Sunday , 28 April - 2024

سودان تربيون

أخبار السودان وتقارير حصرية لحظة بلحظة

اعلاميات في صفوف المستنفرات… يد تحمل السلاح بجانب القلم

تجاوب واسع مع دعوات التجنيد النسائي في السودان

بورتسودان 7 فبراير 2024– اعلنت مجموعة من الاعلاميات السودانيات انخراطهن في صفوف التجنيد بالسودان تحت شعار “يد تحمل القلم ويد تحمل السلاح”.

وتباينت الآراء حيال انخراط الإعلاميين في التجنيد باعتبار أن الصحفي يقاتل عبر الكلمة ولايحق له حمل السلاح وان عليه قبلها التخلي عن المهنة لان الكتابة والقلم وتقصي الحقائق اسلحة أكثر فتكا من الرصاص بينما يرى اخرون التدريب يظل حرية شخصية شريطة ان يلتزم الاعلامي الحياد ولاينتمي لأي من طرفي القتال.

وفاق عدد الاعلاميات الملتحقات بالتجنيد في قائمة التجنيد العشرة من النساء والفتيات بينما تتهيأ اخريات للالتحاق بالمعسكرات في غضون أيام ضمن سلسلة الاستنفار الثانية من نوعها والتي تطلقها مبادرة الكرامة بولاية نهر النيل شمالي السودان وهي الولاية الاكثر استجابة لدعوات التعبئة.

وسابقا فتحت نهر النيل المعسكر الاول من نوعه لتجنيد الفتيات بعد دعوة القائد العام للجيش عبد الفتاح البرهان للاستنفار والتصدي لقوات الدعم السريع التي تتهم بارتكاب انتهاكات واسعة خلفت موجة استهجان على الصعيدين المحلي والدولي.

وقالت ابتسام عبد الرحمن وهي صحفية سودانية انضمت لمعسكر التجنيد بالدامر لسودان تربيون انها سلكت هذا الاتجاه لتتمكن من حماية نفسها خاصة ان الحرب كما تقول باتت ضد المواطن وليس الجيش مستدله بالانتهاكات والنهب والترويع وتعدي ذلك الى الاغتصاب.

واضافت “في ظل ما يحدث من فظائع كان لابد ان نعمل على حماية أنفسنا من هؤلاء المعتدين ولا ضير ان نحمل السلاح بجانب القلم”.

ونفت ابتسام ان يكون الاستنفار دعوة لاستمرار الحرب مؤكدة انه وضع مؤقت لإنهاء الحرب وحسم تمدد الدعم السريع وقالت إن غالب رافضي الاستنفار يعيشون خارج البلاد ولم يعانوا ويلات الحرب.

مجندات في احد معسكرات التدريب بالسودان

ووصفت الاستنفار بانه توحيد للشعب السوداني بكل اطيافه واسقاط للجهوية والعنصرية مضيفة “نحن كإعلاميات نقدم خدمة للوطن بجانب القلم”.

واظهر استطلاع لـ “سودان تربيون “وسط عدد من الاعلاميين حول حمل الصحفي للسلاح والتدريب تقاطعا في الرؤى بين مؤيد ومعارض.

ويقول الفريق المعارض ان الالتحاق بالتجنيد يعني الانحياز لأحد أطراف الحرب بينما يفترض ان يلتزم الصحفي الحياد، وفي المقابل استخف اخرون بجدوى القلم مقابل السلاح الذي يرحم.

وقال أحد المؤيدين لفكرة الاستنفار إن القلم لا يصمد في مواجهة الفظاعات التي قامت بها قوات الدعم السريع وكان اقلها احتلال المنازل وأردف “علينا محاربة الدعم السريع وان نبرز في تلك المعركة الانتماء للوطن”.

لكن الخبير الاعلامي الجميل الفاضل تبنى راياً مخالف بشأن الانتماء حيث يرى في حديث مع سودان تربيون ان مهنة الصحافة فوق الانتماءات أيا كانت بما فيها انتماء الدين والوطن لافتا الى انها رحلة بحث عن الحقيقة مجردة.

وافاد بان الصحافة على درجة من القداسة ومن يمارسها عليه ان يخلع رداء الانتماء والمصلحة مضيفا بالطبع من انخرط في لعبة الخنادق المتقابلة وأضحى جزء منها سلما او حربا لا يستحق ان يقال عليه صحفي.

وعاد بالقول “لا ضير ان يلم الصحفي بفنون واساليب الحماية الضرورية في مناطق النزاعات وان يمتلك من الوسائل والادوات التي تمكنه من عمله في أحلك المواقف وأصعب الظروف دون ان ينحاز لطرف.

واشار الجميل الى ان الصحفيين في كل الحروب هم أول الضحايا لأن مهمتهم كخدام للحقيقة مهمة يستريب ويتشكك بها المحاربون لذلك ظلوا هدفا رئيسيا لأطراف الحرب.

ولا تهتم الاعلامية ايمان الخير التي انضمت لصفوف المجندات بما يقال طالما أن الهدف هو تلبية نداء الوطن ونصرة القوات المسلحة وفق قولها، وترجع انخراطها في معسكر البنات للتجنيد للدفاع عن النفس في مواجهة انتهاكات الدعم السريع من نهب وتشريد وترويع واغتصاب.

وتؤكد لسودان تربيون ان الاعلاميات لسن بعيدات عن هذا الواقع ولا توجد وسائل اخرى تمكنهن من الدفاع عن النفس.

وقالت ايمان ان من يستهجنون تدريب المواطنين وتسليحهم هم أعداء للوطن يريدون ان يكون المواطن اعزل لا يقوى على الدفاع عن نفسه ولا عرضه ولا ارضه وبالمقابل يعبث الاعداء بما نملك.