العدل والمساواة: مقاطعة «تقدم» لاجتماعات أديس أبابا لا تتسق مع تعقيدات المشهد السوداني
كمبالا، 10 يوليو 2024- قال نائب الأمين العام لحركة العدل والمساواة، محمد زكريا، الأريعاء، إن رفض تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية “تقدم” المشاركة في الاجتماع التحضيري للعملية السياسية التي يرعاها الاتحاد الإفريقي بأديس أبابا، لا يتسق مع تعقيدات المشهد السوداني.
واعتذرت تنسيقية تقدم عن الاجتماع الذي قالت إن عناصر من النظام السابق وواجهاته ومن أسمتهم “قوى الحرب”، تسيطر عليه مما يهمش ويستبعد قوى السلام والتحول المدني الديمقراطي، ويضعف دورها.
وتنطلق مساء اليوم الأربعاء المرحلة الأولى للحوار السياسي للأطراف السودانية الذي تنظمه الآلية الإفريقية رفيعة المستوى في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا ويستمر حتى 15 يوليو الجاري، في وقت اعتذرت عدد من القوى السياسية والمسلحة عن المشاركة، على رأسها تنسيقية تقدم.
وقال زكريا لسودان تربيون إن موقف “تقدم” الرافض للمشاركة لا يشبه القوى المؤمنة بالتحول الديمقراطي وقيم الحوار، لافتًا إلى أهمية جلوس كافة السودانيين على طاولة الحوار لحل الأزمة.
وأكد أن الاتحاد الإفريقي قدم دعوة للحركة وتنظيمات “الكتلة الديمقراطية” وتنظيمات بقوى ميثاق السودان، للمشاركة في الاجتماع التحضيري، مؤكدا أنهم يعترفون بمبدأ الحوار، مع حرصهم على المشاركة في أي منصة حوارية.
وأضاف: “من هذا المنطلق جاءت تلبية هذه الدعوة لكي نقف على رؤية الاتحاد الإفريقي لكيفية حل الأزمة السياسية والأمنية في السودان”.
ورأى المسؤول بحركة العدل والمساواة التي يتزعمها وزير المالية جبريل إبراهيم بأن هناك تحديات كبيرة تواجه مبادرة الاتحاد الإفريقي، وهي نفس التحديات التي قال إنها واجهت المبادرات العديدة التي أطلقتها القوى الدولية والإقليمية، وهي الإعداد الجيد وانعدام الثقة بين الأطراف السودانية، خاصة الأطراف السياسية والمدنية.
وشدد على أن الإعداد الجيد يجب أن يشمل المشاورات لخلق نوع من التوافق حول جدول الأعمال والقضايا الإجرائية للاجتماعات، مشيرًا إلى أنه من دون معالجة هذا الجانب بوعي وحيادية، فإن هذه المبادرات ستواجه تحديات، وسنرى رفضاً جماعياً هنا وهناك.
وتابع: “لكن المشهد السوداني كله تحديات وتعقيدات فلابد من مواجهة هذه التحديات وكلنا ثقة في أن هناك ضوء في آخر النفق وإمكانية تجاوز الكثير من هذه العقبات”.
وأوضح أن هذه الجلسات تهدف إلى التداول في القضايا الإجرائية التي ستعقد بشكل فردي بين الاتحاد الإفريقي والمجموعات المدعوة من جهة، معتبرا أن الطرفين سيجلسان تحت سقف واحد، وبالتالي فإن الحجة التي بنى عليها تحالف “تقدم” رفضه المشاركة تدحضها تلك المعطيات.
ونوه زكريا إلى ضرورة التعلم من الأخطاء السابقة وتجربة الاتفاق الإطاري وإقصاء العديد من القوى المدنية والسياسية التي أدت إلى التوتر الذي ساهم بشكل أو بآخر في اندلاع الحرب، مضيفًا أن الظرف يتطلب من الجميع أن يتقبل بعضه البعض والجلوس لإيجاد حلول للأزمة السودانية.
وأفاد أن هناك رؤية لتنظيمات الكتلة الديمقراطية بشأن الأزمة، وإذا طلب الاتحاد الإفريقي ذلك فإنهم سيقومون بتقديمها، وقال “يجب التركيز في المرحلة الحالية على القضايا الإجرائية وفي مقدمة ذلك خلق البيئة المواتية الجاذبة للحوار ومحاولة بناء الثقة المتداعية بين الأطراف”.
ولفت إلى أن البيئة المواتية تتمثل في معالجة القضايا الإنسانية وإيصال المساعدات وتخفيف معاناة الشعب، مؤكدًا أن بناء الثقة يأتي من خلال دراسة الأسباب التي تمنع من القبول بالجلوس مع بعضنا البعض والتركيز على المسائل الإجرائية الشاملة أمر ممكن، بالإضافة إلى مناقشة مراحل الحوار وتحديد أطراف كل مرحلة والبحث عن الإطار.
«الشعبية» بقيادة الحلو تعتذر
من جهتها، اعتذرت الحركة الشعبية – شمال، عن المشاركة في الاجتماعات التشاورية للأطراف السودانية التي يرعاها الاتحاد الإفريقي بعد تلقيها دعوة للحضور.
وقال السكرتير العام للحركة عمار آمون دلدوم، في خطاب بعثه للآلية الإفريقية “ردًا على دعوتكم، تود الحركة الشعبية لتحرير السودان- شمال أن تعتذر عن حضور الاجتماع التحضيري للحوار السياسي السوداني”.
وعبرت الحركة عن تقديرها العميق لدور الآلية، لما تبذله من جهود مضنية لإيجاد حل دائم وعادل للمشكلة السودانية.