الكشف عن خطاب رسمى يؤكد عدم صلاحية “طائرة تلودى “للطيران
الخرطوم 28 أغسطس 2012 – كشف كاتب صحفى سودانى عن خطاب بعث به مسؤول مكتب مقاييس السلامة فى ادارة الطيران المدنى السودانى لشركة “الفا” يحذرها فيه من تحليق طائرة الانتنوف التى هوت الاسبوع الماضى بمنطقة تلودى فى ولاية جنوب كردفان فى وقت اعلنت هيئة الطيران السودانية عن ارسال الصندوق الاسود للطائرة الى روسيا لفحصه وتحديد سبب الحادث .
وأماط الكاتب اسحق احمد فضل فى مقال نشر بصحيفة “الانتباهة” الاحد ، الستار عن النص الانجليزى الذى بعث به مسؤول مكتب مقاييس السلامة بهيئة الطيران هايلى بيلالى – اثيوبى الجنسية- على نحو عاجل إلى مكاتب شركة «الفا» بتاريخ 19 – 8 ، وهو ذات اليوم الذى تحطمت فيه الطائرة وقتل فيها 32 شخصا بينهم مسؤولين سياسيين وامنيين ، وقال بيان لوزارة الاعلام السودانية وقتها ان سوء الاحوال الجوية تسبب فى الحادث.
وبحسب الخطاب فان تفتيشاً جرى في الثالث عشر من أغسطس 2012 للطائرة الانتنوف وعليه قان فريق التفتيش وفي السادس عشر حدد نقاط معينة أُرسلت اليكم للتعامل بها.
ومضى النص الخطابى الى القول “ما وصل إليه فريق التفتيش هو أن هناك مخالفات خطيرة يجعل طائراتكم غير صالحة للطيران وضرورة بقائها على الأرض حتى يكتمل التفتيش وحتى صدور تقرير مفصل بذلك.”
ويقول الكاتب ان القصور الذى وجدته لجنة التفتيش بعضه يشمل مدة الطيران (حيث تقول بعض التقارير بان الطائرة قديمة جدا) وان الوقود الذي تحمله طائراتكم لا يغطي الحد الأدنى المفروض للطيران وتقرر طبقا لذلك إبقاء طائرات «AN24»و«AN26» على الأرض حتى إكمال التفتيش.
والمعروف ان منظمة الطيران العالمية”الاياكو” تحظر تحليق الطيران السوداني فوق أوروبا لعدم وجود إجراءات السلامة، كما تمنع العديد من المطارات فى دول عربية هبوط الطيران السودانى الخاص على اراضيها.
واثار تحطم طائرة تلودى صبيحة عيد الفطر موجة انتقادات واسعة ضد سلطات الطيران السودانية للحد الذى دفع بمديرها محمد عبد العزيز لتقديم استقالته وسببها بفقدان البلاد نفرا من مسؤوليها اثر سقوط طائرة الانتنوف لكن الرئيس السودانى رفض قبول الاستقالة ووجه المدير بمواصلة مهامه واكمال برامج اصلاح سلطة الطيران ، فيما اعلنت السلطات السودانية بدء التحقيق فى الحادث .
الى ذلك اعلن متحدث باسم هيئة الطيران السودانية ارسال الصندوق الأسود لطائرة (الأنتونوف-26) التي تحطمت الأسبوع الماضي في جنوب كردفان، إلى معمل في روسيا ليتم فحصه وتحديد سبب الحادث.
وقال عبدالحافظ عبدالرحيم، حسب فرانس برس: “نحضر لإرسال الصندوق الأسود لأحد معامل شركة الانتنوف في موسكو”.وأضاف عبدالرحيم أن لجنة التحقيق السودانية “تنسق مع المحققين الروس”.
ويحتوي الصندوق الأسود على معلومات عن الرحلة وتسجيل للمحادثات التي قام بها قائد الطائرة.
وطائرة الانتونوف-26 التي تحطمت وفق موقع الشركة، مصنعة في كييف عاصمة أوكرانيا إحدى جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق.
وكانت الطائرة تقل وفداً حكومياً برئاسة وزير الأوقاف السودانية غازي الصادق، متوجهاً إلى تلودي في جنوب كردفان، لتهنئة المواطنين والقوات الحكومية التي تقاتل متمردي الحركة الشعبية شمال السودان بعيد الفطر.
وتملك الطائرة شركة ألفا السودانية للطيران، وقال مدير الشركة: “على الرغم من أن الطائرة عمرها خمسة وثلاثين عاماً إلا أنها مرت بكل مراحل الفحص والصيانة من أجل السلامة ومزودة بوسائل السلامة الجوية مثل أجهزة الاتصال ومعرفة طبيعة الأجواء وأدوات الهبوط الأرضي”، وبين القتلى قبطان الطائرة وهو روسي الجنسية.