حركة العدل والمساواة تحتل مدينة أبوزبد لعدة ساعات وتقتل 5 بينهم 3 مدنيين
الخرطوم 18 نوفمبر 2013- قتل 5 أشخاص على الاقل -بينهم شرطيان- وأصيب العشرات بجروح في هجوم لمتمردي الجبهة الثورية على مدينة أبو زبد بولاية غرب كردفان صباح يوم أمس الأحد.
و تبارى الطرفان على تاكيد كل منهما الحاق هزائم ثقيلة بالاخر ، بينما قال الناطق الرسمي باسم الجيش السوداني إن القوات المسلحة تصدت للهجوم الذي شنته حركة العدل والمساواة على المدينة وقتل عددا من المهاجمين بينهم قائد الهجوم فضيل محمد رحومة، قالت الحركة انها استولت على المدينة لعدة ساعات وانسحبت عند الرابعة عصراً بعد استخدام الحكومة لسلاح الطيران.
وأبلغ المتحدث بأسم القوات المسلحة السودانية العقيد الصوارمي خالد سعد الصحفيين بأن الجيش تمكن من تدمير 18 عربة للمهاجمين، مشيرا إلى أن الهجوم جاء بهدف الحصول على وقود ومواد غذائية، وشدد على استمرار “عمليات الصيف العسكرية” لحسم مسألة الحركات المسلحة في ولايات السودان المختلفة.
وقال مواطنون من أبو زبد التي تبعد 150 كلم جنوب غرب مدينة الأبيض عاصمة ولاية شمال كردفان، إن عدد القتلى بلغ 5 وهم شرطيان أحدهما برتبة ملازم أول والثاني مساعد شرطة، وثلاثة مدنيين هم إبراهيم حامد، وعادل عبد الله، ومحمد حقار، وأضافوا أن عدد الجرحى من المواطنين بلغ 35 نُقل معظمهم إلى بلدة الدبيبات المجاورة، ونُقل من كانت إصاباتهم خطيرة إلى الأبيض.
وتطابقت افادة شهود العيان مع تعميم صحفي لحزب الامة القومي المعارض للحكومة ، قال فيه ان القوات المهاجمة اقتادت موظفاً بالمحلية يدعى أحمد علي فرج ولا يعرف مصيره حتى الأن واضاف التعميم الصادر عن المركز الاعلامي للحزب بأبوزبد ان قوات نظامية تصدت للهجوم وأستطاعت أن تدمر 65 عربة قتالية.
وكانت الجبهة الثورية أعلنت في بيان -تلقت سودان تربيون نسخة منه – أنها تمكنت الأحد من “اجتياح” مدينة أبو زبد و”السيطرة الكاملة” عليها، وطرد ما أسمتها مليشيات المؤتمر الوطني منها.
ونعى رئيس حركة العدل والمساواة فى بيان اصدره فضيل محمد رحومة النائب الثاني للقائد العام لقوات حركة العدل و المساواة السودانية مؤكدا مصرعه فى الهجوم على ابوزبد.
وقال المتحدث العسكري باسم العدل والمساوة بدوى موسى الساكن ان الهجوم وقع بعد حشد الحكومة عدد كبير من مليشياتها في ابوزبد اثناء استعدادهم للهجوم على مواقع الجبهة الثورية الا ان قوات حركته بادرت بالهجوم على القوات الحكومية وتشتيتها والقضاء عليها .
واكد المتحدث باسم المتمردين ان قواتهم استولت على عدد كبير من العربات الحكومية والأسلحة الثقيلة والخفيفة والذخائر والمؤن العسكرية ثم إنسحبت من المدينة بعدما مكثت فيها من الساعة الثامنة صباحا حتى الرابعة عصرا وغنمت عتادا من القوات الحكومية، متهماً الحكومة باستهداف المدنيين عبر الطيران العسكري مشيرا الى ان قواتهم غادرت المنطقة لتامين المدنيين من القصف العشوائي.
وكان متحدث باسم الجبهة الثورية المكوّنة من الحركة الشعبية-قطاع الشمال وحركة العدل والمساواة وحركة تحرير السودان فصيل عبد الواحد نور، وفصيل مني أركو مناوي، قد أعلن في وقت سابق أن قوات الجبهة تمكنت من التصدي لوحدتين عسكريتين لما أسماها مليشيات نظام المؤتمر الوطني في ولاية جنوب كردفان، والسيطرة على مدينة ابوزبد وانها تعمل على تأمين وجودها والمواطنين في المدينة.
وقال شهود عيان من مواطني أبو زبد إن قوات الجبهة هاجمت المدينة من عدة اتجاهات وتمكنت من إحراق بعض أبراج الاتصالات والمؤسسات الحكومية الموجودة وسطها.
ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن شاهد عيان طلب عدم ذكر اسمه لأسباب أمنية، أنهم استيقظوا في السادسة من صباح الاحد على دوي انفجارات وإطلاق نار، وقال إن مسلحين كانوا يستقلون سيارات لاندكروزر دخلوا المدينة واستهدفوا مجمعا للقوات المسلحة السودانية ومركزا للشرطة.
وقال شاهد آخر للوكالة إنه شاهد المتمردين يدخلون سوق المدينة ويطلقون النار في الهواء، وإن القتال استمر حتى منتصف النهار. وأضاف أن المتمردين كان يبدو عليهم التعب والعطش وأنهم بحاجة إلى الوقود لسياراتهم.
وفى المقابل وصف المتحدث باسم الجيش السودانى العقيد الصوارمى خالد سعد هجوم العدل والمساواة على ابو زبد بالعملية الانتحارية ،وقال انها رمت منها للحصول على الوقود و المواد الغذائية من السوق الشعبي الواقع جنوب المدينة .
, وقال فى بيان اصدره الاحد ان الجيش السودانى تصدى للمهاجمين وردهم علي أعقابهم وكبدتهم خسائر كبيرة في الارواح , بينهم قائدهم فضيل محمد رحوم , بجانب تدمير ثمانية عشر عربة مسلحة , واستولى الجيش السودانى طبقا للصوارمى علي مجموعة من الأسلحة, واجبرهم علي الهروب في إتجاهات مختلفة منوها الى ان القوات المسلحة تتولى مطاردتهم ، وشدد على ان الاوضاع فى المدينة باتت تحت السيطرة.
وقال الصوارمى ان المهاجمين استهدفوا المواطنين الأبرياء العزل وممتلكاتهم , في عمل يتنافى مع المثل والأعراف السودانية الحميدة , ويتنافي مع ما يدعونه من المطالبة بتحقيق العدالة للمواطنين ،مؤكدا جاهزية القوات المسلحة للتصدي لكل من سولت له نفسه العبث بمقدرات هذا الشعب , قاطعا بالعزم على مواصلة الجيش عملياته خلال الصيف الحالى لحسم التمرد.
ويأتي هجوم المتمردين على خلفية إعلان الحكومة بدء أكبر حملة عسكرية للقضاء على التمرد في كافة ولايات السودان بنهاية الشهر المقبل، وكان وزير الدفاع عبد الرحيم محمد حسين أعلن الثلاثاء الماضي تجهيز الحكومة لأعداد كبيرة وبصورة ممتازة لتتحرك في مختلف المحاور لحسم التمرد بشكل نهائي.
وأبلغ البرلمان بأن القوات الحكومية تحركت صوب تلك المناطق، و”سيكون صيفاً حاسماً لكافة حركات التمرد” ، واعلن الرئيس عمر البشير في وقت سابق أن العام 2014 سيكون موعدا لنهاية كل الصراعات والنزاعات المسلحة في كافة مناطق السودان.
وكشف معتمد محلية أبوزبد ، الهادي عبدالماجد، أن قوات العدل والمساواة التي هاجمت البلدة قوامها مابين 150ـ 170 مركبة، محملة بكافة أنواع الأسلحة ،وأكد عبد الماجد لـ”الشروق” أن المعتدين هاجموا المدينة في الساعة الثامنة صباحاً، واستخدموا في الهجوم جميع الأسلحة، بينها المضادة للطيران، مشيراً لوجود معلومات سابقة لديهم تؤكد تمركز قوات للتمرد خارج أبوزبد بحوالي 75 كليومتراً، و كانت متحركة من الجبال الغربية نحو الجبال الشرقية.
ونبه إلى أن المتمردين تحاشوا في تحركهم مناطق القوات المسلحة. مضيفاً أنهم استهدفوا المواطنين العزل داخل المدينة والأسواق ، وأكد عبدالماجد وصول تعزيزات عسكرية للمنطقة تقوم الآن بمطاردة للمتمردين خارج أبوزبد، حيث دمرت كميات كبيرة من آليات العدل والمساواة.وكشف عن إجراء عمليات الحصر للشهداء في المدارس ومحطة الكهرباء والسوق والدوانكي.
ووصف مسؤول الإعلام بالمؤتمر الوطني ياسر يوسف الاعتداء على ابو زبد بالمحاولة الفاشلة وشبهها بفرفرة المذبوح ، وأعلن يوسف فى تصريحات صحفية الاحد مساندتهم للقوات المسلحة فيما أعلنته من خطط بان الصيف الحالى سيكون حاسما للتمرد فى جميع مسارح العمليات .
وناشد الشعب السوداني مواصلة دعمه للقوات المسلحة من أجل إنجاز البرنامج الوطني فى تحرير الأرض والعرض ودحر المتمردين .