«أبوزيد» يعتذر للأميركيين عن مقتل غرانفيل ومحاميه يؤكد أن قرار الإفراج «نهائي»
الخرطوم 4 فبراير 2023 ـ تقدم عبدالرؤوف أبو زيد محمد حمزة، المُدان بقتل الدبلوماسي الأميركي جون غرانفيل وسائقه عبد الرحمن عباس مطلع 2008 ،باعتذار رسمي للأسرتين معلنا تخليه عن الفكر المتطرف واستعداده لمقابلة المسؤولين الأميركيين، فيما أكد محاميه أن قرار الإفراج نهائي.
وأطلقت السلطات في الثلاثين من يناير المُنصرم سراح عبدالرؤوف بعد نحو 15 من الحبس بناءً على أمر قضائي من المحكمة العليا وجاء إطلاق سراحه بعد تلقي أسرة الضحية تعويضاً من الحكومة الانتقالية في العام 2021.
وأثار القرار موجة استياء لدى الحكومة الأميركية كما أبدت والدة غرانفيل استغرابها من إخلاء سبيل ابو زيد قائلة إن تسلمها التعويض لم يصحبه إذن بالعفو.
وكشف المتحدث باسم الخارجية الأميركية ، نيد برايس، قبل يومين عن استدعاء السفير السوداني لدى واشنطن، وإبلاغه إدانتهم لإطلاق سراح السجين المحكوم عليه بالإعدام.وأعلن رفضهم لما يثار من مزاعم بشأن عفو عائلة غرانفيل، عن قاتل ابنهم.
وقال برايس: “ندعو الحكومة السودانية إلى ممارسة جميع الوسائل القانونية المتاحة لإلغاء هذا القرار وإعادة اعتقال أبو زيد”.
لكن محامي عبد الرؤوف عادل عبد الغني أكد أن قرار الإفراج الصادر من المحكمة العليا “نهائي” وصدر من أعلى سلطة قضائية بالبلاد – المحكمة العليا- بأغلبية ثلاثة قضاة مقابل اثنين بالاستناد إلى تفسير حر للاتفاق بين الحكومة السودانية والأميركية بشأن سداد مليوني وخمسمائة ألف دولار لأسرة غرانفيل.
وقال عبد الغني لصحيفة “التيار” إن المحكمة اعتبرت قبول الأسرة بالتعويض تنازلا عن القصاص ولهذا أسقطت حكم الإعدام واكتفت بالفترة التي مكثها في السجن عن الحق العام.
وفي مارس 2021 أعلنت الولايات المتحدة تلقيها 335 مليون دولار من السودان لتعويض ضحايا تفجيرات سفارتي الولايات المتحدة في كينيا وتنزانيا 1998، والمدمرة كول في عام 2000، وكذلك مقتل موظف الوكالة الأميركية للتنمية الدولية جون غرانفيل في عام 2008.
وقال عبدالرؤوف في مقابلة مع قناة “الحدث” الجمعة ” أعتذر للشعب الأميركي ولأسرة غرانفيل ولوالدته وللشعب السوداني ولعائلة عبد الرحمن عباس، بسبب هذا الحادث المؤسف، وأنا حزين ونادم ، وقضائياً لم ادن بالقتل المباشر وأتأسف لما جرى”.
وشدد على أنه بات اليوم مختلفاً، حيث تغيّرت أفكاره ومفاهيمه للحياة والدين والمعتقدات، وفق قوله، ولفت إلى أنه انتظر تنفيذ حكم الإعدام 15 عاماً، واعتذاره جاء بعيداً عن خوفه من الحكم، بل عن قناعة راسخة.
وأوضح بأن حادثة مقتل الدبلوماسي الأميركي تزامنت مع ما كان يحدث في العراق وأفغانستان واتهام الاميركان والغربيين بقتل المسلمين في ذلك الوقت وتابع “استغلوا صغر سني ولكن الآن قطعت علاقتي مع أي جماعات متطرفة”.
وأشار بأن الاتفاق بينهم والمجموعات التي نفذت الجريمة هو استهداف تجمعات الغربيين في ليلة رأس السنة خلال العام 2008.
وأضاف ” خرجنا من المنزل في الثورة الحارة 21 ليلة الحادثة وكنا نتفقد أماكن التجمعات، وجدنا بريطاني وزوجته وأطفاله ولكن بعد نقاش وهو كيف نقتل الأطفال تركناهم، ومع ساعات الفجر الأولى كنت نائم واستيقظت على أصوات الرصاص، أنا لم أشارك أبداً في قتل أي شخص وهو أمر مثبت فقط كنت موجود في مسرح الجريمة”.
واستبعد أبو زيد عودته مُجدداً للفكر المتطرف، قائلاً بأنه لا يشكل تهديد لأي شخص، وأعلن استعداده لمقابلة السفير الأميركي في السودان أو أي مسؤول أميركي.
وقال بأن حفرهم النفق للهروب من سجن كوبر أستغرق نحو 6 أشهر نافياً تلقيهم أي مُساعدة من الأجهزة الأمنية التي كانت تتولى مسؤولية تأمين السجن مُشيراً إلى أنهم استخدموا أدوات للحفر كانت موجودة داخل الحبس.
وسبق لعبد الرؤوف ورفاقه الهرب من سجن كوبر عبر نفق تحت الأرض خلال يونيو 2010 ، قبل أن تنجح السلطات في إلقاء القبض عليه، بينما نجح العقل المدبر للعملية، قصي الجيلي، من الفرار إلى ليبيا، حيث قتل هناك بعد انضمامه إلى تنظيم داعش.
وكشف أبو زيد انفصاله عن زوجته في العام 2014 لتمسكها بالفكر المُتشدد واتهامه بالانحراف عن الطريق ونفى تصريحه لأي وسيلة إعلامية حاثاً الأجهزة الأمنية التحقيق فيما نسب إليه من تصريحات.
وقضت محكمة سودانية، في منتصف العام 2009، بإعدام عبد الرؤوف وثلاث من رفاقه، لإدانتهم بالضلوع في قتل موظف المعونة الأميركية جون غرانفيل وسائقه السوداني عبد الرحمن في ليلة رأس سنة 2008.