الجيش يتصدى لقوات إثيوبية بعد أشهر من الاتفاق على حل ودي لقضايا الحدود
الفشقة 18 يناير 2023 ــ تصدى الجيش وقوات الاحتياط لهجوم من قوات إثيوبية ومليشيات مسلحة توغلت داخل الأراضي السودانية، حيث نجح في استرداد 100 أصل 400 رأس من الأبقار نهبها المهاجمون.
ويأتي التطور الجديد بعد اتفاق رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في 5 يوليو 2022، على حل الخلافات بنحو ودي بما في ذلك التنازع على الحدود.
وعزز الاتفاق بتفاهمات بين البرهان وآبي أحمد في أكتوبر 2022، عندما وقع مخابرات واستخبارات البلدين اتفاقيات تعاون، مهدت لتحسين علاقات البلدين التي تُوجت بزيارة رئيس وزراء إثيوبيا إلى الخرطوم في 26 يناير الماضي.
وقالت مصادر عسكرية، لـ “سودان تربيون”، إن “الجيش وقوات الاحتياط بمتقدم القضارف، تصديا يوم الخميس لقوات إثيوبية ومليشيات مسلحة توغلت داخل الأراضي السودانية”.
وأشارت إلى أن هذه القوات والمليشيات هاجمت الرعُاة السودانيين من قبيلة أم برور في “كمبو أم راكوبة” غرب مدينة تايا بمحلية باسندة الحدودية، ناهبة 400 رأس من الأبقار.
وتحرك الجيش وقوات الاحتياط من معسكر شاي بيت، وفقًا للمصادر العسكرية، قاطعة الطريق أمام القوات الإثيوبية، وقاما بملاحقتها مع تبادل إطلاق النيران دون سقوط ضحايا ، واستردت 100 رأس من الأبقار.
وقالت إن المليشيات فرت بـ 300 رأس الأخرى إلى مناطق بنداقي وخور قنا داخل الأراضي الإثيوبية.
وعلى الرغم من توقف العمليات العسكرية على الحدود منذ يوليو 2022، إلا أن نشاط المليشيات الإثيوبية التي يُعتقد أنها مدعومة من الحكومة في نهب الماشية واختطاف الأشخاص داخل السودانية استمر.
وحذر عدد من الرعُاة وأصحاب الماشية في الشريط الحدودي المحاذي لإقليم الأمهرا الإثيوبي، من تحركات المليشيات والقوات الإثيوبية هذه الأيام، حيث تستهدف حركة الرعاة والمواطنين بغرض النهب والسرقة وطلب الفدية.
وقالوا إن المليشيات الإثيوبية اقتادت فتاة سودانية، الخميس، أثناء ممارسة عملية الاحتطاب وجلب المياه من النهر؛ مطالبين بثلاث مليار جنيه فدية نظير إطلاق سراحها.
وأعاد الجيش السوداني مُنذ نوفمبر 2020، انتشاره في الحدود المحاذية لإثيوبيا، شرقي البلاد، واسترد مساحات زراعية خصبة كان يحتلها إثيوبيين طوال 26 عامًا بدعم وحماية من مليشيات وجيش بلادهم.
وتسبب إعادة الانتشار الذي استعيدت بموجبه 95% من الأراضي السودانية في توتر العلاقات بين الخرطوم وأديس أبابا، وتصل ذروة التوتر عادة مع بداية فصل الخريف، حيث تحاول مليشيات مدعومة من إثيوبيا عرقلة فلاحة الأراضي الزراعية المستردة.