دبلوماسيون غربيون يحضرون ثاني جلسة لمحاكمة قسيسين وصحفي تشيكي بالخرطوم
الخرطوم 29 أغسطس 2016 ـ تواصلت في العاصمة السودانية الخرطوم، يوم الأثنين، محاكمة صحفي تشيكي وقسيسان سودانيان، يواجهون إتهامات بالتجسس على حكومة السودان وتقويض النظام، وذلك وسط حضور لافت لممثلي السفارات والمنظمات الغربية.
وعرض المتحري في القضية عبد الرحمن أحمد عبد الرحمن، مجموعة من الصور التي ضبطت بحوزة المتهم (التشيكي) لحظة توقيفه من قبل السلطات الأمنية السودانية، ويظهر المتهم من خلال الصور في عدد من الأماكن المتأثرة بالحرب في جنوب كردفان.
وأكد المتحري أن المتهم (التشيكي) سلم تلك الصور والفيديوهات الى منظمة أجنبية.
وأوقفت السلطات الأمنية الصحفي التشيكي بيتر جاسيك، بعد دخوله البلاد بأربعة أيام في أكتوبر الماضي وبحوزته حقيبتان إحداها تحوي حاسوبا محمولا وهاتفا حديثا وكاميرا، بينما حوت الأخرى مستندات شخصية.
وأمرته السلطات بالتخلي عن حقيبته والمغادرة من دونها لكنه رفض، ليتم اقتياده إلى مكاتب جهاز الأمن حيث تم العثور على الصور والفيديوهات.
وقال المتهم حين استجوابه حول محتوى الحقيبتين إنه تسلم بعضها من زميل له يدعي “غراد فيلبس” في العام 2012 بجنوب كردفان.
وبدأت جلسة المحاكمة، يوم الأثنين، وسط حضور لممثلي سفارات بريطانيا والولايات المتحدة الأميركية، إلى جانب سفارة التشيك في الخرطوم، فضلاً عن ممثلين لمنظمات أجنبية. وهذه هي الجلسة الثانية بعد أن بدأت المحاكمة الأحد الماضي وسط إجراءات أمنية مشددة.
ويواجه المتهمون تهما تتعلق بالتجسس وإثارة الحرب ضد الدولة وإثارة الكراهية ضد الطوائف، والتي تصل عقوبة بعضها إلى الإعدام.
وقال المتحري في الجلسة إن الصور وجدت داخل قرص خارجي سعة (250 قيقا بايت) يخص المتهم الأول (بيتر جاسيك)، مؤكداً العثور على صور أخرى وأفلام وثائقية تحتوي على مجموعة من الأشخاص الأجانب وبعض السودانيين.
وأوضح المتحري وجود فريق يتبع لمنظمة (بي بي إف) الأجنبية، يظهر بينهم المتهم الأول (بيتر) في أحد الصور وهم يطلعون على خريطة لمنطقة جبال النوبة، ويخططون لدخول أماكن أخرى بالجبال حيث يدعون أنها خربت من قبل الجيش السوداني، كما ينون إجراء مقابلات مع مدنيين عذبوا من قبل السلطات السودانية.
وعرض المتهم صوراً يظهر فيها المتهم مع المنظمة الأجنبية والجيش الشعبي، الذراع العسكري للحركة الشعبية ـ شمال، الذي يقاتل الحكومة في منطقتي جنوب كردفان والنيل الأزرق، كما عرض صورة لمبنى يظهر علية آثار دمار زعم أنه تم قصفة بواسطة الطيران الحكومي، بجانب صور أخرى لزعيم النوبة (موتا بوش).
وذكر قاضي محكمة الخرطوم وسط، أسامة أحمد عبد الله، أن الصور أكدت وجود المتهم الأول مع فريق منظمة (بي بي إف) بمنطقة جبال النوبة في العام 2012.
وأشار المتحري الى أن هناك ملفا آخر يحتوي على صور أقر المتهم بأنها صور التقطها صديقة (قراد فيلبس) ويظهر في احدها بجانب نائب رئيس الحركة الشعبية ـ شمال، عبد العزيز الحلو.
كما عرض المتحري عبر شاشة (بروجيكتر) صورة تظهر عيادة طبية مصحوبة بتعليق يوضح تعرضها الى القصف بالقنابل، وتعرض أكثر من 10 مدنيين للإصابة، إلى جانب صورة للمتهم بجوار مبنى تظهر عليه آثار وبقايا قذف بدانات بواسطة طيران الحكومة.
وكانت الحركة الشعبية ـ شمال، قد أعلنت السبت الماضي تشكيل لجنة من 23 شخصاً لمناهضة محاكمة القسيسان والصحفي التشيكي، وقررت تصعيد القضية محليا وإقليمياً ودولياً وفق خطة محددة.