احتجاج طالبات من دارفور بالخرطوم على حريق طال السكن الجامعي
الخرطوم 4 مايو 2015 ـ تظاهرت طالبات أغلبهن من دارفور، بمدينة الخرطوم بحري، الإثنين، احتجاجا على ما اعتبرنه حريقا متعمدا طال سكنهن الجامعي، ضمن حملة تستهدف طلاب الإقليم بعد مقتل طالب جامعة شرق النيل المنتمي للمؤتمر الوطني الحاكم.
ولقي الطالب محمد عوض الأمين العام السابق لاتحاد طلاب جامعة شرق النيل ببحري مصرعه، الأربعاء الماضي، إثر أحداث عنف بين طلاب موالون للحزب الحاكم، وآخرون يناصرون حركات دارفور، وحذرت قوى سياسية وناشطون من التمادي في العنف الطلابي داخل الجامعات، بعد حملات تعبئة داخل أروقتها بسبب الحادث.
واندلع حريق، صباح الإثنين، في داخلية طالبات تابعة لجامعة بحري، أغلب قاطنيها من طالبات دارفور، اللائي أشرن إلى أن الحريق تم بفعل فاعل، وليس كما قال منسوبي الشرطة إنه بسبب التماس كهربائي في حين أن الكهرباء في الداخلية تعمل بصورة عادية حتى لحظة رفع التقرير.
وطالت النيران ممتلكات الطالبات بما فيها حواسيب محمولة ومشاريع تخرج فيها خلاصة جهد الطالبات.
وشهدت الطرق المحيطة بالداخلية المنكوبة وشارع “المعونة” الرئيسي مظاهرة لطالبات السكن التابع لجامعة بحري وسط هتافات مناوئة للحكومة، استمرت لنصف ساعة، قبل أن تتدخل الشرطة وتفض الطالبات المحتجات وتلاحقهن داخل الطرقات الفرعية.
وأخلت السلطات في السادس من أكتوبر الماضي بشكل قسري “داخلية البركس” بالخرطوم، بعد رفض نحو 70 طالبة من دارفور مغادرة الداخلية العريقة، وأعتقل الأمن على إثر ذلك نحو 18 طالبة.
واتهمت الحركة الشعبية ـ شمال، والحزب الاتحادي الديمقراطي الموحد، الأحد، طلاب المؤتمر الوطني باطلاق حملة تستهدف الاعتداء على طلاب دارفور في الجامعات، بعد مقتل طالب جامعة شرق النيل.
وحسب طالب مسؤول في تجمع روابط طلاب دارفور فإن يوم الخميس الماضي شهد هجوما ممنهجا على طلاب دارفور بجامعات الخرطوم، أصيب على إثره 10 من طلاب الإقليم في جامعة النيلين و25 آخرين من جامعة بحري ومثلهم من جامعة شرق النيل و45 طالبا من جامعة الزعيم الأزهري إلى جانب اعتقال 88 طالبا.
وتداولت مواقع التواصل الاجتماعي على نحو واسع بيانا لأمانة طلاب التعليم العالي بمحلية الخرطوم بحري، أعلن ايقاف أي نشاط لأي تنظيم لمدة أسبوع داخل جميع الجامعات الواقعة داخل المحلية، وأقر البيان طرد جميع طلاب الحركات من داخليات المحلية.
وأدانت هيئة محامي دارفور حملات الإعتقالات والملاحقات ضد طلاب وطالبات دارفور نتيجة لحادث مقتل الطالب محمد عوض.
وطالبت الهيئة الجهات الرسمية مباشرة التحقيق بصورة عادلة ونزيهة، وتعهدت بتقديم العون القانوني لكافة الطلاب المعتقلين بسبب الأحداث.
وتشير “سودان تربيون” الى أن الأعوام الأخيرة شهدت مصرع عدد من الطلاب بسبب الخلافات السياسية، ففي يناير 2015 قتل الطالب الطيب صالح بجامعة شرق النيل، بعد اختطافه لفترة من الوقت حيث عثر عليه بعدها مقتولا.
وفي العام 2014 قتل الطالب بكلية الاقتصاد في جامعة نيالا محمد سليمان، بعد اختطافه وتم العثور على جثته ملقاة على أطراف المدينة.
وفي مارس 2013 جرى اغتيال الطالب علي أبكر موسى بجامعة الخرطوم، وتفجرت اثر الحادث احتجاجات عنيفة أدت لتعليق الدراسة لفترة من الوقت بالجامعة.
وقبلها في ديسمبر 2012 قتل أربعة من طلاب دارفور بجامعة الجزيرة هم: محمد يونس نيل حامد، عادل محمد أحمد حمادي، الصادق عبد الله يعقوب، والنعمان أحمد القرشي.
وفي 2012 قتل ثلاثة طلاب جامعة زلنجي بينهم الطالبة إخلاص يوسف آدم أبان زيارة الوسيط الأفريقي السابق جبريل باسولي للجامعة، للمشاركة في ندوة عن اتفاق الدوحة.