انشقاق (الإخوان المسلمون) بالسودان واجتماع طارئ للشورى يطيح بالمراقب العام
الخرطوم 15 يونيو 2016 ـ وقع انشقاق جديد في جماعة الإخوان المسلمون في السودان، وأطاح اجتماع طارئ لمجلس شورى الجماعة بمراقبها العام علي جاويش وعدد من القيادات عقب حزمة قرارات أصدرها الأخير بتأجيل المؤتمر العام وحل الأجهزة القائمة.
وتعرضت جماعة الإخوان المسلمون التي وفدت فكرتها الى السودان من مصر في اربعينيات القرن الماضي، لإنشقاقين شهيرين الأول في العام 1969 بخروج الراحل حسن الترابي مكونا جبهة الميثاق، وفي العام 1991 بخروج مجموعة سليمان أبونارو.
وإلتأم اجتماع طارئ لمجلس شورى الإخوان المسلمون بمنزل القيادي التاريخي صادق عبد الله عبد الماجد، مساء الثلاثاء، انتهى بإعفاء المراقب العام علي جاويش وتكليف المراقب العام السابق الحبر يوسف نور الدائم بالمنصب مرة أخرى لحين انعقاد المؤتمر العام.
وطبقا لعضو مجلس الشورى عمر الحبر فإن الاجتماع الطارئ جاء بعد حزمة قرارات لجاويش حل بموجبها جميع أجهزة الجماعة بما فيها المكتب التنفيذي ومجلس الشورى فضلا عن تأجيل المؤتمر العام الذي كان مقررا في يوليو القادم وتشكيل لجنة تسيير.
وقال الحبر لـ “سودان تربيون” إن القرارات التي اتخذها جاويش يمكن اعتبارها “انقلابا بلا مبرر”، سوى محاولة فرض واقع جديد داخل الجماعة يحافظ على مصالح مجموعة بعينها قبيل انعقاد المؤتمر العام.
وأكد أن الاجتماع كلف لحبر يوسف نور الدائم بالقيام بمهام المراقب العام لحين انعقاد المؤتمر العام الذي توقع إلتئامه عقب عيد الأضحى بعد منتصف أكتوبر مقبل.
وأشار إلى أن الاجتماع الذي لم يحضره جاويش برغم عضويته في مجلس الشورى، قرر أيضا تجميد عضوية كل الأسماء التي ظهرت في لجنة التسيير التي شكلها المراقب العام المقال وتسمية بدلاء عنهم في المكتب التنفيذي.
ورأى الحبر أن ما حدث يمكن اعتباره انشقاقا، عزاه إلى خلاف قديم بسبب وحدة إندماجية مع مجموعة الإخوان المسلمون جناح الإصلاح بقيادة صديق علي البشير، والتي أسسها الراحل سليمان أبونارو.
ووقعت جماعتان للأخوان المسلمون في يناير الماضي، على وثيقة للوحدة الاندماجية.
وتخلت جماعة الأخوان المسلمون بقيادة علي جاويش عن شراكتها مع حزب المؤتمر الوطني الحاكم، احتجاجا على اعتراف الخرطوم بنظام الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي أطاح بحكم الأخوان بقيادة الرئيس السابق محمد مرسي.
من جانبه عزا المراقب العام علي جاويش ـ المقال من قبل اجتماع مجلس الشورى ـ القرارات التي أصدرها بتجميد أجهزة الجماعة وتأجيل المؤتمر العام لتحاشي مخاطر محققة تعرض الجماعة لإنشقاق ثالث كما حدث في عامي 1969 و1991.
وقال في بيان تلقته “سودان تربيون”: “لم يعصم ذلك كله الجماعة من التعرض مرة ثالثة لتدبير مماثل لنفس ما مر بها في الماضى، فقبل 4 سنوات بدأت مجموعة عقد اجتماعات خارج الأجهزة للاستيلاء على الجماعة وتغيير خط سيرها في المؤتمر المزمع عقده”.
وتابع “كنا امام خيارين لا ثالث لهما، أن ننتظر حتى يتم ترتيب هذا الأمر كما أعد له، وأما أن نتخذ من التدابير والخطوات ما نحافظ به على كيان الجماعة وتاريخها ومستقبلها… فالانتظار حتى المؤتمر هو تكرار للتجربتين السابقتين 1969 و1991 لتلدغ الجماعة من جحر واحد ثلاث مرات وهي غفلة كبيرة لا ينبغي لمن عرف تاريخ الجماعة أن يسمح بها مرة ثالثة”.
وأفاد جاويش أنه قررر تأجيل المؤتمر العام، وتعطيل الأجهزة القائمة بما فيها مجلس الشورى والمكتب التنفيذى واللجان التابعة لهما، ضمن خطوات “تحفظ للجماعة كيانها وتماسكها”.
وقرر جاويش دعوة الإخوان المسلمون لأن “يقفوا صفا متراصا للحفاظ على الجماعة وتشكيل مجموعة من مسؤولي الأمانات وآخرين ليكونوا مع المراقب العام في ادارة العمل”.
وأشار إلى تسمية هيئة شورى من مسؤولي الولايات ليجتمعوا دوريا لإجازة خطة مؤقتة حتى الدعوة لمؤتمر عام للجماعة ينتخب قيادة جديدة ويضع خطة شاملة للعمل.