ويكيليكس: وزير الدفاع أقر بأخطاء في دارفور ورئيس المخابرات لوح بانقلاب
الخرطوم 15 سبتمبر 2011 — كشفت ثلاث برقيات نشرها موقع التسريبات الشهير “ويكيليكس” عن إقرار وزير الدفاع السوداني الفريق أول ركن عبد الرحيم محمد حسين بأخطاء ارتكبت في حرب دارفور وقتل للمدنيين شبهه بقتل الأميركان بالخطأ للشعب العراقي، فيما أوضحت إحداها استعداد الفريق أول صلاح عبد الله قوش رئيس جهاز الأمن والمخابرات السابق للقيام بانقلاب على الإنقاذ، في وقت كشفت البرقية الثالثة عن رفض واشنطن إعطاء تأشيرة دخول لأحد أشقاء الرئيس السوداني عمر البشير.
وطبقاً لما أوردته صحيفة “التيار” المستقلة التي تصدر في الخرطوم، كشفت البرقية الأولى تفاصيل اجتماع لوزير الدفاع عبد الرحيم محمد حسين مع ثلاثة من مسؤولي السفارة الأميركية بالسودان، أبرزهم القائم بالأعمال الأسبق ألبيرتو فيرنانديز في أبريل 2008 بمباني وزارة الدفاع بالخرطوم.
وتناول الاجتماع قضايا عدة، على رأسها دارفور، إذ “أقر بحذر عن أخطاء ارتكبت بدارفور” وشبهها بأخطاء قتل الجيش الأميركي للمواطنين بالخطأ في العراق، كما “دعا إلى المزيد من التعاون الأميركي مع قوات السودان المسلحة، وأشار إلى احتمال دراسة تعيين ملحق عسكري بالسفارة السودانية بواشنطن ودعوة قوات الأفريكوم الأميركية لزيارة السودان.
وصف وزير الدفاع منسوبي “الحركة الشعبية لتحرير السودان”، التي تحكم جنوب السودان الآن، حسب البرقية “بأنهم عصابات مسلحة لا دراية لهم بكيفية التصرف بهذه المليارات”، وأضاف “قاموا بشراء دبابات بضعف أو ثلاثة أضعاف سعرها الحقيقي” .
وتناولت البرقية الثانية اجتماعاً لفرنانديز نفسه مع مصطفى عثمان بالشهر نفسه أبلغ فيها برفض تأشيرة دخول د.عبد الله حسن البشير (شقيق رئيس الجمهورية) للولايات المتحدة، مشيراً إلى أنه سيبلغ د.عبد الله بذلك الرفض شخصياً في اليوم التالي. شكره مصطفى على ذلك.
وأكد أن ذلك سيجنبهم من إحراج بالغ، لكنه ما لبث أن اشتكى لفيرنانديز من أنه كلما سافر إلى الولايات المتحدة كعضو في وفد حكومي (بما في ذلك زيارته الأخيرة من قبل أسبوعين) فإنه يتعرض دائماً للذهاب عبر إجراءات التدقيق الثانوي بدوائر الهجرة بالمطار، وقد يمكث هناك لساعات عدة.
ومن جانب آخر أظهرت برقية أخرى صادرة من مكتب سفير الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة بنيويورك تفاصيل حوار تلفوني بين السفيرة الأميركية سوزان رايس مع مستشار الرئيس الفرنسي لشؤون أفريقيا برونو جوبيرت بأبريل 2009، قال فيها جوبيرت إن رئيس المخابرات السوداني (الذي أقاله البشير قبل أشهر) صلاح قوش، اللاعب المحوري الذي أنقذ الخرطوم غداة هجوم أم درمان، سيزور باريس قريباً، مشيراً إلى أنه خلال حوارات سابقة أفصح صلاح قوش أنه يمكن أن ينقلب على رفاقه في المؤتمر الوطني إذا خير بين النظام ونفسه”.