علي عثمان طه يؤكد انحراف الحوار وضياع المعنى الأسمى للمبادرة
الخرطوم 8 يونيو 2016 ـ ألمح النائب الأول السابق للرئيس السوداني علي عثمان محمد طه إلى انحراف طال مبادرة الحوار الوطني التي أطلقها الرئيس عمر البشير في يناير 2014، موضحا أن المعنى الأسمى والأكبر باعتماد الحوار منهجا للحياة اليومية بالبلاد بدأ يضيع.
واستقال علي عثمان محمد طه من منصبه في ديسمبر 2013 ضمن تعديلات واسعة طالت الحكومة السودانية.
وانتقد طه عقب مائدة افطار رمضاني نظمه الاتحاد الوطني للشباب السوداني في منزله بضاحية سوبا جنوبي وسط الخرطوم، مساء الأربعاء، تطاول أمد انتظار مخرجات توصيات الحوار الوطني.
وشبه انتظار الناس للمخرجات بانتظار “شنطة الحاوي”، الذي ربما يخرج منديلا أو حمامة.
وانطلق مؤتمر الحوار في أكتوبر 2015 وسط مقاطعة قوى المعارضة والحركات المسلحة الرئيسية بالبلاد، وانفض عمل لجانه الست في مارس الماضي في انتظار عقد الجمعية العمومية لإجازة التوصيات.
وقال طه “إن المعنى الأكبر والأسمى لإطلاق دعوة الحوار بدأ يضيع، لكون أن الفكرة الرئيسة للحوار بأن يعتمد منهجاً للحياة اليومية في السودان، وليس بأن يكون قاصراً على مجموعات وأحزاب سياسية ومرتبط بمقيات زماني محدّد”.
وشدّد على تأسيس نظام سياسي يقوم على قبول الرأي الآخر والمرونة وتحري الحقيقة، واستحداث آليات جديدة للحكم بإشراك قطاعات وشرائح المجتمع، وحذّر من الحمّية والعصبية الحزبية وإغلاق الباب على الآخرين لإبداء الرأي.
وتابع “هدف الحوار أن يكون روحاً تنسرب في وجدان الناس”، محذّراً من احتكار المناصب والاقتصاد، ونوه لأهمية التعرّف على مساهمات الآخرين في قضايا الحكم بالبلاد.
إلى ذلك أقر علي عثمان محمد طه بأن الحركة الإسلامية حازت على ميزات وإيجابيات واسعة خلال تجربتها فتحت الطريق أمامها نحو الحكم، بيد أن طه دعا إلى الإجابة على سؤال: “هل الحركة تراجعت في التطبيق مقارنة بالتجربة الطويلة والوسائل التي كانت متاحة في أوقات سابقة من عمرها؟”.
وأشار إلى أن الحركة امتلكت تجربة ثرة ومتقدمة على نظيراتها في المحيطين العربي والإسلامي، امتدت منذ ستينيات القرن الماضي، الأمر الذي مكّن السودان من امتصاص التأثيرات السالبة لثورات الربيع العربي، وتابع “الربيع السوداني كان منذ الستينيات”.