Thursday , 2 May - 2024

سودان تربيون

أخبار السودان وتقارير حصرية لحظة بلحظة

100 قتيل على الأقل في سلسلة هجمات «الدعم السريع» على قرى الجزيرة

قوات الدعم السريع عبرت جسر حنتوب في طريقها لمدني- الاثنين 18 ديسمبر 2023

ود مدني 2 مارس 2024- قتل نحو مائة شخص، في سلسلة هجمات ممنهجة شنتها قوات الدعم السريع على بلدات ولاية الجزيرة وسط السودان، خلال فبراير الفائت.

واجتاحت قوات الدعم السريع في 18 ديسمبر الماضي ولاية الجزيرة وعاصمتها مدني مخلفة أوضاعاً كارثية في المدينة التي كانت تحتضن أكبر نسبة من النازحين من الخرطوم بعد اندلاع القتال هناك في 15

أبريل الماضي.

وشكل الجيش السوداني، قبل شهرين، لجنة للتحقيق في أسباب انسحاب القوات المكلفة بحماية المدينة لم تعلن نتائجها حتى الآن.

وبينت احصائيات جمعتها «سودان تربيون» من شهود عيان وبيانات للجان المقاومة ومراكز متخصصة اجتياح قوات الدعم السريع 69 قرية خلال 29 يوما.

وبلغت أعلى حصيلة 16 قتيل سقطوا إثر هجوم على قرية الشريف مختار في 28 فبراير المنصرم، حيث أطلقت عليهم قوات الدعم السريع الرصاص وذلك وفقا لأهالي كانوا بالمنطقة تحدثوا لـ«سودان تربيون»، كما وصفت لجان مقاومة ود مدني ما حدث بانه مجزرة.

وخلق قطع الاتصالات والإنترنت عن الولاية المتاخمة للخرطوم صعوبات بالغة في رصد الانتهاكات ونشرها وحصرها في ظل السيطرة والحصار الذي تضربه قوات الدعم السريع على مدن وبلدات الولاية.

وفي مجزرة ثانية قتلت الدعم السريع خلال اجتياحها للبلدات 15 شخصا في قرية “العقدة المغاربة” واصابت11 آخرين وفق شهود عيان، وتأكيدات بيان للجان المقاومة في الولاية.

وتلى ذلك، تنفيذ قوات الدعم السريع لمجزرة أخرى كما أكد ذوي أهالي لسودان تربيون، في قرية معيجنة في 18-20 فبراير المنصرم، حيث قتل 12 من أهالي القرية وأصيب 30 أخرين.

واوقعت الهجمات في هذه القرى 8 قتلى بقرية الطليح الخوالدة، ومصابين، وفي ود حسين الخوالد 3 قتلى و11 جريح، والكشامر قتيل واحد، وود البصير قتيلين و3 جرحى، ومريود 4 قتلى، و6 مصابين، وغريقانه 2 من القتلى و5 إصابات.

وقتل في سلسلة الهجمات المستمرة على قرى شبونات والدوحة وتباخة جنوبي الجزيرة 5 أشخاص وأصيب 9، بينما قتل في أبو عدارة 4 أشخاص في هجوم مروع ليلة 23 فبراير الماضي، وقتل في قرية تنوب 3 أشخاص وأصيب 8، وفي ود البلية 6 قتلى و11 مصاب إثر تلك الهجمات.

وقالت المصادر إن هجمات الدعم السريع المروعة على القرى تسببت في مقتل شخص وإصابة 2 أخرين بقرية الجموعية، وسقط قتيل وأصيب 2 في هجوم على قرية النديانة، وقتل 4 أشخاص وأصيب 12 في الفريجاب، وتسببت الهجمات في إصابة شخصين بقرية أم دوانة، ومقتل شخص واحد وإصابة 3 في قرية أم عضام، وسقوط قتيلين وجرح 8 أخرين في قرية أم جرس.

وبلغت جملة القتلى المحصورين في تلك القرى 91 قتيلا، وإصابة 123 أوبلغت جملة القتلى المحصورين في تلك القرى 91 قتيلا، وإصابة 123 أخرين، بينهم طفلين.

وتقع مواجهات غير متكافئة بين قوات الدعم السريع والأهالي العزل في بلدات ولاية الجزيرة بعد انسحاب الجيش قبل يوم من اجتياح الأولى للولاية في 18 ديسمبر الفائت والسيطرة على عاصمتها مدينة ود مدني.

وقالت لجان المقاومة في مدينة الحصاحيصا في 28 فبراير، إن قوة من الدعم السريع هاجمت قرية (ود البصير) الحلاوين، وقامت بقتل الشاب محمود العمدة والشاب علي محمود، وإصابة أخربن.

