الخرطوم متشائمة حيال إمكانية الاتفاق مع الجنوب فى أديس ابابا
الخرطوم 14 يناير 2012 — توقع المتحدث باسم حزب المؤتمر الوطني الحاكم فى السودان إبراهيم غندور فشل جولة المباحثات المرتقبة بين الخرطوم وجوبا فى اديس ابابا الاثنين القادم حول المسائل العالقة ودمغ حكومة الجنوب بعدم الجدية في حل القضايا العالقة بعد اختيار باقان اموم ليكون كبيرا لمفوضيها.
وقال غندور ان الرجل يعتبر من لوردات الحرب ولن يسهم في إيجاد اى حل للقضايا العالقة وطالب غندور فى برنامج اذاعي بث الجمعة الولايات المتحدة وبريطانيا والنرويج للضغط على دولة الجنوب ونصحها بعدم الخوض في اتجاه الحرب وتعقيد الأمور.
وكشف غندور عن حشود عسكرية تابعة للجنوب علي مقربة من ابيي بتوجيه من اسماهم أصحاب الأجندة الحربية مسميا كل من باقان ودينق الور تمهيداً للسيطرة علي المنطقة و انتهاج سياسة الامر الواقع. وجدد تمسك المؤتمر الوطني بتبعية ابيي للشمال.
ويقود باقان امون وفد جمهورية جنوب السودان للمفاوضات حول المسائل العالقة منذ قبل اعلان الجنوب دولة مستقلة وعرف عنه مواقفه المتشددة تجاه الخرطوم وينادي باقان الخرطوم بالاعتراف بتبعية أبيي للجنوب مقابل تقديم الجنوب تنازلات في المسائل الحدودية والمالية الأخرى.
ودافع المتحدث باسم بالمؤتمر الوطني عن موقف الحكومة السودانية بفرض رسوم لعبور نفط دولة الجنوب عبر ميناء بشائر بشرق السودان وقال ان دولة الجنوب امتنعت عن دفع الرسوم المتعارف عليها دوليا وعرضت 72 سنتا للبرميل.
وأضاف “هذا المبلغ لا يكفي لعمليات صيانة خطوط الأنابيب ويجب ان تلتزم جوبا بتحمل نفقات الجمارك والعبور.. نحن لا نريد منحة نريد حقوقنا فقط”.
وكشف غندور عن اتجاه دولة الجنوب لإقامة معابر بديلة لنفطها باستخدام ناقلات برية ضخمة وبناء سكك حديدية محاذية لكنه نبه الى ان المشروع يحتاج الى وقت طويل حتى ينساب البترول بسلاسة.
وطالب من اسماهم بعقلاء الجنوب للتدخل لتوضيح ان استقرار الجنوب لن يكون الا في استقرار الشمال .واتهم غندور حكومة الجنوب بمحاولة تدمير السودان بانتهاج سياسة الخنق الاقتصادي عبر رفض دفع رسوم مرور البترول و دعم الحركات المسلحة في دارفور و منطقتي النيل الأزرق وجنوب كردفان.
وقال ان حكومة الجنوب تحاول شغل الرأي العام الجنوبي بعدو خارجي لتغطية مشكلاتها الداخلية. و طالب غندور بتوحيد الجبهة الداخلية حكومة ومعارضة للحفاظ علي السودان من أعدائه.
لكنه عاد وقال ان بعض القوي السياسية سعت في الفترة السابقة لخلق الضائقة المعيشية التي يعيشها السودان ، وأشار إلى انها وضعت الحكومة بين خياري حفظ الامن و توفير الغذاء.
الى ذلك كشف غندور عن إخضاع القيادات المعارضة المعتقلة لتحقيقات في القريب العاجل او إطلاق سراحها حال ثبوت عدم تورطهم. ورفض تصنيف التوقيف كاعتقال سياسي وشدد على عدم وجود معتقلين سياسيين بالمعنى المعروف.
وكان المسوؤل الحزبي يتحدث عن إبراهيم السنوسي القيادي في حزب المؤتمر الشعبي الذي اعتقل بعد عودته من جنوب السودان في شهر ديسمبر الماضي. ويتهمه جهاز الأمن بالتنسيق مع الحركات المسلحة التي تحارب الخرطوم في جنوب كردفان ودارفور.
ودعا غندور القوى السياسية لتقوية الجبهة الداخلية والاتفاق على الثوابت و”الحفاظ على ما تبقى من الوطن”. وقال ان السهام الموجهة للحكومة سببها عدد الوزراء الكبير من المشاركين فيها.
وزاد “الحكومة تشكلت في اطار محاولات التسوية” قائلا ان دعوة الحكومة العريضة لم تستثني حزبا حتى الاشد عداوة مسميا حزبى المؤتمر الشعبي والشيوعي ، واضاف ان حزبه يراهن على الشعب السوداني وليست القوى السياسية خاصة وان عدد اعضائها لا يتجاوز 28% من عدد السكان .