واشنطن وبروكسل تقولان التسجيل لاستفتاء جنوب السودان تم بشفافية ودون عنف
الخرطوم في 14/12/2010 — اعلن امس الاثنين في كل من واشنطن وبروكسل ان عملية تسجيل الناخبين في استفتاء تقرير مصير جنوب السودان تمت “بشفافية وعدالة وبدون عنف” .
وامتدح المبعوث الامريكى للسلام فى السودان غريشن خلال لقائه رئيس مفوضية للاستفتاء محمد إبراهيم خليل بالخرطوم امس ، انتهاء عملية التسجيل للاستفتاء، وتمكينها “من تسجيل عدد معتبر من الناخبين في الشمال وفي الجنوب وفي مناطق السودان المختلفة” .
وأضاف أن العملية جرت في ظروف حسنة، وقال “انتهيت للتو من محادثات بناءة مع البروفيسور خليل، وقد هنأته على إتمام عملية التسجيل بنجاح وبشفافية وعدالة وبدون عنف”
وفي بروكسل رحب بيان صادر بعد اجتماع لوزراء خارجية الدول الاعضاء في الاتحاد بانتهاء عملية التسجيل وقال انه يعتبر “مرحلة مهمة في الاستعداد لاجراء الاستفتاء بشأن حق تقرير المصير لجنوب السودان والتفعيل الكامل لاتفاقية السلام الشامل” بين شمال السودان وجنوبه.
وكذلك أعلن الاتحاد عن نشر بعثة له في السودان لمراقبة الاستفتاء يبلغ عدد اعضائها 120 مراقبا. وستترأس بعثة الاتحاد البلجيكية فيرونيك دي كلسير التي ينتظر ان تصل الى الخرطوم في 18 ديسمبر في زيارة تمتد إلى 23 من هذا الشهر للاشراف على التحضيرات الاولية لوصول اعضاء البعثة.
وكانت النائبة البلجيكية قد اشرفت في شهر ابريل الماضي على بعثة الاتحاد لمراقبة الانتخابات التشريعية في البلاد.
وقال غرايشن “نحن مرتاحون للتطور الحاصل في عمل مفوضية الاستفتاء، ونطمح إلى نتائج مماثلة أثناء عملية الاستفتاء” .
واكد المسؤول الأميركي قيام الاستفتاء على تقرير مصير الجنوب في موعده, و زاد “نأمل الوصول إلى نتائج تعبر عن رغبة الشعب، وتكون مقبولة من السودان ومن المجتمع الدولي على حد سواء” .
وكان مجموعة من المحامين تقدموا امس الاول بطعن للمحكمة الدستورية يطالبون فيه بحل مفوضية الاستفتاء و الغاء السجل الذى اعدته بسبب خروقات و مخالفات عديدة تمت فيه .
ومن المقرر ان يصوت الجنوبيون لتقرير مصيرهم فى يناير المقبل للاختيار بين البقاء مع الشمال فى دولة واحدة او الانفصال و تكوين دولتهم المستقلة .
والاستفتاء هو البند الاخير فى اتفاق سلام وقع فى يناير 2005 بين الحكومة السودانية والحركة الشعبية المتمردة السابقة فى جنوب السودان . وقد تجاوز عدد اللذين سجلوا اسمائهم للمشاركة فيه ثلاثة ملايين ناخب.
الى ذلك قال المبعوث الامريكى الى السودان ، سكوت غرايشن ان السودان لم يعد لديه وقت لتنظيم الاستفتاء بشأن مصير اقليم ابيي المتنازع عليه بما يعني ان الشمال والجنوب يجب ان يتفقا على حل سياسي للنزاع بشأن الاقليم المنتج للنفط .
وقال غرايشن ان الولايات المتحدة تعتقد ان السودان مستعد لاستفتاء يجرى في التاسع من يناير على انفصال الجنوب لكن الاستفتاء حول تقرير مصير اقليم ابيي المتنازع عليه بين الشمال والجنوب لم يعد ممكنا .
وقال أمام الصحافيين امس “أعتقد اننا قد فاتتنا الفرصة لان يكون هناك استفتاء فى ابيى … سيحتاج علاج هذا الامر الى حل سياسي” .
وكان مقررا ان يجرى استفتاء متزامن لمنطقة ابيى مع استفتاء عام لجنوب السودان فى التاسع من يناير المقبل ، لتقرر المنطقة بموجبه الانضمام اما الى الشمال او الجنوب .
لكن النزاع بين شمال و جنوب السودان حول “هوية” من يحق له التصويت فى الاستفتاء جعل الالتزام بالموعد المضروب صعبا حيث لم تنشأ المفوضية المناط بها الاشراف على ترتيبات الاستفتاء حتى الان .
ويتوقع كثير من المحللين السياسيين أن يختار الجنوبيون الانفصال عن السودان بينما يحاول الطرفان التوصل الى حل بشأن مصير اقليم ابيي الذي يقع على الحدود بين القسمين ويوجد به حقل نفطي كبير على الاقل هو حقل دفرة الذي تديره شركة النيل الكبرى لعمليات البترول التي تقودها (سي.ان.بي.سي) الصينية .
واضاف غرايشن ان الرئيس السوداني عمر البشير ورئيس الجنوب سلفا كير يشاركان شخصيا في المناقشات. ويقول محللون ان اتفاقا محتملا بين الجانبين قد يتضمن تقسيم الاقليم بين الجانبين أو السماح للجنوب بالاحتفاظ به مع تعويض الشمال .
واكد المبعوث الامريكي ان الولايات المتحدة واخرين يعملون بجد للحيلولة دون وقوع أعمال عنف بسبب ابيي .
وقال “هذا على الارجح ليس موقفا يفرح به اي من الجانبين… الذي نسعى اليه هو حل سيغضب الجانبين معا لكنه لن يجعل أيا منهما يفقد عقله” .