الرئيس السودانى يعلن رسميا التراجع عن اتفاق اديس ابابا الموقع مع الحركة فى الشمال
الخرطوم 8 يوليو 2011 — تنصل حزب المؤتمر الوطنى الحاكم فى شمال السودان رسميا عن اتفاق اديس ابابا الذى وقع الاسبوع الماضى.
واعلن الرئيس السودانى رئيس الحزب الحاكم عمر البشير فى احتفال جماهيرى بولاية النيل الابيض الخميس ان حزبه رفض الاتفاق الذى وقعه مساعد الرئيس ونائبه فى الحزب نافع على نافع واستبق البشير ذات التصريحات باعلان رفض الحزب للاتفاق بشقيه السياسى والامنى متهما الحركة فى الشمال بالخيانة والغدر عندما ابتدرت هجوما بولاية جنوب كردفان.
واعلن فى ذات الوقت انه سيتوجه الى جوبا السبت للمشاركة فى اعلان الدولة الجديدة محذرا جنوب السودان من التدخل فى شؤون الشمال وقطع بقدرة حكومته رد اى تدخلات لكنها لاترغب فى تصعيد الموقف وتفضل حسبما قال جوار وتجارة وصداقة مع دولة الجنوب متعهدا بمساعدتها.
وشدد الرئيس على انتهاء اى تفاوض مع حاملى السلاح فى الخارج واعلن نيته التوجه الى الدوحة الخميس المقبل لتوقيع اتفاق سلام دارفور مع الحركات المسلحة فى الاقليم مؤكدا عدم اجراء اى مفاوضات مع حاملى السلاح مستقبلا خارج السودان مهددا بان الحسم سيكون مصير اى خروج عن القانون.
وتاسف البشير على تصاعد الموقف فى جنوب كردفان برغم المساعى التى بذلها الوالى احمد هارون فى التنمية وترقية البنى التحتية وا ضاف يقول “بكل اسف قاموا بعملية غادرة وخيانة عظمى للوطن ولجنوب كردفان وحولوا مواطنيها الى نازحين” وحيا الرئيس السوداني قواته المسلحة قائلا انها كانت حسن الظن بها فى معركتى ابيى وجنوب كردفان ، واستهجن البشير صراحة توقيع مفاوضيه على اتفاق اديس ابابا ومضى يقول “بعد الغدر والخيانة والتشريد فى جنوب كردفان يجيبوا اتفاقية عن شراكة سياسية .. مافى شراكة قبل وضع ترتيبات امنية ولابد من تنفيذ اتفاقية السلام ونقعد معاهم فى الداخل ما فى اديس ولا خارج السودان” مجددا التأكيد على عدم الخوض فى اى تفاوض خارج السودان وان الدوحة ستكون اخر المنابر.
وعاهد الرئيس السودانى الجماهير التى احتشدت لاستقباله فى مدينة الدويم على انه لن يفعل ما يجلب الخجل ويطاطى الرأس وانه سيمد يديه لبناء علاقات مع دول الجوار واضاف يقول “حتى دول البغى نسعى لعلاقات معها لكن دون ركوع ، نبنى معهم علاقات ندية ننظر فى اعينهم واى زول يعاين لينا نقد ليهو عينو” ووجه البشير صوت امتنان لدولة الصين قائلا انها تعهدت فى زيارته الاخيرة باقامة علاقات دون التاثر باى متغيرات داخلية او خارجية مؤكدا انها رفضت الاستجابة لضغوط امريكية لعرقلة زيارته الى الصين.
وكان الرئيس اكد لصحيفة الاخبار الصادرة فى الخرطوم الخميس رفض الموافقة على الاتفاق الإطاري الذى وقع فى أديس أبابا بين الوطني والحركة الشعبية قطاع الشمال بشقيه السياسي والعسكري، وقال الرئيس إن الاتفاق تعامل مع كيان يفتقد للشرعية؛ بحسبان أن الحركة الشعبية صاحبة الشرعية انتهى وجودها فى الشمال بانفصال الجنوب، وتحول قادتها الذين يمثلونها الى مواطنين لدولة أخرى، مؤكدا فى ذات الوقت جاهزيته لإكمال كافة الترتيبات الأمنية وفق اتفاقية السلام الشامل دون إنشاء أية التزامات جديدة مع أية جهة لا تملك هذا الحق .
واكد البشير ابلاغه رئيس الالية الافريقية ثامو امبيكى بذات القرار، مؤكدا فى ذات الوقت ترحيبه بأي جهود يقوم بها امبيكي لإكمال حسم القضايا العالقة فى اتفاقية السلام الشامل فى ما يتعلق بالترتيبات الأمنية؛ مجددا رفضه لأي دور خارجي فى قضايا سياسية يعتبرها شأنا داخليا بحتا على حد قوله.
وجدد الرئيس ثقته فى أمبيكي وقال: إنه لمس فيه مصداقية عالية، وحرصا على السودان شماله وجنوبه دون تمييز، وأكد الرئيس أن من حيثيات رفض الاتفاق الإطاري نصه على شراكة سياسية بين حزبه وقطاع الشمال، موضحا أن قطاع الشمال لم يكتسب الشرعية بعد؛ لدى السلطة المختصة بالتصديق، وأن الشراكة السابقة انتهى أجلها بانفصال الجنوب، وغياب الجسم الشرعي الذي كان يمثل طرف الشراكة، علاوة على أن إقامة التحالفات السياسية يرتكز الى حسابات أخرى ولا يحتاج الى تدخل خارجى . وأكد الرئيس في ذات المنحى أن قيادة القوات المسلحة جاهزة فى أعلى مستوياتها لإنهاء الترتيبات الأمنية سواء فى جنوب كردفان أو جنوب النيل الأزرق وفق اتفاقية السلام وضوابط قانون القوات المسلحة، وأن الحركة هي التي تلكأت فى التنفيذ.
في الأثناء نفى أمين الإعلام بروفيسور ابراهيم غندور وجود خلافات داخل المؤتمر الوطني حول الاتفاق، وقال في تصريحات صحفية ” ان قيادات حزبه على قلب رجل واحد، نافيا انهيار مباحثات أديس، قاطعا باستمرارها، في غضون ذلك ارجأ المكتب القيادي اجتماعه الدوري من مساء أمس إلى الأحد المقبل بعد يوم من انفصال دولة الجنوب، وتأتي على قمة أجندته هيكلة الحكومة المقبلة من خلال استماعه إلى تقارير اللجان المكلفة .