اللجنة العسكرية : الحركات المسلحة لم تلتزم بالانسحاب من المدن
الخرطوم 17 فبراير 2022- أقر نائب رئيس اللجنة العسكرية المشتركة لتنفيذ برتوكول الترتيبات الأمنية، في اتفاق “جوبا” لسلام السودان، سليمان صندل حقار، بأن الحركات المسلحة لم تلتزم بإخراج قواتها من المدن وفقا لقرار المجلس الأعلى للترتيبات الأمنية خلال اجتماعه المنعقد مطلع الشهر الجاري بالفاشر.
وكانت مصادر مطلعة كشفت الأربعاء لـ “سودان تربيون”عن بوادر أزمة بين الجيش السوداني، وبعض الحركات المسلحة الموقعة على اتفاق “جوبا” للسلام، لرفضها تنفيذ قرار إخراج قواتها من المدن بدارفور.
وأصدر المجلس الأعلى المشترك للترتيبات الأمنية، قراراً بإخراج كل قوات الحركات المسلحة، من المدن الرئيسية خلال أسبوع وذلك عقب اجتماعه بالفاشر برئاسة رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول عبد الفتاح البرهان مطلع الشهر الجاري.
وبرر صندل في مؤتمر صحفي عقدته اللجنة العسكرية المشتركة للترتيبات الأمنية الخميس،عدم التزام الحركات بالقرار لعدم توفر الدعم اللوجستي ومطالب أخرى لم يفصح عنها دفعت بها الحركات للجنة، وأكد أنه عقب الوفاء بالالتزامات تجاه الحركات ستسحب كل قواتها لمناطق ارتكازها لبدء عمليات الحصر ومن ثم الشروع في تنفيذ الترتيبات الأمنية.
وكان رئيس حركة العدل والمساواة السودانية، ووزير المالية جبريل إبراهيم نفي في مقابلة صحفية، وجود قوات تتبع لهم في المدن، وأكد أن القوات الموجودة مخصصة لحراسة قيادات الحركات المسلحة بواقع 64 فرد حسبما نصت عليه اتفاقية السلام.
وأشار صندل إلى أن قرار إخراج الجنود من المدن يساعد في حسم ما وصفهم بالجماعات المتفلته التي تسعى لتخريب السلام، وأكد حرصهم التام بالمحافظة على الأمن والاستقرار في كل مناطق السودان.
وقال إن المجتمع الدولي لم يوفي حتى الآن بالتزاماته المالية تجاه اتفاق السلام لافتاً إلى أن الحركات المسلحة لازالت تصرف على نفسها في ظل الظروف الاقتصادية التي يعاني منها السودان وتابع ” نتفهم الظروف الاقتصادية التي تمر بها البلاد والحركات المسلحة ماتزال تتولى تسيير أمورها بما تيسر لها”.
وشدد على ضرورة التفكير في تأسيس جيش جديد تدمج فيه كل القوات وبعقيدة قتالية جديدة يمثل كل سكان السودان بشكل عادل، لتلافي الآثار التي ترتبت على الحرب الطويلة، مبيناً أن بند إصلاح وتطوير المؤسسة العسكرية لم يبدأ حتى الآن.
ونفي صندل انخراط الحركات المسلحة، في عمليات تجنيد جديدة لتعزيز صفوفها، مشيرا إلى أنها مستمرة في إعادة تدريب جنودها السابقين بغرض تاهيليهم.
وأعترف بوقوعهم في أخطاء جسيمة فيما يتعلق بتحديد المواقيت الزمنية لتنفيذ برتوكول الترتيبات الأمنية، ودافع عن تواجد قوات الحركات المسلحة، في المدن خلال الفترة الماضية مشيراً أن تواجدهم في المدن أسهم في دمجهم في المجتمع بعد سنوات طويلة قضوها بمناطق الحرب.
وأكد أن لجنة وقف إطلاق النار الدائم لم تسجل أي خروقات للاتفاق منذ البدء في تنفيذه.
وكشف صندل عن تشكيل قوة ذات مهام خاصة تعمل على حفظ الأمن في إقليم دارفور، بواقع 1500 مقاتل تضم القوات المسلحة والأجهزة النظامية الأخرى وقوات الحركات المسلحة، مبيناً ان تلك القوة سبقت تشكيل القوة المشتركة لحفظ الأمن في دارفور والتي نص عليها الاتفاق والتي تضم 12 ألف مقاتل مناصفة بين الجيش السوداني والقوات النظامية الأخرى وقوات الحركات المسلحة، والتي قال بأنه سيتم تشكيلها قريبا.
وسبق أن أصدر والي شمال دارفور نمر عبد الرحمن قرارا منح بموجبه قوات الحركات المسلحة، 72 ساعة لإخراج قواتها من الفاشر ، عقب مقتل اثنين من قادة الحركات المسلحة أثناء محاولة لنهب مقر “يوناميد”.
وينتشر في المدن الرئيسية لإقليم دارفور، آلاف من جنود الحركات المسلحة، المدججين بالسلاح، ويشكو المواطنون في الإقليم المضطرب من تزايد الجرائد وحالات الاعتداء على المواطنين.