مناوي لـ (سودان تربيون): ضغوط داخل (نداء السودان) عجلت بتوقيع خارطة الطريق
أديس أبابا 13 أغسطس 2016 – نفى رئيس حركة تحرير السودان مني أركو مناوي، وجود ضغوط أميركية على قوى (نداء السودان) دفعتها لتوقيع (خارطة الطريق) المعدة من الوساطة الأفريقية لإقرار السلام في السودان؛ لكنه تحدث عن ضغوط داخل قوى التحالف في ما بينها دفعت باتجاه الإمضاء على الخارطة.
وجرت مراسم التوقيع في السابع من أغسطس الحالي بالعاصمة الأثيوبية، بحضور رئيس آلية الوساطة ثابو امبيكي وممثلين لـ (إيقاد) والاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي والمبعوث الأميركي وممثلين للمجتمع المدني.
ووقع على الوثيقة رئيس حزب الأمة القومي الصادق المهدي، ومالك عقار عن الحركة الشعبية ـ شمال، وجبريل إبراهيم عن حركة العدل والمساواة، ومني أركو مناوي عن حركة تحرير السودان، بينما وقع كل من غازي صلاح الدين وفرح عقار عن تحالف قوى المستقبل الذي شارك بصفة مراقب.
وقال مناوي في مقابلة خاصة مع (سودان تربيون) من مقر المفاوضات بأديس أبابا السبت، ” إن الحديث عن ضغوط أميركية غير صحيح، والمجتمع الدولي لم يضغط علينا للتوقيع”.
وأضاف “لكن قوى نداء السودان نفسها لها مواقف واعتبارات مختلفة في توقيعها من عدمه وفي تعديل البنود وإلحاق القضايا التي أسقطت في مارس الماضي”.
وأفاد أن ذات المواقف حدث فيها ضغط من مدرستين بأروقة التحاف ترى الأولى منها تعزيز الصمود للتمسك بما أعلن من قبل، بينما تقول الثانية بإمكانية إفادة هذه المضاغطات حال خضوع المؤتمر الوطني لها بذات القدر.
واعتبر مناوي أن الوثيقة محل الجدل نفسها “غير ضرورية وغير مهمة” وإنها تعتبر فقط جدول لبداية التفاوض وإطلاق الحلول، وتابع “نحن في نداء السودان موقفنا واحد بل هو تحالف التحالفات وليس تحالف تنظيمات وحتما سيكون هناك تجاذب وتباين”.
وفي سياق الوضع الميداني بدارفور، سخر مناوي من إعلان الحكومة الإقليم خالية من التمرد، وقال إنها تتحدث بذات اللغة منذ “27” عاماً.
ومضى يقول “اليوم طائرات الانتنوف تقصف جبل مرة فإذا كانت فعلا خالية من التمرد لماذا تفعل ذلك.. الإجابة أنها تقصف المدنيين.. وهذا يعني أن المحكمة الجنائية الدولية حديثها صحيح وأن الرئيس البشير يجب أن يذهب للمحكمة فورا”.
وأقر رئيس حركة تحرير السودان، بتراجع قوات الحركات في دارفور، لكنه شدد على أنها موجودة على الأرض.
وأضاف “صحيح أخلينا عدد من المناطق وسيطرنا على مناطق جديدة وهذا شأن التمرد ونحن لن نتشرف بأن نسيطر على المناطق ولن نجعل سيطرة حكومة السودان على بعض المواقع شرفا لها”.
وبدا مناوي متشائما حيال نتيجة المفاوضات المنعقدة حاليا مع الحكومة السودانية لوقف العدائيات والملف الإنساني.
وقال إن الوضع لم يبرح ذات المحطات السابقة. وزاد “الحكومة السودانية متخندقة بعدم تنازلها عن أي موقف وبالتالي لم أجد حتى هذه اللحظة ما يفرح البال بأن هناك اختراقا في التفاوض.. تعنت الحكومة يطال كل النقاط في ملف وقف العدائيات والقضايا الإنسانية”.
وانتقد رئيس حركة تحرير السودان تصريحات رئيس وفد الحكومة السودانية لتفاوض في مسار دارفور، أمين حسن عمر، بعد تأكيده التوصل إلى اتفاق في الجولة.
وقال مناوي “أمين يرى قضية دارفور بمنظور الاستثمار وليكن ما قاله وليس شأننا لكن الأمر الأساس هل في هذه الغرف أي تقدم ؟”.
تقد: الجولة تراوح مكانها
من جهته، أكد كبير مفاوضي حركة العدل والمساواة أحمد تقد لسان، أن المفاوضات مع الحكومة لا زالت تراوح مكانها من دون أن تحدث أي اختراق.
وأفاد في بيان اطلعت عليه (سودان تربيون) السبت، أن كافة القضايا الخلافية الخاصة بوقف العدائيات وتعزيز الوضع الانساني لم تشهد تقدما على مدى يومين.
ونوه إلى أن كل طرف تمسك بموقفه القديم حول كافة القضايا الجوهرية المطروحة للنقاش وان الوفد الحكومي ظل يكرر ذات الحجج القديمة التي قال إنها تعبر عن “سوء النية والهروب إلى الأمام في محاولة ساذجة لكسب الوقت والحصول على مكاسب في المواقف التفاوضية والسياسية بدون تقديم ثمن”.
وأشار لسان الى أنه وخلافا لما ظلت تبثه وسائل الإعلام الحكومي من جود تقدم، فإن الموقف الراهن في المنبر كاد يصل الى نهاياته بدون التوصل الى نتائج ملموسة.
وأضاف “كل الدلائل والمؤشرات تؤكد أن هذه الجولة وصلت الي نهاياتها بلا ان تحقق أي نتائج وأن التفاوض المباشر كشف حجم التباين والمسافة المتباعدة بين أطراف النزاع ونوايا النظام وطريقة تفكيره تجاه قضايا السلام والتحول الديمقراطي عبر الحوار الجاد”.
وقال ان السلام الحقيقي لا يتحقق “إلا إذا اتخذ النظام قرارا استراتيجيا يقدم فيه مصلحة الوطن والمواطن على المصالح الحزبية والشخصية الضيقة وبعيدا عن المراوغة”.