قوات المشتركة تعقد مباحثات مكثفة في السودان لتامين الحدود مع تشاد وإفريقيا
الخرطوم 6 مارس 2012 — كشف القائد بالقوات الأفريقية الوسطى الجنرال يعقوب فكتور عن وجود بقايا لجيش الرب المعارض للنظام اليوغندي على حدود بلاده مع دولة الكنغو، عازيا انضمام بلاده للقوات المشتركة للقضاء على جيش الرب، فيما قطعت القوات المشتركة السودانية التشادية باستقرار الأوضاع بطول حدود البلدين بالإضافة لعدم وجود أي معارضة أو حركات مناوئة داخلها.
واعتبر قائد القوات المشتركة السودانية التشادية، العقيد فتح الرحمن عبدالله سليمان التجربة شبيهة بقوات حلف الشمال الاطلسى “الناتو” وقال انه يهديها لبقية الدول الأفريقية لتكون نواة للجيش الأفريقي الموحد وأكدت قيادات القوات السودانية التشادية وأفريقيا الوسطى استقرار الأوضاع الأمنية على الحدود.
وقال العقيد فتح الرحمن أمس في فاتحة أعمال المؤتمر الثالث للقوات المشتركة بالخرطوم بحضور ولاة الولايات الحدودية والتي سوف تستمر حتى السابع من مارس بالخرطوم، إن الحدود مؤمنة تماماً ولا يوجد أي نشاط لحركات مسلحة في المنطقة. ونوه إلى أن القوات المشتركة نجحت في التواصل المباشر مع المجتمعات على الحدود.
وأعرب عن تقديره لجهود القوات المشتركة في نشر الخدمات الصحية والتعليمية والمصالحات التي وصلت إلى عقد (17) مؤتمراً للصلح، بجانب تزويد القرى الحدودية بالإنارة من خلال الطاقة الشمسية.
ومن جانبه أكد قائد القوات المشتركة السودانية التشادية؛ الجنرال جمعة يوسف أتنو، على التعاون بين البلدين من أجل تنمية وتطوير العلاقات في كافة المجالات.
وقال: “نحن شعب واحد فصله المستعمر إلى دولتين بسبب الحدود التي رسمها هو وفق إستراتيجيته العسكرية والسياسية”.
وأكد قائد قوات دولة أفريقيا الوسطى؛ العقيد يعقوب فكتور، أن الحدود تجاوزت مرحلة الاقتتال والعراقيل السياسية واتجهت للاستقرار الأمني والاقتصادي والاجتماعي، وأكد سعي قيادة القوات المشتركة إلى أن يشعر كافة مواطني المنطقة بأنهم في بلد واحد.
وأسست القوات السودانية التشادية بموجب بروتوكول تعاون أمني وعسكري بين السودان وتشاد، وقع عليه في 10 يناير 2010 لحماية حدود البلدين من تسلل مقاتلي الحركات المسلحة على طرفي الحدود باعتبارها جزءاً من عملية تطبيع للعلاقات بين البلدين بعد اتهامات لسنوات عديدة بدعم المعارضة المسلحة التشادية والسودانية.
وانضمت إليها مؤخرا جمهورية أفريقيا الوسطي التي لها حدود مشتركة مع السودان وتشاد وقصدتها مجموعات من المعارضة التشادية التي حرمت من الدعم السوداني وغادرت دارفور كما تقول تقارير بوجود جماعات من قاتلي جيش الرب فيها أيضا.
وفى سياق متصل بحث الرئيس السوداني؛ عمر البشير، مع رئيس وزراء إفريقيا الوسطي؛ د. فاوستين أركنج تواديرا، الاتفاقات التي وقعت بين البلدين في المجال الأمني لحماية أمن حدود البلدين ولمنع استغلال الحدود من قبل أي منظمات سالبة من الطرفين.
وقال وزير الخارجية السوداني؛ علي كرتي، إن البلدين يتمتعان بعلاقات جيدة جداً وجوار حسن، مشيراً إلى أن الاتفاقية تمتد جنوباً لتغطي حدودنا مع أفريقيا الوسطى وستمتد خلال الأيام المقبلة شمالاً لتغطي حدودنا بين تشاد ومصر (الحدود الليبية).
وأعلن كرتي أن وفداً ليبياً رفيعاً يشارك أيضاً في محادثات حول أمن الحدود في السودان وهي امتداد لكل الحدود الغربية والشمالية للسودان.
وأوضح أن زيارة رئيس وزراء أفريقيا الوسطى تجيء في إطار تقوية العلاقات الاقتصادية، خاصة أن الحدود بين البلدين مرنة يدخل منها المواطنون بسهولة، كما تؤدي إلى انسياب حركة البضائع.
وقال وزير الخارجية السوداني إنه من ضمن الخطط التي طرحها رئيس وزراء أفريقيا الوسطى تجاوب السودان والتزامه بمد خط السكة حديد من نيالا إلى داخل أفريقيا الوسطى، وكذلك مد خط الإسفلت من دارفور إلى أفريقيا الوسطى.
وزاد: “لدينا وجود في براو القريبة من الحدود السودانية داخل أفريقيا الوسطى”، وأردف قائلاً: “هذه المدينة ستشكل نقطة ارتكاز للتواصل بين البلدين”.
وأعلن كرتي الاتفاق على خطة إقامة جامعة مشتركة، بعض كلياتها في نيالا والأخرى تكون في براو، مشيراً إلى أن هناك فرصاً لتعليم أبناء أفريقيا الوسطى في السودان، خاصة في مجال تعليم اللغة العربية والتربية الإسلامية والمجالات العملية التي يحتاجون إليها.