كيرى يطالب البشير بإقرار حكم علماني في النيل الأزرق وجنوب كردفان
الخرطوم 26 مايو 2013 – وجه وزير الخارجية الإ ميركي جون كيري إنتقادات لاذعة للخرطوم ،بسبب الحرب الدائرة في جنوب كردفان والنيل الازرق ودعا الرئيس السوداني عمر البشير ، لإحترام رغبة أهالي “المنطقتين” في اقرار حكم علماني .
واجتمع كيري فى خطوة نادرة مع وزير الخارجية علي كرتي، السبت ،على هامش القمة الأفريقية بأديس أبابا، وأبدى كيري طبفا للوزير السودانى رغبة بلاده في تحسن العلاقات مع السودان.
و تعهد بالتعاون مع الشركاء الدوليين للعمل على تخفيف حدة التوتر بين دولتي السودان، بالاضافة الى الضغط على الحركات المتمردة للجلوس الى مائدة التفاوض من اجل احلال السلام في السودان.
واتسعت رقعة الحرب الدائرة بين الحكومة وتحالف المعارضة المسلحة منذ ابريل الماضي لتشمل مناطق لم تكن يوماً في دائرة النزاع المسلح بعد انتهاج الجبهة الثورية استراتيجية جديدة في القتال تقوم على مهاجمة مدن في العمق السوداني.
وقال كرتي للصحفيين، انها المرة الأولى التي تسمع فيها حكومة الخرطوم بوضوح رغبة أميركا في تحسين العلاقات مع السودان، وأضاف ” أبدى كيري رغبة بلاده في مواصلة المساعي لتحسين العلاقات الثنائية بين البلدين”.
وتضع الولايات المتحدة السودان على رأس قائمتها السوداء للدول التي ترعى الإرهاب، منذ شهر أغسطس 1993 وبالتالي فهو غير مؤهل للحصول على مساعدات إنسانية أمريكية.
وفي يوليو عام 1999 أصدر الكونجرس الأمريكي قراراً يدين فيه الحكومة السودانية، بل دعا مجلس الأمن لإدانة ما أسماه بغارات اصطياد العبيد وبفرض حظر جوي كامل على جنوب السودان.
و طالب الكونجرس إدارة الرئيس كلينتون بدعم التنظيمات التي تعمل خارج نطاق الأمم المتحدة من أجل التنسيق في مجهودات الإغاثة ودعم الديمقراطية والإدارة المدنية والبنية الأساسية في المناطق السودانية التي تخضع لسيطرة المعارضة.
وقال كرتى إن ما سمعناه يمثل رغبة حقيقية عند حكومة أميركا باعتبار ما قاله وزير الخارجية الذي يمثل الإدارة الأميركية.
وأوضح أن اللقاء اكتمل بطلب من الوزير الأميركي الذي زار السودان عدة مرات قبل أن يتولى هذا المنصب والذي شهد التطورات التي حدثت في السودان قبل الاستفتاء وكان من الساعين لتحسين العلاقات مع السودان إبان توليه لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشيوخ الأميركي.
وقال كرتي “نأمل أن تشهد الأيام القادمة بداية لمفاوضات حقيقية لتجاوز الخلافات بين السودان وأميركا”.
وأعلن وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى تعيين مبعوثا خاصا للسودان وجنوب السودان فى القريب العاجل ليحل مكان برنستون ليمان، الذى ساعد فى التفاوض بشأن استئناف صادرات النفط من جنوب السودان عن طريق السودان.
وأشار كيرى إلى أن إحدى أولويات المبعوث الجديد ستكون المساعدة على حل وضع منطقة أبيي، واكد خلال مؤتمر صحفى عقده مع نظيره الإثيوبى ادهانوم تدروس عزمه العمل مع الاتحاد الأفريقى لوضع حد للعنف على الحدود بين السودان وجنوب السودان.
مشيرا إلى أنهما يمران بمرحلة حساسة للغاية، ومن المهم أن يساعدهما المجتمع الدولى للتركيز على التطوير فى المستقبل وليس القتال حول قضايا الماضى.
وقال كيرى “فى جنوب كردفان والنيل الأزرق هناك أناس شعروا منذ فترة طويلة أنهم يريدون الحكم العلمانى واحترام هويتهم.. إنهم لا يريدون الاستقلال، ولا يسعون للانفصال عن السودان”.
وأضاف أن “الرئيس السودانى عمر البشير يحاول الضغط عليهم من خلال الوسائل الاستبدادية ومن خلال العنف للتمسك بمعيار لا يريدون ببساطة أن يقبلوه فيما يتعلق بالحركة الإسلامية”.
وتابع “الأمر الحاسم فى رأيى هنا هو أن يحترم الرئيس البشير ما يحاول الناس فى جنوب كردفان والنيل الأزرق تحقيقه”.