البشير يصف رحيل زيناوى بالصدمة ويؤكد فقدان المنطقة قائدا “عظيما”
الخرطوم 2 سبتمبر 2012- ابدى الرئيس السوداني عمر البشير صدمته لرحيل رئيس الوزراء الأثيوبي ملس زيناوي الذى سيشيع فى العاصمة الاثيوبية اليوم الاحد بمشاركة قادة افارقة ومسؤولين دوليين
ووصل البشير إلى أديس أبابا امس على راس وفد رفيع يضم وزير الخارجية علي كرتي ووزير الرئاسة بكري حسن صالح.
وألقى البشير النظرة الأخيرة علي جثمان زيناوى ووضع اكليل من الزهور ووقع علي دفتر التعازى بمنزل الأسرة بالقصر الرئاسي وسط أديس أبابا، وهو المكان الذي قصده الرؤساء وكبار الزوار. وتوشحت العاصمة الأثيوبية بالسواد لوداع الفقيد قبل أن تبدأ مراسم الدفن اليوم .
وأعلنت الرئاسة الاثيوبية قبل نحو اسبوعين وفاة زيناوى بعد صراع مع المرض ببروكسل وعينت نائبه مكانه
ووصف البشير رحيل زيناوى بأنه كان ” صدمة كبيرة لنا في السودان” ونوه الى ان بلاده كانت تضع عليه امالا عراض لتحقيق التكامل بين دول الاقليم سيما وان التقارب هو سمة الشعوب التى تحتاج بحسب الرئيس السودانى لقيادات صاحبة ارادة سياسية مؤمنة بوحدة الاقليم واردف “لذلك كان رحيل ملس زيناوى صدمة كبيرة جداً وفقد عظيم لي شخصياً وللشعب السوداني عامة”.
وتستضيف اثيوبيا وهى مقر الاتحاد الافريقى مفاوضات بين السودان ودولة الجنوب لتسوية قضايا عالقة بين البلدين الجارين تحت رعاية لجنة رفيعة من الاتحاد الافريقى يقودها الرئيس الجنوب افريقى السابق ثامبو امبيكى وكان مقررا استئناف الجولة فى السادس والعشرين من الشهر الماضى لكن وفاة زيناوى دفعت بالوساطة لتأجيلها وسط توقعات بعودة الطرفين الى طاولة التفاوض بعد غد الثلاثاء.
وقال البشير في أول تعليق رسمي له بعد رحيل زيناوى أنه قد حضر لأثيوبيا علي رأس وفد عالي المستوى ليعزى الشعب الأثيوبي والحكومة الأثيوبية نيابة عن الشعب السوداني في هذا الفقد العظيم.
وأضاف البشير أن فقد زيناوى هو فقد للسودان والسودانيين كما هو فقد لأثيوبيا والإثيوبيين وعبر عن أمله في أن يعوض السودان وأثيوبيا وأفريقيا في هذا الفقد العظيم .
وأشار فى تصريحات بمطار أديس الذي ظللته سحب داكنة مصحوبة بأمطار غزيرة أن ملس زيناوى عمل عملاً ضخماً للتنمية والإستقرار والأمن في أثيوبيا كما عمل علي دعم الأمن والسلام في منطقة القرن الأفريقي .
وقال البشير إن المنطقة والقارة والبلدان قد فقدوا قائداً عظيماً إلا أنه أضاف ” ولكن نحن علي ثقة أن الشعب الأثيوبي قادر علي مواصلة السير في عملية التنمية والبناء وتوحيد أثيوبيا دعماً للإستقرار في المنطقة الأفريقية ” .
وحول دور رئيس الوزراء الراحل في تيسير المفاوضات بين السودان ودولة جنوب السودان أشار الرئيس البشير إلى أن زيناوى كان محل ثقة لكل الأطراف تميز بالحكمة و استطاع أن يلعب دوراً كبيراً في تقريب وجهات النظر وحلحلة المشاكل واردف البشير قائلا “كل ما صادفت المفاوضين أزمة كان هو الملجأ والملاذ لتجاوز هذه العقبات ، وبفقده فقدنا عنصراً هاماً بدأ في دعم عملية السلام بين السودان ودولة الجنوب”.
ووصف البشير علاقته بزيناوى بأنها كانت شخصية واصفاً الرجل بأنه “حميم وودود” ويقدر العلاقات الشخصية و ساهم بشخصيته في تجاوز كل المشاكل مع السودان.
واضاف “عندما تحدث مشاكل لم نكن نحتاج لوساطة خارجية أو إجتماعات خارجية وكانت العلاقات الشخصية هي العنصر الهام في حلحلة المشاكل وعودة العلاقات لوضعها الطبيعي “.
وقال وزير الخارجية السودانى على كرتي في تصريحات صحفية إن مشاركة السودان في مراسم تشييع زيناوي بوفد يقوده الرئيس تجئ تقديراً وعرفاناً للدور الكبير الذي ظل يبذله زيناوي في دعم قضايا السودان في كافة المنابر الدولية والإقليمية وحرصه على تحقيق السلام والاستقرار بالبلاد.
وأضاف كرتي: “إن ملس لعب دوراً جوهرياً في تطوير العلاقات السودانية الأثيوبية” كما كان له دور فاعل في ملف التفاوض والسلام بين دولتي السودان وجنوب السودان وتحسين علاقة السودان بدول الجوار مشيداً بمواقفه الكبيرة الداعمة لقضايا القارة الأفريقية.
وقال وزير الخارجية السوداني إن القيادة الأثيوبية الجديدة أخطرت السودان بموقفها الثابت والداعم للسودان وأنها حريصة على استمرار سياسة حسن الجوار مع السودان والعمل على تطوير العلاقات بين البلدين، مؤكداً حرص السودان على بذل الجهود للارتقاء بالعلاقات إلى آفاق أرحب وتحقيق المصالح المشتركة والتاريخية لشعبي البلدين.