الرئيس السوداني يدعو الأحزاب والحركات للمشاركة في وضع الدستور
الخرطوم 2 يناير 2012 – دعا الرئيس السوداني عمر البشير الأحزاب وحَملة السلاح ومنظمات المجتمع المدني، للمشاركة في وضع دستور دائم للبلاد، وأكد السعي لتحسين العلاقات مع “الجار الجديد” المتمثل في جنوب السودان، قائلاً “نحن فصلنا الجنوب من أجل السلام”.
وطالب الرئيس البشير الذي كان يخاطب حشداً جماهيرياً بولاية النيل الأزرق بمناسبة افتتاح تعلية سد الروصيرص، حاملي السلاح والمعارضين في الخارج بالعودة إلى السودان “الذي يسع الجميع”.
ألا انه لم يسترسل في تفاصيل هذه الدعوة او يطرح اطارا للتفاوض معها يخرج عن مواقف الحزب الحاكم المعلنة من التفاوض مع حركات دارفور في اطار وثيقة الدوحة الاطارية أو الحركة الشعبية لتحرير السودان في اطار اتفاقية السلام الشامل وبعد إلقائها السلاح.
وتطالب القوى السياسية المعارضة بقيام مؤتمر قومي تشارك فيه إلى جانبها الحركات المسلحة والحكومة ويعمل عل التوصل لعقد اجتماعي جديد يعد على ضوءه مشروع دستور جديد يجاز من برلمان قومي جامع وذلك خلال فترة انتقالية تدير البلاد فيها حكومة ائتلافية تضم كل القوى السايسية.
وتجاهل البشير في خطابه عدد من القضايا أبرزها المحاولة الانقلابية التي أجهضتها السلطات الأمنية مؤخراً، وكان البعض يتوقع تطرق خطابه للقضية بإصدار عفو عام عن المعتقلين على زمة المحاولة أو التوجيه بمحاسبتهم.
ويبدوا أن الرئيس السوداني مازال يعاني من آلام في (أوتاره الصوتية) عقب العملية التي أجراها في السعودية مؤخراً، لأن صوته كان ضعيفاً مصحوباً بـ(بحة) مما دعاه لاحتساء كوب من الماء أثناء الخطاب الذي لم يستغرق وقتاً طويلاً.
ولم يمارس الرئيس السوداني رقصته المعهودة في مخاطباته الجماهيرية.
وعلى صعيد العلاقة مع جمهورية جنوب السودان قال البشير أكد استعداد حكومته لتنفيذ اتفاقات التعاون مع جنوب السودان حتى تصبح الحدود بين البلدين لتبادل المنافع والعلاقات الاجتماعية.
وقال: “اننا وافقنا على الانفصال لنكسب السلام واليوم ونحن في يوم استقلال السودان نؤكد لدولة الجنوب اننا عازمون على ان نحقق سلاما شاملا معها وننفذ كل ما اتفقنا عليه”.
وتعهّد البشير في خطابه بعدم إقصاء أي شخص وفتح الباب للمساهمة في تحديد الكيفية التي يحكم بها السودان، وأكد البشير أنه سيتم الاحتفال قريباً بولاية النيل الأزرق خالية من أي متمرد أو خارج عن القانون.
وجدد الرئيس وعده بعودة ولاية غرب كردفان التي تم تذويبها وفقاً لاتفاق سلام نيفاشا في جنوب كردفان، وأشار إلى أن قيادة الدولة تعمل على خلق مناخ لتجويد الأداء في أجهزة الحكومة عبر اتخاذ قرارات تدفع بأدائها للأمام.
وكانت الحركة الشعبية لتحرير السودان قد اصدرت بيانا اعلنت فيه عدم ممانعتها في اعادة فصل ولاية غرب دارفور إلا أنها أكدت ان النظام يرمي من خلال هذه الخطوة إلى حرمان مناطق جبال النوبة وبقية اجزاء الولاية من عائدات البترول التي سوف تكون تابعة لهذه الولاية الجديدة وتعميق الخلافات الاثنية والنزاعات حول الارض بين مكونات المنطقة المختلفة في اطار سياسية فرق تسد.