم بزيادة 18 سم.

وتوقعت مصادر الإرصاد الجوي حدوث زيادات خلال الأيام القادمة ودعت المواطنين على ضفاف النيل والجزر بأخذ الحيطة والحذر ومراقبة الجسور حتى انجلاء الموقف.

وأجلت السلطات المختصة بولاية نهر النيل عشرات الأسر المتضررة بقرى جنوبي محلية المتمة من مجاري السيول لمواقع مرتفعة وآمنة بعد توفير احتياجاتها من معينات الإيواء والغذاء، ولم تسجل السلطات الصحية أية حالات وبائية بالمنطقة.

وأكد وزير الرعاية الاجتماعية والشؤون الإنسانية بولاية النيل الأزرق عمر موسى إجلاء المواطنين بالقرى التي تأثرت بالسيول الوافدة من الجبال الجنوبية الغربية بمحلية باو.

وقال إنه تم إجلاء المتضررين إلى مواقع آمنة وتقديم المساعدات الإنسانية لهم، موضحاً أن الموقف تحت السيطرة ولا توجد أي خسائر في الأرواح.

وفي ولاية جنوب كردفان أوضحت رئيسة لجنة الإعلام والشباب والرياضة بالبرلمان، عفاف تاور أن السيول والأمطار التي هطلت يوم الأحد اجتاحت جنوب كردفان وتأثرت بسببها عشرة أحياء في المدينة.

وأضافت للصحافيين الثلاثاء أن 3278 أسرة تأثرت تأثيراً مباشراً وأن 587 منزلاً إنهارت إنهياراً كاملاً و498 إنهيار جزئي، وأوضحت أن الاحتياجات المطلوبة الآن تتمثل في الغذاء والكساء.