برمة ناصر : معالجة الأزمة السياسية في السودان رهين بإنهاء الانقلاب العسكري
الخرطوم 18 أبريل 2022- قال رئيس حزب الأمة القومي الإثنين أن المخرج من الأزمة السياسية المتطاولة في البلاد رهين بإنهاء الانقلاب العسكري الذي نفذه الجيش وشدد على ضرورة إبعاد القوات المسلحة من العمل السياسي.
وأنقلب الجيش السوداني أواخر أكتوبر 2021 على الحكومة المدنية التي تشكلت بموجب أتفاق سياسي مع قوى مدنية قادت الثورة التي أطاحت بنظام الرئيس المخلوع عمر البشير في أبريل 2019 .
وتأسف رئيس حزب الأمة القومي فضل الله برمة ناصر لدى حديثه في إفطار رمضاني أقامه الحزب على انقلاب القوات المسلحة على الحكومة المدنية وأضاف قائلا” بكل أسف حدث ما توقعناه وحذرنا منه فانقلب الطرف الشريك الذي يحمل السلاح على خيار الشعب ومرة أخرى وجد شعبنا نفسة في الشارع يذود عن ثورته ويسعى إلى استردادها ويضحي من أجل حقوقه المغتصبة”.
وتثير مواقف رئيس حزب الأمة القومي فضل الله برمة ناصر وهو ضابط جيش سابق جدلاً وخلافات واسعة داخل الحزب ويعد ناصر أحد مهندسي الاتفاق الذي وقعه القائد العام للجيش السوداني عبدالفتاح البرهان مع رئيس الوزراء المستقيل عبدالله حمدوك وفضه الشارع السوداني.
وأوضح برمة ان البلاد تعطلت وعادت مرة أخرى للعزلة الدولية وتحولت حياة الشعب لجحيم بسبب الإجراءات التي اتخذها قائد الجيش عبدالفتاح البرهان.
ومضى قائلا ” لقد أدرك الانقلابيون وداعموهم ومؤيدوهم انه لا مخرج من الأزمة إلا بإنهاء الانقلاب والرجوع إلي الشرعية الدستورية التي توافق عليها أهل السودان”.
واقترح جلوس الجميع في مائدة مستديرة يتم التوافق فيها على أساس دستوري يلتزم به الكل على ان تدار البلاد وفقا لنصوصه إلي نهاية الفترة الانتقالية والتي يجب ان تنتهي في او قبل يوليو 2023.
وطالب الالتزام بتكوين حكومة كفاءات وطنية وتعيين رئيس للوزراء على أن تلتزم المؤسسة العسكرية بمهامها التي حددها لها الدستور والنأي عن السياسة لتبقي حامية للوطن وحدوده وحارسة للنظام الدستوري.
وتابع ” عليها ان تتفرغ لمهامها سيما أنجاز الترتيبات الأمنية وحفظ الأمن وتوحيد المكونات العسكرية المتعددة في جيش واحد”.
ودعا لإطلاق سراح جميع المعتقلين ووقف القمع تجاه المتظاهرين وإنهاء حالة الطوارئ ضمن ترتيبات تهيئة المناخ وبناء الثقة.
وشدد على ضرورة تحقيق العدالة وعدم تعطيل لجان التحقيقات ضمن ترتيبات متفق عليها.
وأعلن ترحيبه بدعوة رئيس مجلس السيادة عبدالفتاح بشأن شروعه في اتخاذ إجراءات لتهيئة الأجواء للحوار السياسي مشيراً أن الدعوة الثلاثية من بعثة الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي ومنظمة الإيقاد تجد منهم الدعم من حيث المبدأ وحث على النظر تجاه التحفظات التي أبداها الحزب.
وكان رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان قال في إفطار رمضاني بمنزل عضو مجلس السيادة ياسر العطا بأن هناك إجراءات سيتخذها لتهيئة المناخ للحوار وأشار لعقده اجتماعاً مع النائب العام ورئيس القضاء لدراسة الوضع القانوني للمُحتجزين وتسريع الإجراءات الخاصة بهم تمهيداً لإطلاق سراحهم خلال أيام قلائل.
وأكد مسؤول حزب الأمة القومي بانه لا مخرج من الأزمة إلا بالتوافق الذي يتطلب تقديم التنازلات من كل الأطراف ووضع مصلحة الوطن فوق المصالح الحزبية.
وأضاف “الإنقسام السياسي الماثل الان لا يمكن معالجته بالخارج وإنما هو شأن داخلي لابد من إيجاد توافق سوداني سوداني”.