(الشعبية) تصعد محاكمة قساوسة بالسودان وتشكو الخرطوم للمبعوث الأميركي
الخرطوم 27 أغسطس 2016– شكلت الحركة الشعبية لتحرير السودان، شمال، لجنة من 23 شخصاً لمناهضة محاكمة قسيسان وصحفي تشيكي في السودان، وقررت تصعيدها محليا وإقليمياً ودولياً وفق خطة محددة.
وأجرى الأمين العام للحركة الشعبية، ياسر عرمان، اتصالا هاتفياً بالمبعوث الأميركي للسودان ولجنوب السودان قبل وصوله للخرطوم، أطلعه على تفاصيل القضية، طالباً منه المتابعة والوقوف عليها خلال زيارته المرتقبة للخرطوم.
وبدأت في الخرطوم الأحد الماضي وسط إجراءات أمنية مشددة ، محاكمة 4 متهمين بينهم تشيكي واثنين من رجال الدين المسيحي بتهم التجسس وإثارة الحرب ضد الدولة، وإثارة الكراهية ضد الطوائف، والتي تصل العقوبة فيها إلى الإعدام.
وأوقفت السلطات الأمنية السودانية المتهم الأول التشيكي بيتر جاسيك بعد دخوله البلاد بأربعة أيام خلال أكتوبر الماضي وبحوزته حقيبتان إحداها بها جهاز كمبيوتر محمول وهاتف حديث وكاميرا، بينما حوت الحقيبة الاخري مستندات شخصية.
وكشف عرمان في تصريحات صحفية،السبت، عن اجراءه اتصالا بالمبعوث الأميركي دونالد بوث، حول المحاكمات والاعتداءات التي تطال المسيحيين السودانيين لاسيما محاكمة القساوسة المسيحيين من أبناء جبال النوبة والناشطين من المجتمع المدني.
وقال إن في مقدمتهم القس كوة شمال، والقس حسن عبدالرحيم، والناشط عبدالمنعم، والصحفي التشيكي بيتر. لافتاً الى أن المبعوث الأمريكي أكد له متابعة السفارة بالخرطوم لهذه القضية الهامة. مبيناً أنه أرسل نفس الرسالة للمبعوثين الدوليين الآخرين، سيما وأن القضية متعلقة بحق المواطنة بلا تمييز وكفالة حقوق الإنسان الأساسية.
وأعلن عرمان انه كلف لجنة من 23 قيادياً بالحركة لتصعيد القضية وطنياً وإقليمياً ودولياً وفق خطة تضعها اللجنة المختصة. ويتوزع اعضاء اللجنة في عدد من الدول الأوروبية وامريكا، فيما يعمل القيادي بالحركة مبارك أردول، منسقاً للجنة مع قيادة الحركة.
واشار الى أن مهام اللجنة الإتصال بكآفة القوى الوطنية ومنظمات المجتمع المدني في الداخل والخارج لتأسيس لجنة وطنية للدفاع عن حقوق المسيحيين السودانيين والقيام بحملة داخلية وخارجية لدعم حقوقهم في المواطنة بلا تمييز وحقوق الإنسان الأساسية، بجانب الإتصال بالشخصيات النافذة من المسيحيين والمسلمين ومنظمات حقوق الإنسان لإعلاء راية التضامن مع المسيحيين السودانيين.
الى ذلك قال الأمين العام للحركة الشعبية، ياسر عرمان، إنه عقد الأسبوع الماضي لقاء تنويريا عبر الوسائط مع (36) من الناشطين الأمريكان من الحزبين الديمقراطي والجمهوري، ومساعدين من أعضاء الكونغرس، ومراكز البحوث الأميريكية، ومن الداعمين للقضية السودانية والمهتمين بشئون السودان.
مبيناً أنه أطلعهم خلال القلاء على مجريات التفاوض حول القضية الإنسانية ووقف العدائيات والتوقيع على خارطة الطريق ورؤية قوى (نداء السودان) للحوار الأميركي السوداني، وضرورة توظيفه لوقف الحرب والحل الشامل والتحول الديمقراطي.
وأكد عرمان في سياق آخر، إن معلومات تفصيلية وردتهم من داخل سجن الهدى بأن أسرى الحركة الشعبية يعيشون أوضاعا مزرية، متهما الحكومة السودانية بارتكاب جريمة في حقهم بمحاكمتهم ومخالفة حقوق الأسرى.
ولفت إلى معاناتهم ظروفا قاسية ونقصا في الطعام وإهمالهم طبيا وحقهم في الرعاية الصحية والنفسية، وتابع “يفتقدون لأبسط الحقوق الإنسانية والمدنية في سجن الهدى، ومعظمهم من الذين تمت محاكمتهم في سنجة”.
وكانت حركة العدل والمساواة السودانية، أعلنت الجمعة الماضية، إن أسيرا يتبع لها توفي في محبسه بسجن الهدى في العاصمة الخرطوم، متأثرا بداء السل. الا انه لم يصدر عن السلطات السودانية ما يؤكد أو ينفي ذلك.
وأوضح عرمان أن قيادة الحركة الشعبية درجت على إطلاق سراح الأسرى و أنها على استعداد دون شرط لإطلاق سراح أسرى مبادرة السائحون الذين عرقلت وصولهم الحكومة. مؤكداً استعداد الحركة مرة أخرى لتبادل جميع الأسرى من الطرفين والإفراج عن جميع أسرى الحكومة الذين قال أن عددهم يفوق أسرى الحركة الشعبية.