(الثورية) تشرع في وضع خارطة طريق لسلام السودان وسط مباركة دولية
باريس 9 سبتمبر 2015- بدأت فصائل الجبهة الثورية إجتماعات مكثفة في العاصمة الفرنسية، وسط حضور لافت لمبعوثي بريطانيا وأميركا، لمناقشة تطورات الأوضاع في السودان، ووضع خارطة طريق للسلام والحل الشامل ، كما أبدت تمسكها بوحدة قوى “نداء السودان” وقالت أنها لن تتخلى عن تحالفها مع رئيس حزب الامة الصادق المهدي.
وقال مسؤول العلاقات الخارجية في الجبهة الثورية الامين العام للحركة الشعبية – شمال – ياسر عرمان لـ”سودان تربيون” في باريس، الأربعاء، أن فصائل “الثورية” بدأت إجتماعها الثاني، مع المبعوثين الخاصين بالسودان على رأسهم المبعوث الأميركي للسودان وجنوب السودان، دونالد بوث ، ونظيره البريطاني، بجانب رئيس قسم الشؤون الأفريقية في وزارة الخارجية الفرنسية، جون كريستوف بليار، علاوة على ممثل لدولة النرويج ومبعوث الإتحاد الأوربي الكساندر أنوس.
وكشف عرمان عن موافقة الدول الكبرى على دعم قرارالاتحاد الافريقي، الصادر مؤخرا بشأن الحوار في السودان، وأكد أن القرار سيحاط به مجلس الأمن وسيلقى سندا، هناك، خاصة وأن مع وجود إتفاق دولي بان مايجمع عليه اقليميا يجمع عليه دوليا.
وتابع ” نوجه نداء خاص لروسيا والصين بدعم القرار، لأنه يؤسس لدولة تتمتع بالسلام والاستقرار والديموقراطية .. مما يؤدى الى اقامة شراكة مع المجتمع الدولي بما فيه روسيا والصين ..والحروب تقف ضد التنمية”.
وأوضح أن فصائل الجبهة الثورية طلبت من المجتمع الدولي دعم القرار 539 ، الصادر من مجلس السلم والأمن الأفريقي، والذي يدعو الحكومة السودانية للموافقة على حوار تحضيري يجمعها بقوى المعارضة .، كما حث على أعادة السودان للبند الرابع بسبب انتهاكاتن حقوق الانسان
وأضاف عرمان “أثرنا قضايا السودان كله واستعداد الجبهة الثورية لسلام وحوار متكافئ بعيدا عن سيطرة المؤتمر الوطني”.
وكشف عن أن الإجتماع الحالي سيخرج بخارطة طريق تعالج قضايا السلام والحوار القومي والدستوري في السودان.
وأفاد بأن الجلسة التي عقدت خاطبها كل من زعيم حزب الأمة الصادق المهدي، ورئيس تحالف قوى الإجماع الوطني فاروق أبوعيسى ورئيس كونفدرالية منظمات المجتمع المدني أمين مكي .
وأعلن عرمان أن رئيس حركة “الإصلاح” الآن غازي صلاح الدين، خاطب أيضا الإجتماع معتبرا في الخطوة تطورا جديدا وتقدما كبيرا في علاقات الجبهة الثورية والحركة الاصلاحية.
وأشار الى ترتيباات تجرى لعقد إجتماع لقوى نداء السودان ، لكنه لم يحدد له وقتا بعينه مؤكدا تمسك الجبهة الثورية وإيمانها بوحدة المعارضة ، والإستعداد لسلام شامل بعيدا عن أي حلول جزئية.
وأضاف ” نحن وعدنا المجتمع السوداني أولا، والمجتمع والدولي بطرح خريطة طريق شاملة لانهاء الحرب.. الكرة في ملعب الخرطوم هي التي اشعلت هذه الحروب وهي التي رفضت باستمرار ان تعمل على انهائها بإحداث نقلة تؤدي الى دولة المواطنة ”
وكان عرمان إعتبر في تصريحات سابقة ماتناقلته وسائل اعلام حكومية في السودان عن استعداد النظام لقبول اجتماع تحضيري مع الجبهه الثورية او الحركات المسلحه يرمي الى شق الصف المعارض , لاسيما قوى نداء السودان .
وعده ليس سوى انحناء للعاصفة الاقليمية والدولية التي تولدت من رفض النظام لاي حوار قومي على أسس صحيحة .
وقال أن اللقاء النادر بين قوى نداء السودان وأعضاء مجلس السلم والامن الأفريقي بجانب القرار الصادر بالرقم 539 مثلا صفعة قوية للحكومة السودانية.
وراى عرمان في تلك التصريحات محاولة لاحداث وقيعة بين حزب الامه الامام الصادق المهدي والجبهه الثورية.
وكانت آلية الحوار الوطني، في السودان، أعلنت عدم ممانعتها في عقد لقاء تحضيري بالخارج مع الحركات المسلحة، شريطة أن لايبحث أي أجندة وينحصر فقط على بحث ترتيبات تأمين مشاركة قادة الحركات في حوار بالداخل وتوفير الضمانات اللازمة,
وأضاف عرمان ” نريد أن نقول لن نتخلى عن العمل المشترك مع قوى نداء السودان , وأي لقاء تحضيري يجب أن يكون كامل وشامل ولن نتخلى عن علاقتنا مع الامام الصادق وحزب الامه , ومثلما يراهن الامام وحزب الامه علينا , فنحن نراهن عليهم من أجل حل شامل وكامل لجميع السودانيين “.
مقترح أميركي لوقف العدائيات
وعقد المبعوث الأميركي،دونالد بوث، اجتماعا مع الحركات الدارفورية لمناقشة مطالبها بفتح التفاوض حول وثيقة الدوحة ، لكنه رفض الإدلاء باي تصريحات صحفية.
ونقلت مصادر شاركت في الإجتماع أن بوث إقترح على الحركات إعلان التزامها بوقف إطلاق النار أسوة بما فعلته الحكومة السودانية التي أعلنت على لسان الرئيس عمر البشير الاستعداد لوقف العمليات العسكرية في مناطق النزاع خلال شهرين.
وعلمت “سودان تربيون” أن بوث يرتب أيضا لعقد إجتماع منفصل مع الحركة الشعبية لمناقشة ملف المباحثات مع الخرطوم حول وثيقة إعلان المبادئ ووقف إطلاق النار والمساعدات الإنسانية للمدنيين في المناطق الخاضعة لسيطرة الحركة.
من جهتها وزعت حركة تحرير السودان بزعامة عبد الواحد نور بيانا جددت فبها مطالبتها بحماية المدنيين وإعادة ألامن في دارفور ونزع سلاح الجنجويد وشددت على رفضها للتفاوض دون قيام الخرطوم بتطبيق هذه الإجراءات.