المسؤولين السودانيين يعزفون عن لقاء المبعوث الامريكي
الخرطوم 29 يوليو 2011 — فشل المبعوث الاميركي الخاص الى السودان برينسون ليمان في الاجتماع بكبار المسؤولين السودانيين في الخرطوم لمناقشة العلاقات بين البلدين ومتابعة تنفيذ اتفاقية السلام بين الشمال والجنوب.
وكانت الخارجية الامريكية قد اعلنت في يوم الاثنين الماضي عن توجه ليمان إلى السودان لمناقشة استئناف الحوار حول المسائل العالقة بين دولتي الشمال والجنوب كما نه سيناقش السبل الممكنة لاستئناف الحوار بين الحكومة السودانية والحركة الشعبية لانهاء النزاع في جنوب كردفان.
وقال المتحدث باسم الخارجية السودانية العبيد مروح إن “وزارة الخارجية السودانية تلقت طلبا من المبعوث الامريكي قبل وصوله الخرطوم للقاء نائب الرئيس السوداني علي عثمان محمد طه ومساعد الرئيس السوداني نافع علي نافع ووزير الخارجية السوداني علي كرتي ومحافظ بنك السودان المركزي”.
واضاف ان “الخارجية لم تتلق تأكيدات من هؤلاء المسؤولين بلقاء المبعوث ولا سيما ان وصوله يوم الخميس يتزامن مع الاجتماع الأسبوعي لمجلس الوزراء السوداني والمسؤولين الثلاثة اعضاء في المجلس”.
واشار الى انه “لم يصدر اصلا برنامج لقاءات للمبعوث الأميركي مع المسؤولين السودانيين وقد التقى فقط اليوم (الخميس) محافظ البنك المركزي محمد خير الزبير”.
وقال مصدر حكومي أميركي فضل عدم الكشف عن اسمه انه “كانت للمبعوث الأميركي إلى السودان عدة اجتماعات في الخرطوم الخميس وما أستطيع تأكيده هو انه التقى محافظ البنك المركزي بالسودان ولكن لا أستطيع ان أؤكد ما اذا كان قد التقى طه ونافع وعلي كرتي”.
وتمر العلاقات بين الخرطوم وواشنطن بفتور حاد بعد فشل واشنطن في رفع اسم السودان من قائمة الدول المساندة للارهاب والتي كان يفترض إعلانها في شهر يوليو الحالي. وكانت واشنطن قد ادانت اجتياح الجيش السوداني لابيي وقالت ان تنفيذ الرفع يتوقف على انسحاب الجيش السوداني من ابيي.
وكان البرلمان السوداني قد ادان تشدد الكونغرس الاميريكي وتمسكه بفرض عقوبات على السودان على الرغم من انفصال الجنوب واتهم برلمانيون سودانيين واشنطن بمحاولة اعتراض طائرة الرئيس البشير مؤخرا التي كانت في طريقها لزيارة الصين.
إلا أن وزير الخارجية على كرتي قد تحدث عن حماس زائد من قبل البرلمان ضد الكونغرس وقال ان مصالح السودان لايمكن الدفاع عنها بالمناطحة التي لا داعى لها.
وكشف كرتي عن وجود تحركات بلجنة العلاقات الخارجية في الكونغرس تجاه دعم قضية رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للارهاب واضاف “نحتاج لكسب أصوات من داخل الكونغرس لتدعيم موقف السودان وأي رسالة سالبة ستأتي بالتأكيد بنتيجة عكسية.
وكان ليمان قد اعلن في تصريحات امام لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ في 15 يوليو قبيل توجهه للسودان عن مضي حكومته في اجراءات رفع اسم السودان من لائحة الدول المساندة للارهاب كما تحدث عن جهود تبذلها واشنطن في البنك الدولي لدراسة كيفية تخفيف ديون السودان التي قال انها بلغت38 مليار دولار.
وقال مبعوث الرئيس ان رفع العقوبات الاقتصادية يتوقف على جهود الحكومة السودانية في دارفور وقال انهم ينتظرون من الحكومة ان ترفع الحظر على عمال الاغائة لجميع ارجاء دارفور وان تزلل العقبات امام عمل بعثة حفظ السلام وتسمح لها بالعمل في المنطقة وتلتزم بمحادثات السلام وايقاف استخدام المليشيات في النزاع هناك وانجاز العدالة.
وتضع الولايات المتحدة السودان ضمن قائمة الدول الراعية للإرهاب كما انها تفرض عليه عقوبات اقتصادية منذ عام 1993.
وينتظر ان يزور المبعوث الأميركي جوبا عاصمة دولة جنوب السودان جوبا في اول زيارة له عقب مشاركته في احتفال اعلان الدولة الجديدة في التاسع من يوليو اتفاقية السلام وابيي.
وتعمل الولايات المتحدة على مواكبة الجهود التي يبذلها رئيس اللجنة الأفريقية للسودان تابو امبيكي في دفع عجلة المفاوضات حول المسائل العالقة بين الطرفين.
وطالبت مندوبة الولايات المتحدة في مجلس الامن الدولي سوزان رايس يوم الثلاثاء الماضي بنشر قوات دولية في منطقة جنوب كردفان التي تجري فيها مواجهات بين الحكومة السودانية ورافعي السلاح من الحركة الشعبية لتحرير السودان – قطاع الشمال .