توتر في علاقات السودان ومصر .. ونبيل فهمي يصل الخرطوم
الخرطوم 19 أغسطس 2013- وصل الخرطوم اليوم الاثنين وزير الخارجية المصري نبيل فهمي في ارتفعت حدة التوتر في العلاقات السودانية المصرية فور إزاحة الجيش المصري حكومة الاخوان المسلمين ، في وقت كشف مسؤول عسكري سوداني رفيع عن ان خلافات البلدين تعود لماقبل الاطاحة بمحمد مرسي يوليو الماضي، بينما اعلن المؤتمر الوطني ان مايجري في مصر شأناً داخلياً.
وأكد نبيل فهمي، حرصه وتصميمه على أن تكون أول دولة ومحطة خارجية يزورها بعد ثورة 30 يونيو، هى السودان الشقيقة، باعتبارها الامتداد الطبيعي لمصر، كما أن مصر امتداد طبيعي للسودان.
وقال فهمي لدى وصوله مطار الخرطوم، إن الزيارة سيتم خلالها بحث عدد من القضايا المهمة بين البلدين من منظور إيجابي يحقق مصلحة الطرفين، ومن خلال روح جديدة وعلاقات تتفق مع تطلعات الشعبين الشقيقين في المرحلة المقبلة.
وأوضح وزير الخارجية المصري أنه سيتناول خلال لقاءاته مع كبار المسئولين السودانيين، شرح ما يتم في مصر على أرض الواقع، وسبل تطوير العلاقات الثنائية في مختلف المجالات، خاصة في لمجال الاقتصادي، فضلا عن مناقشة الوضع في أفريقيا والتعاون في مجال ملف مياه النيل.
وأضاف وزير الخارجية المصري أن “العلاقات المصرية السودانية تتجاوز أي قضية، وهى علاقات شاملة نبحثها من زوايا عديدة”، مؤكدا أن قضية مياه النيل مهمة للسودان ومهمة لمصر.
وفيما راجت تقارير غير مؤكدة الأسبوع الماضي عن عزم القاهرة طرد سفير الخرطوم ،بعد سماح الاخيرة لمظاهرات حاشدة الاحد تدين الأحداث الحالية في مصر، وظهر بعض القيادات المحسوبة على الحكومة في تلك المظاهرات .
وفشل البلدين في الاتفاق على انشاء قوات مشتركة على حدود بسبب النزاع حول منطقتي حلايب وشلاتين اللتان تقعان داخل الارضي السودانية وتسيطر عليهما الحكومة المصرية منذ العام 1995.
وقال مصدر عسكري مسؤول لـ ( سودان تربيون) ان الوفد العسكري المصري الذي وصل الخرطوم في ابريل الماضي برئاسة رئيس هيئة الاركان بالجيش المصري الفريق أركان حرب صدقي صبحي وهو يحمل تفويضا بانشاء قوات مشتركة بين القوات المسلحة السودانية والمصرية فشل في مهمته.
وقال ان مصر اشترطت انشاء القوات غرب النيل حتى الحدود مع ليبيا وعدم الانتشار بشرق النيل لان تلك المناطق الحدودية تشمل منطقتي حلايب وشلاتين ومن صعب تحديد حدود البلدين في تلك البلدتين المتنازع عليهما بين الخرطوم والقاهرة .
وكانت الزيارة اثارت حينها جدلا واسعاً في البلدين ، واعتبرت تدشيناً لتحالف عسكري بين النظاميين الاسلاميين، والتزمت الحكومتين الصمت واكتفتا بان الزيارة تأتي في اطار تعزيز التعاون بينهما.
واضاف المصدر العسكري ” ابلغنا الوفد المصري ان انشاء القوات المشتركة رهين بالانتشار على الحدود باكملها لتشمل حلايب وشلاتين وهو مارفضته مصر”.
وانشأ السودان وليبيا وافريقيا الوسطى قوات مشتركة على الحدود لحمايتها من تسريب الاسلحة والحركات المتمردة.
وتواجه العلاقات حالياً امتحاناً صعباً في اعقاب الاطاحة بحكومة الاسلاميين في مصر وقالت بعض المواقع الاخبارية ان القاهرة تفكر في دعم المعارضة السودانية لاسقاط حكومة الاسلاميين في الخرطوم.
واتهم المؤتمر الوطنى جهات لم يسمها بمحاولة الزج بالسودان فى الصراع الدائر فى مصر ، مؤكداً أن السودان ليس طرفا فى الصراع ولا يقف مع أي من الاطراف المتصارعة .
وجدد الحزب على لسان عمر باسان المتحدث باسم القطاع السياسى وصف ما يجرى فى مصر بأنه شأن داخلى ، وقال : لن ننجر وراء بعض ممن يحرصون على عكننة العلاقة بين الشعبين الشقيقين ، داعيا القوى السياسية المصرية الى عدم جر البلاد الى حالة من عدم الاستقرار ، واعلاء صوت العقل والحكمة وعدم الانجرار وراء العنف.
واشار باسان الى ان زيارة وزير خارجية مصر تأتى فى اطار تبادل الآراء والحوار بحسبان أن ما يمس امن مصر يمس الأمن القومى السودانى ،لافتا الى ان قضية الامن القومى للبلدين متداخلة و من الصعوبة فك الارتباط بينهما .
مشددا على عدم دفع السودان بأي مبادرة للتوسط بين الفرقاء فى مصر منوها الى ان الامر مايزال بحاجة الى مزيد من التفاهمات مع الاطراف المصرية .