وقادت الدعم السريع، في الثامن والعشرين من فبراير، هجوما على قريتي ود حسين الخوالد، وقرية الطليح الخوالد جنوبي الولاية، مما أسفر عن تهجير السكان.

وأسفر الهجوم المنظم لقوات الدعم السريع على بلدات ولاية الجزيرة عن نزوح الآلاف واعتقال العشرات من الأشخاص واقتيادهم لأماكن غير معلومة وفقاً لشهادات جمعتها «سودان تربيون» من مصادر مختلفة غادرت تلك القرى.

ونهبت قرى بأكملها بما في ذلك الأموال والممتلكات والذهب والسيارات والآليات الزراعية والأثاثات والمعدات التشغيلية لبعض الصناعات الصغيرة بحسب الشهود.

وقتل عبد الله ود القور، وأصيب أخرون في أحدث هجوم على قرية أبو عشر في 29 فبراير، أثناء محاولة قوات الدعم السريع اقتحام القرية.

ولقى 4 أشخاص حتفهم في مواجهات دامية مع قوة من الدعم السريع حاولت اقتحام قرية السريحة وود أزرق قبل اسبوع كما قال أحد ذويهم «سودان تربيون».

وأكدت المصادر أن قوات الدعم السريع ازالت الارتكازات التي اقامها الشباب لحماية قراهم، واعتقلت العشرات منهم في قرى كثيرة.

وبسبب غياب الاتصالات والإنترنت في الولاية، لم يتم حصر انتهاكات واسعة قامت بها قوات الدعم السريع من حملات الاعتقالات والجلد والتهديد بتصفية ملاك السيارات المعطلة عمدًا التي يخير الجنود أصحابها بين الموت أو تجميع قطعها المفككة لتشغيلها بحسب شهود.

ونفذت قوات الدعم السريع هجوماً كبيراً على قرية أربجي خلال يومي 24-25 ديسمبر الماضي مخلفة آثار كارثية، بينما ذكر تحالف أبناء الجزيرة والمناقل في بيان في 22 فبراير الماضي اجتياح الدعم السريع لأكثر من 13 قرية وقتل عدد من الأشخاص وإصابة أخرين.

وقتل في الهجمات الممنهجة التي تشنها قوات الدعم السريع على القرى أكثر من 70 عنصراً من تلك القوات التي تستخدم جميع الأسلحة الخفيفة والثقيلة في عمليات الاقتحام والهجوم على القرى وفق متابعات «سودان تربيون».

والشهر قبل الماضي، قال مستشار بالدعم السريع حافظ عبد النبي، في بيان إن قائد ثاني الدعم السريع وجه بحسم من اسماهم بالمتفلتين، كما سجل قائد الدعم السريع في الجزيرة أبو عاقلة كيكل، زيارات متتالية لبعض القرى المنكوبة أبرزها قرية اربجي، للاعتذار عن الانتهاكات والتعهد بعدم تكرارها لكنه لم يفلح في كبح جماح هجمات الجنود أو ايقافها.

ونشرت لجان مقاومة مدني في 28 فبراير، أسماء 53 قرية تعرضت لاقتحام بواسطة عناصر الدعم السريع.

وأشارت متابعات «سودان تربيون» بجانب شهادات جمعتها من شهود عيان وفارين من تلك البلدات وقوع هجمات على قرى لم يتم حصرها حتى الآن لانقطاع وسائل الاتصال والانترنت.

واعتقل ما لا يقل عن 118 شخص لا يعرف مصيرهم حتى الآن بينهم نحو 9 أطفال و13 من النساء والفتيات، حسبما مصادر متطابقة

وذكر المرصد المركزي لحقوق الانسان بالسودان، في تقرير حديث أنه احصى في الفترة من يوم 10 فبراير وحتى 27 فبراير هجمات على 39 قرية بالجزيرة، اوقعت 46 قتيل واصابة 90 أخرين.

وقال مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان ‎فولكر تورك، في الثالث والعشرين من فبراير الماضي بعد نشر تقرير للأمم المتحدة، يوثّق الانتهاكات التي ارتكبها الطرفان المتحاربان “منذ حوالي عام، تُسمع روايات قادمة من السودان عن الموت والمعاناة واليأس، في ظلّ استمرار الصراع العبثي وانتهاكات حقوق الإنسان من دون نهاية في الأفق”.

وحذّر ‎تورك من أنّ “بعض هذه الانتهاكات ترقى إلى مستوى جرائم حرب”، داعياً إلى إجراء “تحقيق سريع وشامل وفعّال وشفّاف ومستقل ونزيه” وإلى “إحالة المسؤولين على القضاء”.