توجيهات للشرطة بالانتشار ورفع درجة الاستعداد بعد فوضى وأعمال نهب بالخرطوم
الخرطوم 12 يونيو 2021 -وضعت قوات الشرطة بالعاصمة الخرطوم جميع عناصرها في حالة الاستعداد الشامل، فيما بدأت السُّلطات بإزالة الحجارة الثقيلة من الطرقات العامة “المتاريس”، وذلك بعد أعمال نهب واسعة انتظمت المدينة على مدى يومين.
واحتشدت مواقع التواصل الاجتماعي بشكاوى من حالات فوضى واعتداء واسعين صاحبت إغلاق الطرق في الاحتجاجات المناوئة لقرار تحرير أسعار الوقود.
وأرسلت قوات الشرطة بالعاصمة الخرطوم، برقية عاجلة إلى مدراء شرطة المحليات والإدارات، اطلعت عليها “سودان تربيون”؛ قضت بوضع جميع العناصر الشرطية في حالة استعداد 100%.
وقال شهود عيان، لـ “سودان تربيون”، إن آليات تحرسها قوى شرطية بدأت تعمل على إزالة الانقاض والحجارة الثقيلة في عدد من طرق العاصمة الخرطوم.
واشتكى العشرات في مواقع التواصل الاجتماعي، من تعرضهم لحالات نهب لأموالهم وهواتفهم، عند عبورهم الشوارع المغلقة بالحجارة الثقيلة “المتاريس” في مدن ام درمان وبحري.
وبث ناشطون صور ومقاطع فيديو تكشف تعرض مئات السيارات للحصب بالحجارة في الطرق العامة، الأمر الذي يدفع سائقها لاتخاذ طرق بديلة داخل الأحياء السكنية.
وأغلق شباب صغار في السن “مراهقين”، معظم طرق العاصمة الخرطوم بـ “المتاريس”، في ظل غياب كامل لقوى الشرطة.
وقالت حكومة ولاية الخرطوم في بيان السبت إن الأيام الماضية شهدت حالات عنف متعددة من العصابات والمجموعات المتفلتة على المواطنين وممتلكاتهم، وعلى الممتلكات العامة مستغلين توجه الحكومة الانتقالية لحماية الحق في التعبير وعدم التعرض للتظاهرات السلمية عقب القرارات الاقتصادية الأخيرة.
واتهم البيان كذلك عناصر من النظام السابق بالتحرك لخلق حالة من الفوضى، والإخلال بالأمن “في عمل منظم لتشويه سلمية الثورة”.
وأفاد أن الأجهزة الشرطية والعدلية بالولاية ستتولى التعامل مع هذه المجموعات والعصابات المتفلتة وفقا للقانون للحفاظ على سلامة المواطنين وصون أمنهم.
وبدأت، الأربعاء، سلسلة احتجاجات مناوئة للحكومة لتحريرها الكامل لأسعار الوقود التي تضاعفت بنسبة 100%، الأمر الذي يفاقم من معاناة معظم السودانيين الواقعين تحت خط الفقر.
وحمل تجمع المهنيين السودانيين، حالات النهب والاعتداء على المواطنين وممتلكاتهم في المنازل والطرقات إلى السُّلطات الأمنية والسياسية.
وأرجع التجمع، في بيان، تلقته “سودان تربيون”، ظواهر النهب إلى سياسات الحكومة التي وصفها بـ”سياسات الإفقار التي تضيف كل يوم ألوفًا من المواطنين إلى دائرة العوز والفاقة، ويقودهم انسداد الأفق إلى العنف بدل العمل والإنتاج”.
ودعا التجمع لجان المقاومة بالأحياء السكنية بـ”الحرص على قيام متسللين بتنظيم فعاليات لا تشرف عليها” لضمان منع الممارسات التي “تريد الأيادي المعادية إلصاقها بالثوار”.
الى ذلك أقر نائب رئيس الحركة الشعبية – شمال، ياسر عرمان، بسوء الوضع الاقتصادي، مشيرًا إلى “الإذلال والمهانة لا يستحقها الشعب، كذلك الجوع والتجويع الممنهج لضرب القاعدة الاجتماعية للثورة”.
وأضاف: “لكن الأسوأ من الاقتصاد هو أن نقود أنفسنا وشعبنا نحو المجهول برفع شعارات براقة غير محسوبة نتائجها بدقة مثل (تسقط تالت وتسقط لمن تظبط) فنحن نخشى أن نسقط في حكم الشمولية”.
وتابع: “قوى الثورة والتغيير تحتاج إلى حوار وجبهة سياسية موحدة وإلى تضامن إقليمي ودولي مساند للانتقال”.
وشدد عرمان على “إننا لا نحتاج إلى ثورة أخرى أو انقلاب آخر، وإنما بحاجة لمواصلة وإصلاح الثورة”.
وتسبب إغلاق الطرق في تعطيل الحياة العامة لمعظم المواطنين، خاصة وإن معظم القائمين عليها من فئات العمر الصغيرة.