السودان يعلن تعليق إيران تنفيذ مشروعات تنموية كبرى ويؤكد فسخ التعاقدات
الخرطوم 25 يوليو 2015- كشف مسؤول سوداني رفيع المستوى، السبت، عن وقف ايران تنفيذ مشروعات تنموية حيوية في السودان، بعد تعهدها في وقت سابق بالعمل على تشييدها وابرام عقودات تصب في ذات الإتجاه، وأعلن ان الخرطوم أنهت فعليا تعاقداتها مع الايرانيين وشرعت في البحث عن بدائل.
وقال وزير البنى التحتية بحكومة الخرطوم أحمد قاسم، في تصريحات له، إن طهران أوقفت تنفيذ مشروعات تنموية كبرى في السودان، بينها الجسر الرابط بين الخرطوم بحري وجزيرة توتي بجانب مشروع محطة مياه (أبو سعد) بمحلية أم درمان.
وأوضح الوزير أن الرئيس الإيراني أحمدي نجاد الذي زار السودان في العام 2012م، وعد بقرض مالي لإنشاء جسر يربط جزيرة توتي بالخرطوم بحري، بجانب انشاء مشروع مياه أبوسعد، لافتا الى ان نجاد زار تلك المشروعات ووقف عليها بنفسه.
وأضاف ” إحدى الشركات الإيرانية بدأت العمل في مشروع الجسر ، لكنهت توقفت فجأة لعدم ضخ طهران الأموال “.
وقال إن الحكومة السودانية ممثلة في ولاية الخرطوم، أنهت العقد مع المقاول الإيراني، وبدأت البحث عن تمويل من طرف آخر.
ولم يحدد الوزير الفترة الزمنية التي أوقف فيها الحكومة الايرانية تمويل تلك المشروعات.
وتوترت العلاقات بين الخرطوم وطهران على نحو مفاجئ مطلع سبتمبر الماضي، حين أعلنت الحكومة السودانية إغلاق المراكز الثقافية الايرانية في السودان وأمرت الملحق الثقافي بمغادرة البلاد خلال 72 ساعة.
واتخذت الحكومة السودانية تلك الخطوة في أعقاب تحذيرات اطلقتها دوائر دينية واعلامية حيال انتشار الفكر الشيعي وسط الشباب السوداني بعد تكثيف الملحقية الثقافية الايرانية انشطتها في الخرطوم.
وخدم قرار الخرطوم بالابتعاد عن محور ايران سياستها الخارجية في التعامل مع دول الخليج حيث تمكنت بعدها من تطبيع العلاقات بشكل لافت مع كل من السعودية والأمارات.
وطبقا لمصادر دبلوماسية رفيعة تحدثت لـ”سودان تربيون” في الخرطوم، خلال ابريل الماضي، فإن وزارة الخارجية التي كان على رأسها الوزير السابق على كرتي، كانت على قناعة بأن التقارب مع ايران يضر كليا بمصالح السودان مع دول الخليج، وأشارت الى أن نافذي الوزارة لم يملوا وعلى مدى سنوات من تنبيه قيادة الدولة الى الخطر الذي يمكن أن يجلبه ذاك التقارب على المدى الطويل.