مسؤولة الشؤون الافريقية بمجلس الامن القومى الامريكى : “جاهزون لمنع انفجار السودان”
واشنطن في 3 يناير 2011 — اعلنت مسؤولة رفيعة بالبيت الابيض ، إن الادارة الأميركية وضعت كافة الاحتياطات لمنع وقوع انفجار في السودان مع إعلان نتيجة استفتاء جنوب السودان المزمع اجراؤه في التاسع من يناير الجارى والمرجح على نطاق واسع ان تقود الى استقلال الاقليم .
وقالت مسؤولة الشؤون الأفريقية بمجلس الأمن القومى الامريكى ، سامانثا باورز امس الاحد :«هذه أول مرة أرى فيها الادارة الأميركية ترصد قواها على مستويات عالية لمنع العنف قبل أن يقع ، بدلا من الرد عليه بعد أن يحدث” .
غير ان احد كبار المسؤولين في متحف «الهولوكوست» اليهودي بواشنطن ، مايكل إبراهيموفتش ، شكك فى مقال نشره امس الاحد بصحيفة “واشنطن بوست بإن «هذه الجهود والاستعدادات ربما لن تكون كافية” .
و كان إبراهيموفتش، قد زار جنوب السودان قبل شهور قليلة مع وفد يمثل منظمات أميركية ناشطة فى الشان السودانى .
وحذرت باورز اكثر من مرة فى اوقات سابقة من أنها تخاف من أن يتحول السودان إلى رواندا جديدة ، و ان يشهد حرب إبادة مثل التي حدثت فى تلك الدولة قبل 15 سنة تقريبا وقتلت أكثر من نصف مليون شخص .
و كتبت باورز في وقت سابق كتاب «مشكلة من الجحيم» ، إشارت فيه إلى فشل الدول الغربية في ايقاف مذبحة رواندا رغم المعلومات الكثيرة التى كانت تؤكد حدوثها .
واوضح إبراهيموفتش إن هناك مسؤولين كثيرين في إدارة أوباما يخافون من أن جهود أوباما الدبلوماسية في السودان، مع الشمال و الجنوب لن تنجح ، وأن حربا بينهما أو حروبا داخل كل من الشمال والجنوب سوف تشتعل .
واضاف : «لا تكفي تعهدات الأطراف (الجنوب والشمال) بعدم اللجوء إلى الحرب ، دون ضمان قدرة أميركا على وقف الحرب إذا اشتعلت».
وزاد : «ليس معروفا ماذا سيفعل المجتمع الدولي إذا اشتعلت حرب أو حروب في السودان . رغم جهود إيجابية كثيرة قام بها فى ذلك القطر خلال السنوات القليلة الماضية ، تشير الى انه ليست له خطة لوقف مذابح جماعية في السودان” .
وقال إن المجتمع الدولي ربما سيهمل السودان بعد أن ينال الجنوب استقلاله ، واكد إن الجيش الامريكى «يملك القدرة على التدخل في السودان»، لكنه مشغول بالتدخلات العسكرية التي استمرت 10 سنوات في أفغانستان والعراق وغيرهما .
وتساءل: «حتى إذا تدخلنا عسكريا لوقف حروب السودان ، فهل سننجح في ظروف السودان المعقدة؟” .
وأشاد إبراهيموفتش بسياسة «الجزرة والعصا» التي سارت عليها إدارة الرئيس أوباما تجاه السودان، وقال إن وعود شطب اسم السودان من قائمة دول الإرهاب، وتخفيض ديونه الخارجية ، ورفع مستوى التمثيل الدبلوماسي مع الولايات المتحدة ، أقنعت الرئيس البشير بعدم معارضة نتيجة استفتاء الجنوب التي يتوقع أن تقود إلى الانفصال .
وذكّر إبراهيموفتش بان : «تجارب تقسيم الدول ليست سارة، فتقسيم الهند، وفصل بنغلاديش عن باكستان، وتقسيم يوغوسلافيا، كلها صاحبتها حروب” .
وقالت صحيفة “نيويورك تايمز” قبل ثلاثة ايام : «مع اقتراب الاستفتاء وتوقع إعلان دولة جديدة في جنوب السودان، تبقى مشكلة كبيرة، وهي أن الجنود الذين حاربوا فى الجنوب لم يلقوا سلاحهم ولم يتحولوا إلى الحياة المدنية كما نصت على ذلك اتفاقية السلام الموقعة بين الحكومة و المتمردين الجنوبيين السابقين فى العام 2005» .
و تابعت الصحيفة : “من 100 الف جندى بدأ 30 الفا فقط نزع سلاحهم و التدريب من اجل العودة الى الحياة المدنية ، و حتى من بين هؤلاء يعتقد ان 400 فقط هم الذين اندمجوا بالفعل فى الحياة المدنية” . وأضافت: «بعض هؤلاء الجنود ولد في ساحة الحرب وتربى فيها ولا يعرف غيرها” .
وقال نائب الامين العام للحركة الشعبية المسؤول عن شمال السودان ، ياسر عرمان فى وقت سابق من الشهر الماضى ، بأنه إذا تم التضييق على الحركة في الشمال بعد الانفصال فـ«ستكون هناك خيارات أخرى»، في إشارة إلى خيار القوة وحمل السلاح” .
وأضاف: «الخيار المفضل لدينا والذي سنركز عليه هو الخيار السلمي الديمقراطي، لكن إذا رفض هذا الخيار، فعلى من يرفضه أن يتحمل النتائج». وتابع: «المقاتلون السابقون للحركة الشعبية في شمال السودان أكبر من مقاتلى دارفور اجمعين .
ومن المقرر ان يجرى استفتاء لتقرير مصير الجنوب فى التاسع من يناير الجارى للاختيار بين البقاء مع الشمال فى دولة واحدة او الانفصال و تكوين دولتهم المستقلة .
والاستفتاء هو البند الاخير فى اتفاق السلام الموقع فى يناير 2005 بين الحكومة السودانية و الحركة الشعبية المتمردة السابقة فى جنوب السودان .