مفاوضات حاسمة بين الخرطوم وجوبا وتكهنات بعقد قمة البشير وسلفا فى اديس
الخرطوم 13 يوليو 2012 — بدأت أمس الخميس جولة مباحثات جديدة فى منطقة “بحر دار” الاثيوبية بين السودان وجنوب السودان وسط تكهنات بعقد الرئيسين عمر البشير ونظيره الجنوبى سلفاكير ميارديت قمة نادرة من شانها اعطاء دفعة لجولة التفاوض التى وصفت بالحاسمة لارتباطها بمهلة حددها مجلس الامن للتوصل الى اتفاق تنتهى فى الثانى من اغسطس المقبل.
وتعقد القمة الافريقية التي يشارك فيها الرئيس البشير في العاصمة الإثيوبية بعد اعتذار ملاوي عن استضافتها لاعتراضها على مشاركة الرئيس عمر البشير المطلوب لدى محكمة الجنايات الدولية في لاهاي بدعوى ارتكابه جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في دارفور. ونقلت القمة إلى العاصمة الإثيوبية بطلب من السودان .
وتناقش القمة عدداً من الموضوعات السودانية، خاصة العلاقات بين دولتي السودان وجنوب السودان، والقضايا الخلافية بين الدولتين،. كما تبحث سبل تعزيز التجارة البينية الإفريقية على ضوء توصيات القمة الأخيرة في يناير الماضي بأديس أبابا، والداعية لاستمرار مناقشة موضوع تعزيز التجارة البينية واختيار موضوع واحد رئيسي للاتحاد الإفريقي يتم إبرازه على مدار العام.
وقال مساعد الرئيس السوداني نافع علي نافع في وقت سابق أن البشير سيلتقي الرئيس المصري محمد مرسي على هامش القمة، فيما رجح مسؤولون في الخرطوم أن يجري البشير مباحثات مع رئيس دولة جنوب السودان سيلفا كير ميارديت على هامش القمة حول القضايا العالقة بين البلدين.
ولم يستبعد وزير الدفاع السوداني عبد الرحيم محمد حسين لقاء الرئيسين “على الرغم من أنه لا يوجد ترتيب مسبق”، بينما أكد ثامبو أمبيكي رئيس اللجنة الإفريقية الراعية للمفاوضات بين الدولتين ضرورة لقاء البشير- كير لحسم بعض القضايا التي تقف عقبة أمام وفدي التفاوض وتحتاج إلى مباحثات مشتركة بين رئيس الدولتين لحسمها.
وكان وزير الإعلام بدولة جنوب السودان برنابا بنجامين صرح في وقت سابق أن عقد قمة ثنائية تجمع الرئيسين البشير وسيلفا كير في أديس أبابا بات أمراً مؤكداً، وأشار إلى أن القمة ستركز النقاش حول عملية التفاوض بشأن القضايا العالقة بين البلدين علي ضوء النتائج الأخيرة التي توصل إليها وفدا البلدين في أديس أبابا.
وكان قد سبق وان نفى لقاء الرئيس كل من وزير الدفاع السوداني عبد الرحيم محمد حسين والوسيط الافريقي تابو امبيكي اللذان اكدا عدم وجود ترتيبات لمثل هذا اللقاء خاصة وان الوفود في الوقت الحالي ام تتفق نهائيا على عدد من الامور على الرغم من التفاهمات الاخيرة.
والمعروف ان رئيس الوزراء الاثيوبي ملس زيناوي هو الذي يسعى لترتيب هذا اللقاء على آمل انتزاع عدد من الوعود بينهما لم في مسائل لم تحسم بعد خاصة تكوين المجلس التشريعي لمنطقة أبيي الذي يقول سلفا كير ان زيناوي اكد له موافقة البشير على تعيين أحد ابناء الدينكا رئيسا له وهو امر تنفيه الخرطوم.
ووصفت الحكومة جولة المفاوضات الجديدة مع دولة جنوب السودان، بالحاسمة، لارتباطها بنهاية المهلة التي حدَّدها مجلس الأمن الدولي، وقرار الاتحاد الأفريقي اللذين ينتهيان في الثاني من أغسطس المقبل.
وقال المتحدث الرسمي باسم اللجنة السياسية العسكرية الأمنية المشتركة عمر دهب للإذاعة السودانية امس إن الجولة ينتظر أن تكون الأطول، باعتبار أن توقيتها يسبق المهلة الزمنية لمجلس الأمن في قراره (2046).
وأضاف إلى أن الجولة رغم استنادها على الملفات المتفق عليها في الجولة الماضية والإطار الإستراتيجي الجديد، إلا أن السودان سيبلغ إدانته لوفد دولة جنوب السودان، بشأن مقتل رئيس مجلس تشريعي جنوب كردفان إبراهيم بلندية، ورفاقه على أيدي قوات الجيش الشعبي في كمين مسلح الأسبوع الماضي، كما سيثير الأحداث التي وصفها بالمؤسفة التي شهدتها منطقة أبيي عشية التاسع من يوليو، وبعض التصريحات السالبة بشأن الإطار الاستراتيجي المتفق عليه مع دولة الجنوب.
وقال دهب إن وفد السودان سيتوجه لاستئناف المفاوضات وملتزم بالمنهج والإطار الاستراتيجي والمبادئ العامة المُتفق عليها وأوضح ، أن نقل مكان انعقاد اللجنة من أديس أبابا جاء لتزامنها مع انعقاد قمة الاتحاد الأفريقي التاسعة عشرة لرؤساء الدول والحكومات بالعاصمة الأثيوبية.