الرئيس السوداني يجدد دعمه لاتفاق الدوحة للسلام في دارفور
الخرطوم 7 فبراير 2012 — جدد الرئيس السوداني عمر البشير التزام حكومته بدعم ورعاية اتفاق سلام الدوحة على ارض الواقع لتحقيق السلام في دارفور وإنهاء النزاع الذي دام في المنطقة لأكثر من ثماني أعوام وأودى بحياة أكثر من 300 ألف ضحية طبقا لتقديرات الأمم المتحدة.
وأشار الى أن “تدشين السلطة الاقليمية لدارفور بعد غد الاربعاء بالفاشر يعتبر البداية الفعلية لمرحلة الحل النهائي للازمة”، مشددا على ان “هذه المرحلة تستوجب تضافر جهود جميع ابناء دارفور لتطبيق وثيقة الدوحة للسلام”.
جاء ذلك خلال اللقاء الجامع الذي عقده الرئيس السوداني مع قيادات أبناء دارفور حيث أوضح أن “اتفاق سلام الدوحة يمثل مرحلة جديدة للتطلع للسلام برؤية جديدة تحرك التنمية والاعمار والبناء وتؤسس لنهضة جديدة في المنطقة وإعادة ما دمرته الحرب”.
ووقعت الحكومة السودانية وحركة التحرير والعدالة على وثيقة الدوحة للسلام في دارفور في 14 يوليو بعد حوالي عامين من المحادثات شاركت فيها العدل والمساواة التي لم توقع على الاتفاق الإطاري مثلها مثل حركة تحرير السودان جناح عبدالواحد النور التي لم تنضم أصلا للمباحثات.
ولفت البشير الى أن “كل الناس أمنت على ان الاتفاقية حلت قضية دارفور لكن الاتفاقية تظل حبرا على ورق اذا لم يتوحد مجتمع اهل دارفور بكل مكوناته وتتضافر جهوده لأن عملية التنفيذ مسؤولية جماعية ولا بد من اعلاء وحدة العمل لاجل دارفور”.
وطالب الرئيس السوداني أهل دارفور بتغليب الحكمة وانفاذها في هذه المرحلة لانجاح السلام، مشددا على أنه “علينا الا ننتظر الآخرين لحل مشاكلنا وانما نبادر بطرح الحلول وتجاوز الخلافات”.
وأوضح أن “التدخلات الخارجية تسعى لمصالحها فقط وتتاجر بالقضية في المنابر الدولية لمزيد من الكسب المادي لها، ولدينا العديد من الشواهد التي تدلل على ذلك”.
ووجه الرئيس السوداني رئيس السلطة الاقليمية لدارفور وولاة ولايات دارفور بقيادة نفير شعبي لترقية برامج الخدمات والتنمية والاستفادة من الطاقات الشعبية لتفجير طاقات وثروات دارفور، مشددا على “أهمية تفريغ معسكرات اللاجئين والنازحين في دارفور وتشجيع العودة الطوعية وإعمار المناطق وتهيئة الاجواء التي تساعد على ذلك”.
وأكد البشير أن “الاوضاع الآن أكثر جاذبية لأن أوضاع السودان أحسن من الاوضاع التي ذهبوا للنزوح او اللجوء اليها”.
ونبه الحركات المسلحة الى أن “قتل النفس وازهاق الارواح عمل لا يشبه أهل السودان”، مؤكدا “وجوب تنبههم لخطورة قتل النفس المؤمنة فهو ظلم كبير ولا توجد اي مبررات لذلك ويتنافى مع اعراف الاسلام ودعاهم للعودة للرشد والعقل”.
وتقول الحركة المسلحة في دارفور التي تحالفت مع الحركة الشعبية لتحرير السودان – الشمال ان الحل الوحيد لمشاكل السودان الان هو إزاحة نظام الحكم القائم في السودان عن طريق العمل السياسي او العسكري. وتتحفظ قوى المعارضة الداخلية على هذا التوجه وتؤكد على النضال المدني في سبيل احداث تغيير ديمقراطي في البلاد.