Tuesday , 23 April - 2024

سودان تربيون

أخبار السودان وتقارير حصرية لحظة بلحظة

الرئيس البشير :”الحرب واردة” مع جنوب السودان

الخرطوم 4 فبراير 2012 — أقر الرئيس السوداني عمر حسن البشير أمس الجمعة بتردي العلاقات بين السودان وجنوب السودان وقال إنها اقرب منه الحرب من السلام وحمل جوبا مسؤولية التوتر الحالي قائلا بأنها تبني حساباتها على انهيار النظام.

الرئيس السوداني عمر البشير خلال لقائه التلفزيوني امس الجمعة 3 فيراير 2012
الرئيس السوداني عمر البشير خلال لقائه التلفزيوني امس الجمعة 3 فيراير 2012
وتحدث البشير صراحة لأول مرة في لقاء مع قنوات التلفزيون القومي و الشروق والنيل الأزرق عن ان “الحرب واردة” مع جنوب السودان متهما جوبا بالنكوص بالمواثيق الخاصة بتقسيم أموال النفط والالتزام بدفع مبالغ معينة تجاه الشمال في حال اختيار الجنوب للانفصال لتجاوز النقص المفأجى في العائدات المالية.

وقال البشير “لن نلجأ إلى خيار الحرب إلا إذا فرض علينا، ولن نبادر بخيار الحرب لأن الحرب استنزاف لنا ولهم”

إلا أن البشير عاد وفسر سلبية جوبا في المفاوضات وتقديمها لاشتراطات جديدة بأنها تبني حساباتها على إسقاط النظام بعد حرمانه من عائدات النفط الجنوبي والعمل على تضيق الخناق عليه اقتصاديا عن طريق منعه تصدير إنتاجه إلى الخارج لمدة شهرين فقط.

وأشار إلى أن الحركة الشعبية حاولت في الماضي خلق أزمات مع الخرطوم وإضعافها خلال الفترة الانتقالية واستشهد بحادثة مايو 2011 عندما تحرشت عناصر من الحركة الشعبية بالجيش السوداني الأمر الذي قاد الأخير إلى نشر قواته في المنطقة المتنازع عليها.

وأضاف البشير “وألان حساباتهم إذا السودان فقد بترول الشمال لمدة شهرين فهذا كافي لإسقاط الحكومة”.

وكان الوفد المفاوض في محادثات أديس أبابا في بيان له يوم الأربعاء الماضي قد حذر حكومة الجنوب من أي اعتداء على المنشآت النفطية وحملها مسؤولية استهداف أو تخريب حقول البترول والمنشاَت والبنيات التحتية للنفط السوداني خاصة خط أنابيب شركة النيل الكبرى للبترول، قال إن ذلك قد يتم في إطار هجوم للحركة الشعبية بالشمال والحركات الدارفورية المتحالفة معها.

وسرد الرئيس السوداني في لقائه التلفزيوني — الذي ذكر البعض في الخرطوم بلقاءات “المكاشفة الشهرية” للرئيس الراحل جعفر النميري — تفاصيل مفاوضات الأسبوع الماضي في العاصمة الأثيوبية وكيف ان الرئيس الجنوبي سلفا كير قال بأنه سيوقع ثم عاد وطلب الإفراج السفن المحتجزة وبعد مغادرتها لبورسودان عاد ووضع شروط جديدة تتعلق بضرورة التنازل عن أبيي وتجاوز الخلافات الحدودية لصالح جوبا قبل التوقيع على اتفاق النفط.

وشكك البشير انطلاقا من قراءته للوضع في جدية جوبا في التوقيع على اتفاق. وأضاف “لم يوقعوا ولن يوقعوا”. وأضاف ان السودان يستحق 74 ألف برميل يوميا من النفط الجنوبي البالغ 350 ألف برميل يوميا.

كان وزير الخارجية السوداني قد سبق الرئيس البشير بالحديث عن رغبة جوبا في إسقاط النظام وقال ان الحديث عن محاولة لإنشاء مصفاة للنفط في الجنوب وتمديد خط أنابيب عبر كينيا مؤشر لمحاصرة السودان اقتصادياً ومحاولة لقطع الحبل السري، وقال: “أغبياء من يظنون ذلك، والحكومة السودانية لن تموت.”

وأكد كرتي أن دولة الجنوب خالفت كل الوسطاء في ملف النفط في أديس أبابا، واتخذت موقفا لم يتوقعوه، وأوضح ان المجموعات التي تدعم التمرد وخلفها الشركات والمؤسسات والأفراد لها أغراض سياسية واقتصادية في الجنوب. وتابع: هذه المجموعات هي التي تقدم الضمانات لحكومة جوبا والبدائل بهدف إيصال الأمور للهاوية في السودان “ثم يأتيه ربيع”، ويقولون لجوبا: “صبر الساعة سيعوض ذلك”.

إلى ذلك، قلل كرتي من قوة الولايات المتحدة، ووصفها بالضعيفة جداً، وقال إنه أمر يدعو للضحك لأن سياستها تقوم على أشخاص يؤثر عليهم النشطاء وجماعات الضغط، وكشف كرتي أن الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش هاتف الرئيس عمر البشير، وقال: “خذلناكم عندما وقعتم على اتفاق السلام ولم نف بوعدنا برفع السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب ورفع العقوبات”. وأوضح ان الرئيس الأمريكي عندما تراجع راعى مصلحته أولاً وليس مصلحة الولايات المتحدة.

وتحدث الرئيس البشير عن الوضع الاقتصادي المتردي في البلاد نتيجة فقدان عائد النفط الجنوبي الذي قاد إلى انخفاض سعر الجنيه السوداني إلا أنه وعد بكبح التضخم وان يعود سعر الدولار الواحد إلى ثلاث جنيها في نهاية العام. وأشار إلى معالجات جارية لتجاوز الوضع الحالي مع دول صديقة وصلت منها أموال بالفعل بينما وعدت أخرى بإرسالها وأكد أنها ستخفف الضغط على الدولار وتوقع ان يستقر سعره في نهاية العام 2012 على 3 جنيهات.

كما اعترف الرئيس السوداني بان السنة الحالية ستكون الأصعب اقتصادياً وقال ان حكومته تراخت حين اعتمدت على عائدات البترول وأهملت موارد الدخل الأخرى وتوقع ارتفاع عائد الذهب إلى ملياري ونصف مليون دولار هذا العام كما وعد بتعزيز القطاع الزراعي لسد الاحتياجات المحلية ووقف الاستيراد خاصة في ما يتعلق بالسكر والقمح.

Leave a Reply

Your email address will not be published.