أوضاع إنسانية متدهورة واتهامات باستخدام غازات سامة في الفاشر
الفاشر، 5 أكتوبر 2025 – أعلن متطوعون في مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، الأحد، عن توقف أغلب “التكايا” التي كانت تقدم وجبات غذائية للسكان المحاصرين داخل المدينة، بعد نفاد كامل للسلع الغذائية جراء استمرار الحصار وتدمير الأسواق، فيما تزايدت الاتهامات لقوات الدعم السريع باستعمال غازات سامة خلال حملة قصف على الفاشر في اليومين الماضيين.
ويعيش سكان العاصمة التاريخية لإقليم دارفور أوضاعًا إنسانية بالغة الصعوبة نتيجة الحصار المفروض على المدينة من قوات الدعم السريع منذ أبريل 2024، علاوة على الاشتباكات المستمرة بين أطراف النزاع العسكري هناك.
وتحذر منظمات محلية ودولية من كارثة إنسانية وشيكة في المدينة في حال لم تُفتح ممرات آمنة لإيصال المساعدات الغذائية والدوائية للجوعى.
وقال مشرف على إحدى التكايا التي كانت تقدم وجبات يومية لأكثر من ثلاثة آلاف شخص لـ”سودان تربيون” إنهم “عجزوا اليوم عن إعداد الوجبة اليومية بسبب عدم توفر أي مواد غذائية داخل المدينة”، مضيفًا أن “كل محاولاتهم لتأمين إمدادات جديدة فشلت تمامًا”.
وأوضح المتحدث أن مسيّرات تابعة لقوات الدعم السريع قصفت خلال الأسبوعين الماضيين الأسواق البديلة التي كان يعتمد عليها الأهالي، من بينها سوق محطة “أبوقرون”، كما دُمرت عشرات المتاجر الصغيرة في حي الدرجة الأولى، ما أدى إلى انهيار شبه كامل للوضع المعيشي داخل المدينة.
وخلال الأسابيع الماضية، بدأت قوات الدعم السريع في استخدام طائرات مسيّرة قادرة على اختراق التحصينات تحت الأرض، حيث دمرت الملاجئ التي أقامها الجيش وحلفاؤه في الأجزاء الجنوبية الغربية والشمالية من المدينة.
كما استهدفت مراكز إيواء النازحين، وهو ما أتاح لقوات الدعم السريع التوغل أكثر في عدد من الأحياء وتضييق الخناق على مقار الجيش والقوة المشتركة.
بدورها، قالت تنسيقية لجان مقاومة الفاشر إن سعر جوال “الأمباز”، الذي كان يُستخدم كعلف للماشية وأصبح حاليًا وجبة أساسية لإنسان الفاشر، وصل إلى نحو 2 مليون جنيه سوداني وسط ندرة خانقة في المعروض وشُح عام في السلع الغذائية، ما جعل الحياة في المدينة أشبه بصراع يومي من أجل البقاء.
وأوضحت أن الكارثة الإنسانية في المدينة تجاوزت حدود الاحتمال، ومع هذا الارتفاع الجنوني في الأسعار، كشفت عن توقف معظم التكايا التي كانت تُقدم وجبات للمحتاجين بعد أن عجزت عن شراء “الأمباز”، ناهيك عن توفير الذرة أو الأرز.
وأكدت أن ما يحدث في الفاشر اليوم يستدعي تدخلاً عاجلًا من الجهات الإنسانية والدولية لإنقاذ ما تبقى من أرواح وفتح ممرات آمنة تتيح دخول المواد الغذائية والدواء وتكسر هذا الحصار الذي يخنق المدينة وأهلها.
ودمرت قوات الدعم السريع أسواق الفاشر، آخرها سوق نيفاشا قرب مخيم أبو شوك شمالي المدينة، ضمن حملة ممنهجة شملت تدمير المرافق الصحية ومصادر المياه وسبل العيش ودور العبادة، غرضها تهجير السكان قسرًا.
غازات سامة
اتهمت تنسيقية لجان مقاومة الفاشر قوات الدعم السريع بإطلاق مقذوفات غريبة عبر مسيّرات قصفت المدينة يوم أمس السبت، ونقلت عن شهود عيان ظهور روائح غريبة وقوية يُرجح أنها مواد سامة.
وأضافت التنسيقية: “حتى اللحظة لم تصدر جهة رسمية بيانًا تفصيليًا، لكن مصادر طبية أكدت أن الأعراض الظاهرة تشير إلى وجود مواد كيميائية”.
ونقل ناشطون عن مصادر طبية مسؤولة أن الدعم السريع استخدمت بالفعل غازات كيميائية سامة في عدة مواقع بالمدينة خلال يوم أمس واليومين السابقين، مما أدى إلى إصابة عدد من الأشخاص بتشنجات وهلوسة وتقيؤات نتيجة استنشاقهم للغاز، حيث جرى نقلهم إلى المستشفى.
وأشارت المصادر إلى أن القوات استخدمت هذه الغازات الكيميائية السامة عبر مسيّرات انتحارية مزودة بأسطوانات ألمنيوم وقوارير بلاستيكية صغيرة.
