ترحيب سياسي واسع بحديث “البرهان” عن عدم استمرار الجيش في الحكم
الخرطوم 29 أغسطس 2023 ــ وجد حديث قائد الجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان بشأن عدم سعي الجيش للاستمرار في الحكم، ترحيبًا واسعًا من القوى السياسية بما فيها ائتلاف الحرية والتغيير.
وظل البرهان يكرر عدم رغبة الجيش في الاستمرار في السُّلطة، لكن تصريحاته هذه المرة أتت في خضم حربًا شرسة يخضوها الجيش ضد الدعم السريع، ما أسهم في وجود توجه محلي ودولي ينحو لتشكيل حكومة مدنية فور إنهاء القتال.
وقال عضو المكتب التنفيذي بقوى الحرية والتغيير بابكر فيصل، لـ “سودان تربيون”، الثلاثاء؛ إن “تصريح البرهان عن أن القوات المسلحة لا ترغب في الحكم حديث جيد”.
وأشار إلى أن تصريحات البرهان تفتح المجال لاتخاذ الخطوات اللازمة لوقف الحرب واستعادة مسار الانتقال الديمقراطي.
وأضاف: “كذلك ندعم تاكيد البرهان للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بأن الجيش منفتح على أي هدنة طويلة لوقف النار”، مبديًا تطلعه إلى استئناف منبر جدة في اقرب وقت من أجل تحقيق ذلك الهدف.
وتحشد الحرية والتغيير من أجل تنظيم عملية سياسية يُشارك فيها الجميع عدا النظام السابق وواجهاته، تبحث قضايا ما بعد الحرب والترتيبات الدستورية لحكم الانتقال؛ وذلك بالتزامن مع المفاوضات التي تُجرى في جدة.
وتتوسط السعودية وأميركا بين الجيش وقوات الدعم السريع في محادثات تُعقد في جدة، حيث نجحت في أوقات سابقة في توصل طرفي النزاع إلى وقف إطلاق النار قصير الأمد، بينما تسعى لتوقيع الطرفين اتفاق وقف عدائيات.
فترة انتقال جديدة
وقال المتحدث باسم حركة العدل والمساواة حسن إبراهيم، إن زيارة الجنرال عبد الفتاح البرهان الى مصر كأول محطة له بعد مغادرته الخرطوم، تأتي تأكيدًا على الدور المصري المحوري في الازمة السودانية وتتأثر كل منهما بما يجري في البلد الاخر.
وأفاد حسن ابراهيم “سودان تربيون”، بأن موقف مصري مهم فيما يتعلق بضرورة وقف هذه الحرب.
وأضاف: “لكن الأهم في خطاب البرهان، تأكيده على موقف القوات المسلحة والعزيمة والإصرار على انهاء هذه الحرب وإقامة فترة انتقالية يشارك فيه كل السودانيين والسودانيات بعيدا عن استئثار اي جهة كانت احتكار العملية”
وتابع: “التأكيد على خروج القوات المسلحة من العملية السياسية وعدم وجود أي نية للجيش في السلطة والحكم، فضلا عن دحض كل ما يقال حول ارتباط الجيش بالنظام البائد، هذه مواقف جديرة بالدعم والمساندة وصولا لدولة يسودها الاستقرار والسلام”.
وعاد البرهان إلى مدينة بورتسودان شرقي السودان التي غدت مركزًا للحكم بعد الحرب، من مصر التي سجل إليها زيارة رسمية بصفته رئيس مجلس السيادة استغرفت ساعات عقد فيها مباحثات مشتركة مع الرئيس عبد الفتاح السيسي.
وتعد هذه الزيارة أول محطة خارجية للبرهان، الذي كانت قوات الدعم السريع تحاصر مقر قيادة الجيش المتواجد فيه، قبل أن يفلح في الخروج من هذا الحصار نهاية الأسبوع السابق.
بدوره، قال الأمين العام للحزب الوطني الاتحادي الموحد محمد الهادي محمود، إنهم كانوا يتوقعون “أن يشمل لقاء البرهان والسيسي إيقاف الحرب وبدء عملية إنسانية كبيرة لاغاثة الشعب السوداني ليس في الداخل فحسب بل اللاجئين في وتشاد وجنوب السودان ومصر.
وأضاف: “هؤلاء يعانون معاناة إنسانية كبيرة هم في حوجة للعلاج وترتيب أوضاعهم لأبناءهم في التعليم، كما أن معاناة الشعب السوداني بالداخل تتعاظم في ظل توقف أعمال الصناعة والتجارة”.
وشدد على ضرورة بدء عملية إنسانية نستدعي فيها كل المانحين من الأشقاء العرب والدول الصديقة والأمم المتحدة، حيث أن الشعب السوداني أصبح في وضع كارثي .
وأشار محمود إلى أن المرحلة التي تلي إيقاف القتل، هي الذهاب إلى عملية سياسية شاملة تناقش قضايا ما بعد الحرب وترتيب أوضاع البلاد وتشكيل حكومة كفاءات مستقلين.
وتسببت الحرب المندلعة بين الجيش والدعم السريع في 15 أبريل هذا العام، في تشريد 4.5 مليون سوداني من منازلهم، كثير منهم يعيشون في ظل أوضاع إنسانية قاسية.