اعتقال المهدى وحزب الامة يعلن التعبئة ويعلق الحوار
الخرطوم 19 مايو 2014- اقتادت السلطات الامنية فى الخرطوم مساء السبت زعيم حزب الامة القومى الصادق المهدى وقرر مجلس التنسيق الاعلى للحزب فى اجتماع طارئ تعليق الحوار مع الحكومة ودعوة الانصار للتعبئة الشاملة.
وقال السكرتير الخاص للمهدى محمد زكى ان قوة من الشرطة صحبها افراد بزى مدني اقتادت الرجل ليل السبت الى مكان مجهول وافادت معلومات لاحقة ان المهدى نقل الى سجن كوبر الاتحادى.
وجاءت التطورات المتسارعة فى اعقاب شكو ى دفع بها جهاز الامن السودانى فى مواجهة المهدى لاتهامه قوات “الدعم السريع” بارتكاب تجاوزات وانتهاكات مريعة فى مواجهة المدنيين بمناطق النزاع بدارفور و شمال وجنوب كردفان حيث تقود تلك القوات ماتصفه بحملة تطهير واسعة ضد القوات المتمردة.
ومثل المهدى الخميس امام نيابة امن الدولة مؤكدا صحة ما نسب اليه وابدى امام المحققين اصرارا على ما قال معلنا ان معلوماته استقاها من مصادره بالمنطقة وشهادات متعددة فى ذات الاتجاه.
وشن زعيم الانصار هجوما عنيفا على جهاز الامن السودانى السبت امام حشد جماهيرى بمنطقة الحلاويين بولاية الجزيرة واكد انه لن يتراجع عن تلك الاتهامات مستنكرا شكوى جهاز الامن ضده.
وقال( بدلا ان نشكوه نحن سارع الى تقديم شكوى ضدنا) لافتا الى ان الامن السوداني يخرق الدستور بتكوين قوات ومليشيات بينما ينبغى ان يحصر دوره فى جمع المعلومات.
وقالت هيئة شؤون الانصار فى بيان مقتضب ان اعتقال الامام يعتبر خطوة استفزازية للانصار فى كل السودان ، وارتفعت المطالبات الداعية لنجل المهدى عبد الرحمن الذى يشغل منصب مساعد الرئيس عمر البشير بالاستقالة العاجلة من منصبه.
ووصف المهدى فى خطبته بالحلاويين جهاز الامن السودانى بانه “نعامة ” وقال المهدي “ان جهاز امن البشير كان في السابق “زي نعامة المك مافي زول بقول ليها تك” لكن نحن بنقول “لي جهاز الامن لم يعد نعامة مك ونحن من اليوم بنقول ليهو تك”.
وقال ان حزبه شرع فيما اسماه (بالثورة الهادئة ) وقال ان امام النظام خياران حصرهما في الانتفاضة الشعبية والحوار الذي يفضي الي تفكيك النظام ، لافتا الي ان المطالب الانيه تتجسد في الحريات والعداله والسلام ودون ذلك فلا اتفاق علي حد تعبيره.
واضاف ” لن نخوض المرحله القادمه دون ضمان توفير الاستحقاقات المطلوبة ” حتي لا نصبح اضحوكه “، وتلت الامين العام للحزب سارة نقدالله فى اجتماع طارئ لمجلس التنسيق الاعلى قرار الحزب بتعليق الحوار مع المؤتمر الوطني الحاكم واعلنت تعبئة الانصار فى كل انحاء السودان.
وقال محامي الدفاع في قضية المهدي ساطع الحاج أن الصادق صدر في حقه السبت أمر اعتقال من نيابة امن الدولة على خلفية البلاغ الذي فتح في مواجهته من جهاز الامن السوداني والخاص باتهاماته لقوات الدعم السريع بارتكاب انتهاكات باقليم دارفور وكردفان.
واكد ان البلاغ دون تحت تهم تقويض النظام الدستوري والعمل المعارض ضد النظام بالقوة واشار الي ان تلك التهم تصل عقوبتها الاعدام ، وذكر ساطع أن النيابة سمحت لعدد من محامي الدفاع بمقابلة الصادق المهدي والذي أودع سجن كوبر في الخرطوم .
و اصدرت القوي السياسية المعارضة بيانا طالبت فيه السلطات باطلاق سراح المهدي فورا واكدت ان الخطوة تعبر عن عدم جدية نظام الخرطوم في الحوار الشامل.
وحذرت حركة الاصلاح الان في بيان جهات لم تسمها من المزالق الخطيرة التي من الممكن ان تنسف الحوار واعتبرت اعتقال المهدي صدر من جهات لاتريد للحوار النجاح خوفا على مصالحها.
من ناحيتها بادرت حركة العدل والمساواة التى تقاتل الحكومة في دارفور الى اصدار بيان طالبت في الحكومة بالافراج عن المهدي فوراً ، وعدت اعتقاله خطوة متوقعة .
واعتبر البيان الذى تحصلت “سودان تربيون” على نسخة منه الاعتقال مخالفة معيبة من النظام للقوانين التي إختطها بيده، وبدد الثقة المعدومة أصلا في نوايا النظام تجاه قضايا الحوار الوطني.
وكان حزب الأمة صعد لهجته في المطالبة بتغيير النظام الحاكم في السودان، داعياً الشعب السوداني للخروج للشارع وانتزاع حريته وكرامته، وذلك على خلفية التحقيق مع رئيس الحزب الصادق المهدي، في اتهاماته لقوات الدعم السريع.
ومثل الصادق المهدي يوم الخميس أمام نيابة أمن الدولة في الخرطوم من أجل التحقيق في الشكوى التي تقدم بها جهاز الأمن السوداني ضده بسبب اتهامات وجهها لقوات الدعم السريع التابعة للجهاز.
وحمل إمام وخطيب مسجد الأنصار بودنوباوي يوم الجمعة، آدم أحمد يوسف، الحكومة السودانية مسؤولية أي مكروه قد يقع على زعيم الأنصار جراء مواجهته بتهم تحت عدد من مواد القانون الجنائي من بينها نشر الكذب، ومثوله أمام محكمة أمن الدولة.
وأعلن يوسف أن حزب الأمة يهيء نفسه لما أسماه المربع الجديد والعودة إلى الاعتقالات وكبت الحريات. وأضاف أن الحكومة أثبتت بما لايدع مجالاً للشك أنها لاترغب في حوار جاد، وأنها تضيق ذرعاً بالرأي الآخر.
وشدد على أن النظام لايريد الإصلاح، داعياً الشعب السوداني للخروج إلى الشارع، وانتزاع حريته وكرامته.
وأبدى القيادي بحزب الأمة القومي د.عبد الرحمن الغالي، في تصريح نقلتة قناة “الشروق”، استغرابه من الخطوة التي قال إنها افتقدت الموضوعية والمنطقية في الطرح.
ورأي الغالي أن الخطوة تقدح في الحوار الوطني الذي سيصبح يفتقد للمعنى، طالما أن الحكومة تتعامل بعيداً عن القانون.