Friday , 22 November - 2024

سودان تربيون

أخبار السودان وتقارير حصرية لحظة بلحظة

المهدى يتهم الحكومة السودانية بتبديد المال ويحذر من تغيير وشيك

الخرطوم 28 نوفمبر 2011 — حذر زعيم حزب الأمة الصادق المهدي،من امتداد موجة التغبير التى تغشى بلداناً عربية الى السودان، مشيراً الى حزمة من المشكلات السياسية والاقتصادية تسبب فيها النظام الحاكم بانتهاجه وسائل خاطئة فى معالجة الازمات سيما الاقتصادية.

زعيم حزب الأمة المعارض الصادق المهدي
زعيم حزب الأمة المعارض الصادق المهدي
وقال المهدى فى مؤتمر مختص نظمه حزبه امس فى الخرطوم لبحث القضايا الاقتصادية المحدقة بالسودان ان الوضع الحالى اشبه “بالكابوس” واعتبر استمرار نظام الحكم الحالي دون تغيير وإصلاح سيؤدي إلى مزيد من تمزق السودان منبها الى أن الاحتجاج والممانعة والعصيان يغلي في أركان البلاد الأربعة و في أوساط السودانيين.

واضاف : “هذه الظواهر لن تُكبت عسكرياً وما لم يجر حل استباقي فإنها ستعم البلاد”. مشيرا الى أن بعض القوى تستعد لمنازلة النظام الحاكم عسكرياً فإن أخفقوا أو نجحوا فإن البلاد ستواجه مزيداً من الفتنة والتمزق، كما يسعى شباب يستلهمون تراث الانتفاضة السوداني والربيع العربي يرفدها حال البلاد المأزوم لاقامة انتفاضة استعد النظام لمواجهتها، ما يرشح البلاد كذلك لمزيد من الانقسام.

ورأى المهدي أن كلا النهجين، المسلح، و الانتفاضي، وارد ما لم تجر طفرة تحقق المقاصد الشعبية.وأضاف المهدي أن أعداء السودان يعملون بكل السبل لتمزيقه، مسميا اسرائيل التى تسعى للحفاظ على امنها المائى.

واقترح المهدي ميثاق وطني لهندسة نظام جديد في البلاد منبها الى ان طوق نجاة الوطن يكمن في انتهاج سياسة جديدة. وزاد: “تدمير السودان بأيدي أهله وتآمر أعدائه ممكن، وخلاص السودان بأيدي أهله وأخيار العالم وارد، وسنعمل بكل الوسائل ما عدا العنف إلى خلاص وطني، ونؤمن إيماناً مطلقا بأننا مهما تعثرنا فالنصر لشعبنا”

وحمل المهدى تراكم السياسات الخاطئة وانفصال الجنوب مسؤولية ايصال البلاد الى ما اسماه بحافة الهاوية وقال ان الحالة التى يمر بها الاقتصاد استثنائية تستلزم اجراءات استثنائية. وانتقد المهدى تعامل الحكومة السودانية مع عائدات البترول، قائلاً ان الواجب كان يقتضى الدعوة لملتقى قومي بنطاق شوري واسع لوضع برنامج للانتفاع بإيرادات البترول عبر توجيهها للبنية التحتية، لكن النظام انفرد بنهج آخر أبطل نعمة النفط منوها الى تركيزه على توسع إداري مبرراته تمكينية وليست موضوعية بزيادة الولايات والمحليات مع مضاعفة الصرف بنحو بلغ 18 ألف في المائة.

واشار المهدى الى ان التعامل مع مال البترول لم يكن منضبطا فأثرى سياسيون كانوا معدمين، وحلت آلات الضبط الوزاري المعهودة، وتكاثرت الشركات الخصوصية غير المنتمية لاى من القاطاعين العام والخاص منوها الى ان المراجع العام وثق للاختلاسات عاما بعد عام.

ونوه الى ان الحكومة أضاعت الفترة الانتقالية البالغة ست سنوات رغم بروز مؤشرات مبكرة ترجح الانفصال دون التفكير في بدائل بترول الجنوب إلا بعد أن صار الانفصال واقعا، واردف “هى تطلب الآن من الشعب السوداني الصبر لثلاث سنوات حتى تثمر البدائل. هذا خلل كبير أدت إليه سياسة التمكين الاقتصادي للحزب الحاكم وإغلاق دائرة المال لصالح المحاسيب”

واقترح المهدى هيكلة جديدة تتخلص من حالة “الورم” في المصروفات الإدارية و مراجعة السياسات المسماة إسلامية ووقف الحروب مع التخلص من حالة التوتر في العلاقات مع دولة الجنوب، محذراً من استمرار النظام الحالي بهياكله وسياساته الحالية او تلميعه بمشاركات زخرفية واضاف ” هو نهج مجرب وفاشل يقول لسان حال الوطن لأصحابه: (عفوا لقد نفد رصيدك).

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *