جنوب السودان : 1000 قتيل خلال 3 أشهر والأمن أولوية فى موازنة هذا العام
جنوب السودان : 1000 قتيل خلال 3 أشهر والأمن أولوية فى موازنة هذا العام
جوبا في 1 ابريل 2011 — بلغ عدد قتلى الصراع في الجنوب بين الميليشيات المسلحة والجيش الشعبي والقبائل فيما بينها أكثر من 1000 قتيل خلال ثلاثة أشهر وسط اتهامات متبادلة بين الخرطوم وجوبا حول أسباب النزاع .
ونقلت صحيفة «الشرق الأوسط» الصادرة فى لندن اليوم الجمعة عن مصادر مطلعة فى جنوب السودان ، إن عدد القتلى الجنوبيين خلال مناوشات بالجنوب منذ الاستفتاء في يناير الماضي يتجاوز الألف قتيل ما بين مدني وعسكري .
وأشارت المصادر إلى أن أكبر المعارك وقعت في ولاية جونقلي ثم أعالي النيل، و تتهم الحركة الشعبية الحاكمة في الجنوب جورج أطور، وهو قائد منشق عن الجيش الشعبي بعد إعلان نتيجة انتخابات ولاية جونقلي التي ترشح فيها للمنصب، الذي فاز به القيادي بالحركة وعضو مكتبها السياسي كوال ماجانق .
ومن جانبه يتهم أطور الحكومة الجنوبية بتزوير نتيجة الانتخابات التي جرت في أبريل الماضي . وانشق أطور مع بضع مئات من الجنوب واحتموا بغابات كثيفة .
وتتهم جوبا ايضا القائد قابريال تانق، بالتمرد ضدها في أعالي النيل، و تانق ضابط بالجيش السوداني كان يقود مليشيا جنوبية موالية للخرطوم ابان حربها مع المتمردين الجنوبيين فى السابق .
كما يبرز اسم الجنرال عبد الباقي اكول، وهو مستشار سابق لرئيس الحركة الشعبية سلفا كير ميارديت .
وكان الرئيس السودانى عمر البشير قد أعلن أن عدد القوات الصديقة في الجنوب يبلغ 40 ألفا من الجنود قاتلت مع الجيش السوداني في حربه السابقة ضد المتمردين الجنوبيين .
ويقدر عدد الميليشيات في السابق بـ32 مليشيا مسلحة، انضم بعضها إلى الجيش الجنوبي بعد اتفاق السلام الشامل الموقع فى العام 2005 ، فيما يقدر عدد قطع الأسلحة الخفيفة المنتشرة وسط المدنيين بنحو مليوني قطعة .
وعلى صعيد متصل كشف وزير المالية في حكومة جنوب السودان، ديفيد دينق اتوربي، في تصريحات صحافية بجوبا امس ، عن أن الميزانية المخصصة لحكومة الجنوب لهذا العام بلغت خمسة مليارات وسبعمائة مليون جنيه (الدولار يعادل نحو 3 جنيهات).
وقال اتوربي إن أولويات الموازنة هي الصرف على الأمن، وتليها الطرق والصحة ثم التعليم، فيما احتلت الزراعة المرتبة الأخيرة بالقائمة. وتأتي تصريحات وزير المالية في وقت تواجه فيه الدولة الوليدة في الجنوب مصاعب أمنية كبيرة .
إلى ذلك اتهمت الحكومة السودانية حكومة الجنوب بدعم متمردي دارفور وتوفير «ملاذات آمنة والدعم بالسلاح لزعزعة استقرار الشمال».
وحذر مستشار الرئيس السوداني مصطفى عثمان إسماعيل، حكومة جنوب السودان من أن الخرطوم لن تصمت على سعي الجنوب لزعزعة استقرار الشمال.
ويتبادل الطرفان الاتهامات حول دعم ميليشيات ومتمردين معارضين للحكومتين. وسبق أن أبرز الأمين العام للحركة ووزير السلام بالجنوب باقان أموم، وثائق أكد أنها تثبت تورط وزير الدفاع السوداني عبد الرحيم محمد حسين في العمل على الإطاحة برئيس الجنوب سلفا كير ميارديت، لكن الوزير رفض الاتهامات الجنوبية .
و اختار جنوب السودان الانفصال و تكوين دولة مستقلة عن الشمال فى استفتاء لتقرير المصير جرى فى يناير الماضى بموجب اتفاقية السلام الموقعة بين الشمال و الجنوب فى العام 2005 و التى انهت عقودا من الحرب بينهما .
و ينتظر ان يصبح جنوب السودان دولة مستقلة ذات سيادة رسميا فى يوليو القادم .