24 قتيلًا في هجوم للدعم السريع على «زمزم» والطيران يقصف شرق الفاشر
الفاشر 4 ديسمبر 2024 – صعّدت قوات الدعم السريع، الأربعاء،عملياتها العسكرية تجاه مخيم زمزم للنازحين بولاية شمال دارفور ومناطق أخرى محيطة به، مما تسبب في مقتل 24 شخصًا على الأقل من المدنيين وإصابة العشرات.
في وقت نفذ الطيران الحربي التابع للجيش سلسلة غارات جوية على مناطق تسيطر عليها الدعم السريع بشرق الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور مما أودى بحياة أعداد كبيرة من المواطنين.
وبدأت قوات الدعم السريع، في الأول من ديسمبر الجاري، بإطلاق أعداد كبيرة من القذائف المدفعية صوب معسكر زمزم المكتظ مما تسبب في مقتل أكثر من عشرة أشخاص. وزاد القصف من معاناة نازحي المخيم الذين يواجهون خطر الموت جوعًا بسبب انعدام المعونات الغذائية والقيود المفروضة من قبل قوات الدعم السريع على القوافل الإنسانية.
وقال المتحدث باسم نازحي معسكر زمزم، محمد خميس دودة، لـ”سودان تربيون” إن “أربعة أطفال على الأقل قُتلوا اليوم في قصف مدفعي هو الثالث من نوعه تنفذه قوات الدعم السريع تجاه معسكر زمزم”.
وأشار إلى أن التساقط العشوائي للقذائف والصواريخ طويلة المدى أحدث حالة من الهلع وسط النازحين، كاشفًا عن تدمير عدد كبير من المنازل علاوة على تدمير بعض مقرات الإيواء التي تحتضن الآلاف من نازحي الفاشر.
وأصدرت الإدارة العليا لمعسكر زمزم قرارات قضت بإغلاق السوق الرئيسي ومنع التجمعات، علاوة على إيقاف أجهزة الإنترنت الفضائي “ستارلينك” لحين إشعار آخر، وبررت الإدارة الخطوة بأنها تهدف إلى الحفاظ على حياة المدنيين.
وتبرر قوات الدعم السريع استهداف المخيم بما تزعم أنه بسبب انسحاب القوة المشتركة التابعة للحركات المسلحة التي تقاتل في الفاشر إلى داخل المعسكر، وتحويل النازحين إلى دروع بشرية.
وفي سياق آخر، نفذت قوة كبيرة من قوات الدعم السريع هجومًا عنيفًا على بلدة “أبوزريقة” جنوبي مدينة الفاشر والمجاورة لمخيم زمزم، مما أدى إلى مقتل 20 شخصًا على الأقل وإصابة أكثر من 15 آخرين.
وقال قيادي أهلي من المنطقة، فضل حجب اسمه لـ”سودان تربيون” لدواعٍ أمنية، إن الهجوم على البلدة جاء بعد انسحاب قوة تابعة للقوة المشتركة كانت متمركزة في المنطقة إلى داخل الفاشر.
بعدها اقتحمت الدعم السريع القرية مطلقة الرصاص بصورة عشوائية تجاه المواطنين، كما أنها نهبت ممتلكات السكان. وكشف عن فرار آلاف المدنيين نحو شنقل طوباي، بينما احتمى آخرون بالوديان وسط ظروف إنسانية بالغة التعقيد.
هجمات مكثفة للطيران
وفي الأثناء، نفذ الطيران الحربي التابع للجيش السوداني سلسلة غارات جوية طالت مواقع تسيطر عليها قوات الدعم السريع بولاية شمال دارفور، مما تسبب في مقتل العشرات.
وشمل القصف مدينة الكومة شرقي مدينة الفاشر، ووفقًا لشهود عيان من المنطقة فإن القصف تسبب في مقتل نحو تسعة أشخاص وإصابة آخرين بجروح، فضلًا عن تدمير المنازل.
وظلت مدينة الكومة، الخاضعة لسيطرة قوات الدعم السريع منذ الأيام الأولى للحرب، تتعرض لهجمات مكثفة من قبل المقاتلات الحربية التابعة للجيش، مما أحدث دمارًا هائلًا طال البنية التحتية، بما في ذلك مصادر المياه.
كما طال القصف الجوي مدينة مليط شمال الفاشر، بجانب بلدة الزرق أقصى شمال دارفور، التي تتخذها قوات الدعم السريع قاعدة دعم لوجستي في إقليم دارفور.
واتهم بيان أصدره المتحدث باسم قوات الدعم السريع الجيش السوداني بارتكاب جرائم إبادة جماعية ممنهجة بولاية شمال دارفور.
وطالب الأمم المتحدة والمنظمات المعنية بحقوق الإنسان بالتقصي بشأن الانتهاكات وجرائم الإبادة الجماعية التي يرتكبها الطيران، والتي قال إنها أودت بحياة أكثر من 3 آلاف مدني خلال شهري نوفمبر وأكتوبر.
وأكد استعداد قوات الدعم السريع للتعاون مع اللجان المختصة بتقصي الحقائق وتمليك الجهات المعنية الأدلة المادية على جرائم الطيران المرتكبة بحق المدنيين.